نطلق موكب تشييع جثمان الشهيد ديار عمري، فورا بعد صلاة العصر اليوم الأحد، من بيته الكائن في قرية صندلة في مرج ابن عامر، حيث شارك الآلاف في مواراة جثمانه الثرى الأخير.
وشهدت قرية صندلة في مرج ابن عامر، إضرابا عاما وشاملا، اليوم الأحد، احتجاجا على جريمة قتل ابنها الشاب ديار عمري (20 عاما) برصاص شاب يهودي بعد عراك بالأيدي بينهما بالقرب من القرية، مساء أمس السبت.
وسادت أجواء من الحزن والأسى صندلة، وتوافد عدد من الأهالي في القرية ووفود من مختلف أنحاء المجتمع العربي إلى منزل عائلة الشهيد ديار العمري، لمواساتها والوقوف إلى جانبها في مصابها الجلل.
واستقبل الأهل ووفود من مختلف أنحاء المجتمع العربي جثمان الشهيد العمري، عصر اليوم، إذ كان الآلاف في انتظار وصوله.
تمديد اعتقال القاتل لسبعة أيام
وفي السياق، مددت محكمة الصلح في الناصرة، صباح اليوم، اعتقال دنيس بوكين (32 عاما) من القرية الزراعية "موشاف غان نير"، قاتل الشاب ديار العمري لمدة 7 أيام على ذمة التحقيق في الجريمة.
ووفقا للادعاء فإن القاتل كان يقود السيارة بدون رخصة (رخصته مسحوبة) وتحت تأثير الكحول، وليس من أصحاب السوابق الجنائية.
واعتقلت الشرطة شابين من صندلة وهما من عائلة ضحية جريمة القتل بزعم عرقلة سير جلسة المحكمة.
وقال المحامي ناداف غرينفيلد، المكلف بالدفاع عن القاتل، إن "الجريمة ليست على خلفية قومية. الحديث عن خلاف طارئ على الطريق وموكلي بدون سوابق جنائية، وهو أعزب وأنهى الخدمة العسكرية الإلزامية".
والدة الشهيد العمري: خسرنا ابنا شهما وخلوقا
قالت والدة الشهيد ديار العمري، زهور العمري، " إنه "خلال الساعات الأخيرة قبل استشهاد ديار، تناولنا وجبة الغداء بالمنزل، وتحدث هو ووالده وأنا عن تطوير مشروع عملنا الخاص، ومن ثم خرج ليتجول في الجبال المجاورة، وهناك تعارك مع هذا القاتل".
وأضافت أن "ابني ديار كان شابا شهما وخلوقا، وقبل يوم واحد كان يوم ميلاده، عايدت عليه وتمنيت له سنوات سعادة وحب. كان ديار حنونا جدًا علينا وعلى الجميع، تعاطف مع الجميع، وحتى أنه رفض وضع صورتي على مواقع التواصل مراعاة لمشاعر أشخاص فقدوا أمهاتهم، هذا هو ديار الشهم الذي أحب وتعاطف مع الجميع".
وختمت والدة الشهيد حديثها بالقول إن "القاتل اقترف جريمة قتل ديار لأنه عربي. حسبنا الله ونعم الوكيل على كل ظالم، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون".
والد الشهيد العمري: المجرم تلميذ بن غفير قتل ابني لأنه عربي
قال والد الشهيد ديار أحمد العمري إنه "قبل حصول الجريمة كان ديار في العمل، وعندما عاد من العمل تناولنا وجبة الغداء سويةً، وتحدثنا عن كيفية تطوير مشروع عملنا الخاص حيث كان يطمح لتطوير المشروع، ثم طلب مني أن يستقل السيارة ليتجول في جبال فقوعة. وبسبب أزمة السير الخانقة التي تكون يوم السبت بسبب حاجز الجلمة، ذهب ديار من الشارع الالتفافي في بلدة (غان نير) المحاذية لقريتنا صندلة، على الرغم من أننا نعلم أن سكانها لا يحبون أن نمر من هناك".
وعن القاتل، قال العمري إن "هذا القاتل هو تلميذ وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي منح الصلاحية الكاملة بحمل السلاح وقتل العربي لأنه عربي، وهذا القاتل نفذ تعليمات الحكومة الإسرائيلية".
