إسرائيل اليوم - بقلم يوسي بيلين كل شيء يبدو كبث معاد. فلسطيني مات أو قتل. المنظمات الإسلامية في قطاع غزة ترى في ذلك سبباً ناجحاً لإطلاق الصواريخ على إسرائيل. هم لا يريدون حرباً، ولهذا فإن حجم النار ملجوم في معظم الحالات.
حكومة إسرائيل لا تمر عن ذلك مرور الكرام. هي أيضاً لا تريد حرباً، وعليه فردها محدود جداً. سلاح الجو يدخل إلى العمل. أحياناً يدور الحديث عن هجمات “عقارية” في غزة، وأحياناً عن هجمات ذات مغزى أكثر بقليل.
بلدات غلاف غزة تدفع الثمن: صافرات، ركض إلى الملاجئ، فزع، وأحياناً إصابات في الأرواح. معيلوهم يصعدون إلى البث ويطالبون الحكومة بعمل أكثر حزماً لكنهم لا يظهرون ماذا يقصدون. يشهد السكان عن إصابات لم تنجح القبة الحديدية في منعها. غضب على الحكومة.
اليمين الذليل، الذي يسكن قسم كبير منه في الحكومة، يتهم الانسحاب من غزة في كل شيء. المستمعون والمشاهدون الشبان مقتنعون بأن أحزاب اليسار أخرجتنا من القطاع من طرف واحد والآن – هكذا البنغفيريين والستروكيين يتبين كخطأ رهيب. لكن الليكود هو من كان يقف على الرأس عندما تقرر القيام بعمل من طرف واحد، رغم أنه كان له شريك أراد التقدم في تحقيق الاتفاق معنا وأناس معسكر السلام الإسرائيلي هم الذين تحفظوا من هذه الخطوة. لكن لا بديل للأنباء الملفقة.
مصر دخلت إلى الصورة. وكذا قطر. بل والمنسق الخاص للأمم المتحدة لمسيرة السلام في الشرق الأوسط (الذي تخلى منذ زمن بعيد عن السلام، وقرر تكريس وقته لمعالجة نقل الأموال من قطر إلى القطاع وفي تنظيم وقف النار المتكرر بين إسرائيل وحماس)، يتخلى عن نوم الليل. يجرون محادثات مكثفة مع حماس ومع حكومة نتنياهو لتحقيق وقف للنار. يحددون ساعة معينة لبدء تحقيق الهدوء. بشكل عام، يتعين على حماس أن تثبت بأنها ليست تابعة لأحد وتخرق وقف النار. وهذا يدخل حيز التنفيذ بعد أن تتجاهل إسرائيل الخرق. ومقطع غريب آخر يكرر نفسه بلا أي تغيير: نعرف عن وقف النار من “الجزيرة” الكريهة، وكلنا مقتنعون بمصداقيتها. حكومة إسرائيل غير مستعدة لتعترف بأنها تشارك في العملية وهي تدعي بأنها تواصل سياسة “الهدوء مقابل الهدوء” رغم الليالي العاصفة من المفاوضات التي يشارك بها مندوبوها.
في مقابلة أجرتها الشبكة الثانية صباح الأربعاء مع أحد رؤساء “قوة لإسرائيل”، سُئل: ما الفرق بين سلوك الحكومة الحالية وسلوك سابقاتها في موضوع المواجهة مع منظمات "الإرهاب"؟ وكان الجواب أن رئيس الوزراء نفتالي بينيت في الحكومة السابقة هو الذي قاطع الرئيس محمود عباس، لكن وزير الدفاع بني غانتس التقاه. بينما في حكومة نتنياهو، رئيس الوزراء ووزير الدفاع كلاهما لا يلتقيان بعباس: هذا حقاً فرق هائل، لكن هل حان الوقت لوقف طقوس المواجهة المتكررة ومحاولة إعادة م.ت.ف إلى القطاع بدلاً من تفضيل حماس عليها التي تبدو إبادة إسرائيل علمها الوحيد؟