هآرتس: سموه "قبر يوسف" واتخذوه مزاراً وثنياً يقتلون قربه الفلسطينيين.. المستوطنون: فيه تقبل صلاتنا

الإثنين 17 أبريل 2023 03:50 ص / بتوقيت القدس +2GMT
هآرتس: سموه "قبر يوسف" واتخذوه مزاراً وثنياً يقتلون قربه الفلسطينيين.. المستوطنون: فيه تقبل صلاتنا



القدس المحتلة/سما/

هآرتس - بقلم جدعون ليفي       قبر يوسف هو قبر إسرائيل. هذا الموقع المجنون في شرق نابلس هو “متنزه إسرائيل الصغير” المحدث. إذا كان في المتنزه الأصلي قرب اللطرون 385 منمنمة، قد تعرض وجه إسرائيل الجميل، ففي الحي الشرقي من نابلس يكفي نموذج واحد ليظهر إلى أين نتجه. المستقبل هنا، في هذا القبر، كل شيء موجود هناك، في هذا القبر الملعون، “المسيحانية، الأصولية، العنف، بطش الجيش، سحق كرامة شعب آخر، السيادة، الانحلال الأخلاقي، الغطرسة والقومية المتعصبة والفساد.
في مقال كتبته هاجر شيزاف وضياء حاج يحيى (13/4)، عرضت فيه الصورة بكامل القبح. معظم الشرور المريضة لإسرائيل، بالأساس شرور الاحتلال، في بطاقة واحدة. اذهبوا إلى قبر يوسف – وشاهدونا.


قبل شهرين قمنا أنا واليك ليبكس، بزيارة المريض بالصرع يزيد عامر في بيته في حي عين سيرين في نابلس، الذي يطل على القبر. في ليل 15 كانون الثاني كان هناك اقتحام يهودي، والشاب المريض (24 سنة) تم اصطياده على يد الجنود الذين يؤمّنون هذه الرحلات الوثنية.
هش ومرتجف، تم تقييده وإبقاؤه طوال الليل تحت قبة السماء إلى حين خروج الغزاة من مدينته. وضعه الصحي تدهور منذ ذلك الحين، لكن عامر يعد الضحية الخفيفة لرحلات الجنون هذه. سبعة فلسطينيون قتلوا في السنة الماضي كي تستطيع رفكا بالشبكة التي تضعها على رأسها السجود على القبر. رفكا مسافرة دائمة، تعرف أن “الصلاة هناك تستجاب حقا”.


هكذا تستجاب الصلاة: كل اقتحام يعني ليلة مخيفة للسكان وليلة غير هادئة لمئات الجنود الذين ينتشرون في المدينة لتأمين الحافلات المحصنة التي يسافر فيها الجمهور المقدس، مع فصل بين الرجال والنساء. ليس للذين هم وراء نوافذ الحافلة أدنى فكرة عن الثمن الذي يدفعه سكان المدينة مقابل عبادتنا على مبنى بائس ليس فيه أي دليل – أثري أو غير أثري – بأنه قبر يوسف. وحتى لو كان هكذا، فماذا يعني ذلك؟ هم أيضاً لا يرون مخيم بلاطة القريب ولا يريدون أن يروا. لا يريدون رؤية من يسكن في بلاطة ونابلس.


يجب الحفاظ على القبر وترميمه. المقاولون الفرعيون لأمن إسرائيل الذين يسمون الشرطة الفلسطينية يؤمنون القبر عندما لا يكون هناك يهود. وعندما يأتي هؤلاء فعلى رجال الشرطة الفلسطينية أن يغادروا المكان بخجل. القبر تديره جمعية دينية باسم “صندوق إرث قبر يوسف”، ما هو بالضبط “إرث القبر”؟ وشركة مقاولات باسم “هار كفير” التي أقامها مستوطنة من بؤرة استيطانية غير قانونية، تستفيد من العمل في الترميم. لم يوافق اليهود على أن يتولى سكان المدينة ترميم القبر الموجود في قلب حي سكني فلسطيني كي لا يدنسوا قدسيته.


كل “دخول” يرافقه إطلاق نار وتدمير وأحياناً قتل. في اليوم الذي انضمت فيه مراسلة “هآرتس” للرحلة، تم قتل فلسطينيين لصالح هذه العبادة، لكن من يحصي ومن يهمه الأمر. كل دخول يحول المنطقة إلى ساحة حرب. والسكان في شرق المدينة يغلقون عليهم البيوت وينتظرون بخوف بزوغ الفجر في الوقت الذي يحاول فيه الشباب، عبثاً، طرد الغازي بالحجارة.


يوسي دغان، وهو أحد نشطاء المستوطنين، يعمل كرأس مال سياسي في كل دخول. من يرأس المجلس الإقليمي “شومرون” يتولى التنظيم والترتيب للرحلات. يحرص دغان كالعادة على التقاط الصور مع الأشخاص المعروفين. هذا الجنون يتجاوز الحكومات، مثلما في كل موضوع يرتبط بالاحتلال، لا فرق حقيقياً بين حكومة وأخرى، بين يمين ويسار. لا أحد يتجرأ على وضع حد لهذا الجنون. هكذا هو الأمر في بلاد المستوطنين الذين لهم دولة. عندما شاركت شيزاف في الرحلة قبل بضعة أسابيع، رأت عجوزاً ترمي قطع الحلوى على الجمهور. من مساعِدة الرجال سمعت صرخة “أعيش فترة جيدة، أيها الأصدقاء، أعيش في وقت جيد”، في الوقت الذي كان فيه الفتى أحمد شحادة (16 سنة) يحتضر في الخارج بعد أن أطلق الجنود النار عليه أيضاً.