وأكد أن "ديار لم يشكل أي خطر أو تهديد على حياة القاتل، إذ أنه هو الذي استفز ديار وأخرجه من السيارة حتى تصل الأمور إلى عراك بالأيدي. ديار لو أراد أن يعاركه كما يجب، لقتله دون استخدام أي وسائل، ولكن ديار أراد أن يبعد هذا القرف عنه، وعندما ابتعد ديار أطلق الغدّار النار على ديار من الخلف. القاتل أطلق 5 - 6 رصاصات وجميعها في الجزء العلوي من الجسد، وهذا دليل بأن القاتل الحاقد أراد قتل ديار لأنه عربي، لذلك أطلق كل هذا الرصاص دون أن يشكل ديار أي تهديد على حياته".
وبخصوص مجريات المحكمة، أعرب والد الشهيد إنه "لا يعقل أن القاتل كان تحت تأثير الكحول وكان يقود المركبة، لأنه حسب القانون من يكون تحت تأثير الكحول لا يستطيع أن يقود المركبة، وأيضًا كيف لشخص تحت تأثير الكحول أن يقود مركبة ويمسك شخصا وينزل من المركبة ويقوم بالعراك معه، هذه إدعاءات واهية".
وتطرق العمري إلى جريمة قتل الشهيد الطبيب محمد العصيبي من النقب في مدينة القدس، وقال إنها "حصلت في مكان مليء بكاميرات المراقبة، عدا عن الكاميرة التي تكون على الشرطي، وعلى الرغم من ذلك تم قتله وإخفاء كل الأدلة، وكل ذلك حتى تتم تبرئة القاتل".
وختم الوالد الثاكل حديثه بالقول إنه "قمت ببناء منزل لديار وجهزته قبل مدة قصيرة، وقبل عدة أيام كنا بحفل زفاف أحد الشبان وقال لي ديار، يابا بدي أفتح بعرسي قرآن ما بدي يكون موسيقى".
7 إصابات جراء قمع الشرطة للمتظاهرين في صندلة
أسفرت عملية قمع المتظاهرين من قرية صندلة، مساء أمس السبت، على يد عناصر "حرس الحدود" التابعة للشرطة الإسرائيلية، عن 7 إصابات وصفت إحداها بأنها بين الخطيرة والمتوسطة.
وكانت الإصابات نتيجة تعرض المتظاهرين لقمع شديد من قبل عناصر حرس الحدود، خلال إطلاقهم الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية، بالإضافة لضرب المتظاهرين بالأسلحة.
وروى شهود عيان أن "أفراد شرطة حرس الحدود أطلقوا الرصاص المطاطي على المتظاهرين بهدف الإصابة والإعاقة، ووجهت غالبية الرصاصات إلى القسم العلوي من أجسادهم".
وقال أحد المصابين، أحمد العمري، إنه "أصبت برصاصة مطاطية في منطقة الظهر، في البداية لم أشعر بالألم من شدته، ولكن بعد لحظات قليلة من الإصابة لم أستطع الحركة من شدة الألم".
وأضاف أن "الهجمة كانت شرسة ووحشية من قبل عناصر الشرطة، كان الحقد في عيونهم، وكأنهم يريدون قتلنا، ضرب بالسلاح بصورة وحشية، واستعمال مفرط للرصاص المطاطي والقنابل الصوتية".
وقال قريب الشهيد ديار العمري، الصحافي رشاد العمري، إن "هذه سياسات إسرائيل، بالنسبة لهم هي نهج حياة، قتل العربي الفلسطيني في هذه البلاد لا يقتصر على يمين أو يسار، هذه عقلية احتلال".
وأضاف أن "هناك من يحاول أن يربط كل ما يحصل بوزير الأمن القومي بن غفير، وهذا غير صحيح، الأمر لا يقتصر على بن غفير أو اليمين، وكأنّ اليسار أو الحكومات السابقة لم تقتل الفلسطيني أو لم تصبه وتقمعه داخل بيته ظلما، هذا الحديث من شأنه أن يبيّض وجه الحكومات المجرمة السابقة، ونحن نقول إن هذا نهج حياة لديهم".
