القدس المحتلة / سما / قالت دراسة اسرائيلية جديدة انّ حركة حماس تقوم في الضفة الغربية وقطاع غزة بتفعيل بنية تحتية واسعة النطاق من المؤسسات المدنية (منظومة الدعوة) التي تبرز فيها لجان الزكاة، وتعمل منظومة الدعوة على تقديم المساعدات للسكان في المجالات الصحية، الاجتماعية، التربية والتعليم والخدمات الدينية الى جانب المزيد من الخدمات المتنوعة. وفي الوقت نفسه تعمل هذه المؤسسات كغطاء داعم لما وصفته " الارهاب" بواسطة تقديم المساعدات لنشطاء الارهاب وابناء عائلاتهم (بما في ذلك عائلات الشهداء والمعتقلين والمطلوبين والجرحى).كما تعمل منظومة الدعوة ايضا في الوعظ والتحريض على الارهاب وتنمية الكراهية تجاه اسرائيل وترسيخ العقيدة الاسلامية المتطرفة من خلال تفعيل جهاز تربية مستقل ومن خلال المساجد التي تشكل معاقل قوة لحماس.وتابعت: تدير حماس في قطاع غزة بنية واسعة من الدعوة التي تستعمل بصورة تقليدية كرافعة لتعميق التأثير السياسي والايديولوجي لحماس وسط السكان المحليين، ولجان الزكاة الكبيرة تشكل العمود الفقري في هذه البنية التحتية وابرزها جمعية الصلاح، المجمع الاسلامي وجمعية الفلاح. وتقوم لجان الزكاة التابعة لحماس بتفعيل المؤسسات الاجتماعية، الطبية، التربوية والدينية وهي بحاجة الى ميزانيات ضخمة من اجل تفعيلها. ويتم استغلال نشاطات هذه المؤسسات من اجل تقوية حماس سياسيا وزيادة الوعي الديني وسط السكان.واشارت الدراسة، التي عكفت على اعدادها كوكبة من رجال الاجهزة الامنية في الدولة العبرية سابقا، من معهد يافا، التابع لجامعة تل ابيب، والي تمّ نشرها على موقع الانترنت، الى انّه تقلص في السنوات الاخيرة حجم المساعدات التي تصل من الصناديق والجمعيات في الخارج مما مس بمصادر التمويل لمنظومة الدعوة التابعة لحماس، على الرغم من ذلك، ورغم الادعاءات بخصوص الوضع المالي الصعب في قطاع غزة منذ سيطرة حماس على قطاع غزة لا يبدو ثمة تغير جوهري بالنسبة لحجم نشاطات جمعيات الزكاة المختلفة.وقد تجسد الامر جيدا خلال شهر رمضان الاخير وخلال هذه الفترة نظمت لجان الزكاة نشاطات مكثفة ذات تكلفة عالية كما كان عليه الامر خلال السنوات السابقة: توزيع الرزم، الملابس والهدايا، منح المخصصات للمحتاجين، وجبات الافطار الجماعية في المساجد وغيرها.بالاضافة الى ذلك، قالت الدراسة، نُظمت نشاطات لجان الزكاة خلال شهر رمضان بالتعاون مع حكومة حماس من خلال تحويلها الى دعوة مؤسسة. وقد تمّ تمويل جزء من هذه النشاطات كما هو دارج بواسطة التبرعات التي تاتي من الخارج وبعضها، وفقا لتقديراتنا، يتم تمويله من قبل حكومة حماس بواسطة الاموال التي يتم تهريبها الى قطاع غزة عن طريق الانفاق.المنظومة المدنية للحركة التي عملت في الماضي كبديل عن حكم السلطة الفلسطينية ـ وما تزال مستمرة بالعمل في الضفة الغربية - تحولت في ظل حكم حماس في قطاع غزة الى ذراع حكومة فعلية. هذه الذراع المتغلغلة جيدا وسط السكان وتعمل وفق نظام بيروقراطي خاص بها ولدت لصالح حماس شبكة امان اجتماعية وفي نفس الوقت تسعى الى توسيع وترسيخ الدعم الشعبي والسياسي لحكومة حماس.وهذا النموذج من النشاطات المؤسسة لمنظومة الدعوة في قطاع غزة، تقول الدراسة، يتناقض تناقضا تاما مع طبيعة النشاط في الضفة الغربية، حيث تشكل البنية التحتية لحماس في الضفة الغربية بؤرة معارضة واضحة لحكم السلطة الفلسطينية. لهذا السبب، تشكل لجان الزكاة، المساجد، المؤسسات التعليمية والمؤسسات الاقتصادية التابعة لحماس في الضفة الغربية هدفا مركزيا لنشاطات اجهزة الامن الفلسطينية التي تعمل في الضفة الغربية (في هذه الايام تُكثف من نشاطاتها في محافظة الخليل) بهدف ضرب قاعدة القوة لحماس وسط السكان ومنع تكرار السيناريو الخاص باستيلاء حماس على قطاع غزة.وزادت الدراسة قائلة انّ معاينة مواقع الانترنت الخاصة بلجان الزكاة الكبيرة التي تعمل في قطاع غزة تظهر انّ هذه اللجان ما تزال تستعين بالتبرعات التي تصل من صناديق اسلامية في انحاء العالم، بما في ذلك الصناديق المشمولة في ائتلاف الخير، هذه الصناديق الاسلامية ومن خلال التبرعات تساعد في ترسيخ حكم حماس في قطاع غزة بصورة واضحة من خلال الاستعانة بالمؤسسات الدعوية المدنية. وفي المقابل، فانّ التبرعات التي يتم تحويلها الى مؤسسات حماس في الضفة الغربية تساعد على تقوية المعارضة الحمساوية التي تعيش اليوم في صراع مستحكم مع السلطة الفلسطينية.اما في ما يتعلق بمنظومة الدعوة في قطاع غزة في عهد حكم حماس فقالت الدراسة انّه حتى بعد سيطرة حماس على الحكم في قطاع غزة (حزيران ـ يونيو 2007) لم ينته دور منظومة الدعوة ولم تنخفض قوة ومكانة لجان الزكاة، بل العكس: في ظل حكم حماس تحولت منظومة الدعوة الى دعامة رئيسية عليها تستند حكومة حماس وتستعين بها لتوفير جزء كبير من الخدمات الاجتماعية للسكان التي تجد وزارات حماس صعوبة في توفيرها للسكان.واشارت ايضا الى انّه في ظل حكومة حماس فِان مؤسسات الدعوة في قطاع غزة مستمرة في تطوير شبكة التربية والتعليم المستقلة الخاصة بها الى جانب استمرار حماس وجهودها في تعميق تأثيرها على شبكة التربية والتعليم الرسمية.ويتم من خلال المؤسسات التعليمية التابعة للدعوة تذويت الايديولوجية الاسلامية الراديكالية الخاصة بحماس وقيم المقاومة والكراهية لاسرائيل والغرب في صفوف ابناء الجيل الصاعد.