وختم العمري بالقول إن "دم ديار نفس دم شهداء جنين ونابلس وغزة. والسلاح الذي يصيبنا ويقتلنا في الداخل والضفة وغزة هو ذات السلاح، ولكن من يختلف هو المنفذ".
التجمّع ينعى الشهيد ديار العمري ويحمّل المؤسسة الإسرائيلية مسؤولية سفك الدم العربي
نعى التجمّع الوطنيّ الديمقراطيّ، اليوم الأحد، الشهيد ابن قرية صندلة ديار العمري، مؤكدًا أن "استهدافه يندرج ضمن استسهال وشرعنة قتل المواطنين العرب واسترخاص دمهم من قبل الشرطة والمؤسسة الإسرائيلية، وفي السياق ذاته يقتل يوميًا الشباب العرب في ظل تفشي الجريمة والعنف في المجتمع وسط فشل وعجز تام من قبل إسرائيل ومؤسساتها الأمنية".
وأضاف بيان التجمّع أن "قتل الشهيد ديار العمري في وضح النهار وبدم بارد هو تكريس للعنصرية المستشرية ضد كل ما هو عربي وفلسطيني، وفي مركزها الدعوات التي وجهت للمواطنين اليهود في حمل السلاح من قبل وزراء وقيادات أحزاب صهيونية، وهو ما يستهدف المواطنين العرب والفلسطينيين ويندرج ضمن عقليتهم المتطرفة والدمويّة، بالإضافة إلى التحريض الدموي الذي يقوده الوزير الفاشي بن غفير والمفوض العام للشرطة شبتاي الذي يعزي الجريمة والعنف لثقافة العرب لا لفشله الذريع".
وأكدّ التجمّع في بيانه أن "الجرائم اليوميّة التي تقض مضاجع شعبنا في كافة قرانا ومدننا العربيّة تحدث وسط تواطؤ وتخاذل واضحين من قبل الشرطة والمؤسسة الإسرائيلية، التي تتعامل مع الدم العربيّ وحياة المواطن العربي أيضا بعقلية الفوقية اليهودية، وهذا ما يحتاج منا إلى نضال شعبي واسع لرفض استسهال قتل شبابنا واستفحال الجريمة وسيطرتها على بلداتنا وقرانا العربيّة".
ودعا التجمّع إلى "أوسع مشاركة في جنازة الشهيد ديار العمري في قرية صندلة، عصر اليوم، لتكون صرخة مدوية ضد استهدافنا وللتعبير عن أن الدمّ العربي لم ولن يكون رخيصًا ولا يمكن أن نقبل بذلك، ولتوديع الشهيد العمري كما يستحق من شعبه وأهله".
توثيق مصور للجريمة
تبين من توثيق مصور تهجم المجرم القاتل على الضحية عندما تواجد داخل سيارته، وفي أعقاب ذلك وقع عراك بالأيدي بينهما في الشارع.
ووفقا لما بيّن التوثيق، عند عودة الضحية إلى سيارته أقدم القاتل على إطلاق النار عليه وقتله في المكان.
وادعى القاتل وهو جندي سابق في وحدة "جولاني" بالجيش الإسرائيلي وقد عاد قبل أيام من خدمته كجندي احتياط، خلال التحقيق معه أنه "أطلق النار على عمري دفاعا عن النفس"، مدعيا أنه "تعرض لاعتداء وأطلق النار بعدما شعر بالخطر على حياته"؛ وذلك حسبما نقلت مصادر إسرائيلية.
وقالت اللجنة المحلية في صندلة: "نحن أهالي بلدة صندلة نعلن استنكارنا التام لجريمة القتل بدم بارد والإعدام الميداني بحقّ الشاب الشهيد ديار عمري ابن بلدتنا صندلة. تأتي هذه الجريمة النكراء في ظلّ الأجواء المشحونة في البلاد ودون أي سبب يستدعي القتل وما من مبرّر للقتل".
وأضافت أنه "نعلن بهذا عن إضراب شامل في بلدتنا صندلة، الأحد 07.05.2023، ونرجو أن تنضم لنا سائر قرى مرج ابن عامر. كما ندعو لجنة المتابعة لقضايا المواطنين العرب في البلاد لعقد جلسة نقاش طارئة، والدعوة لإضراب شامل على صعيد قطري في جميع أرجاء البلاد".
عرب48