شارك العشرات من الفلسطينيين، الأربعاء، في وقفتين أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، تضامنًا مع الأسرى داخل السجون الإسرائيلية.
نظمت الوقفة الأولى مفوضية الشهداء والأسرى بحركة “فتح”، فيما نظمت الثانية وزارة الأسرى بغزة (تديرها حماس) ولجنة الأسرى في ائتلاف القوى الوطنية والإسلامية.
وجاءت الوقفتان دعمًا للأسير خضر عدنان المضرب عن الطعام لليوم الـ 67 رفضًا لاعتقاله الإداري، وإسنادًا للأسير وليد دقة المصاب بالسرطان في النخاع الشوكي.
ورفع المشاركون، وبينهم أطفال من أبناء الأسرى، لافتات كُتب على بعضها “عهدنا أن نبقى الأوفياء لأسرانا”، و”أرواحكم تكسر قيودكم”.
وفي كلمة له خلال الوقفة، اتهم الناطق باسم مفوضية الشهداء والأسرى، نشأت الوحيدي، الحكومة الإسرائيلية بالدعوة “لتصفية الأسرى وللمزيد من الإهمال الطبي المتعمّد والانتهاكات، سواء عبر تنفيذ الاعتقال الإداري أو العزل الانفرادي أو النقل بظروف سيئة”.
من جانبه، حذّر مقرر المفوضية مجدي سالم، في كلمة له خلال الوقفة، من خطورة “الوضع الصحي للأسيرين دقة وعدنان، اللذين يعانيان من أوضاع وصلت لمرحلة الخطر”.
وطالب المجتمع الدولي بـ”إرسال وفد طبي للوقوف على الحال الصحية للأسرى المرضى في ظل تعنّت الاحتلال بتقديم الرعاية الصحية والطبية اللازمة لهم، تطبيقا للاتفاقات الدولية”.
كما حذّر سالم من “المؤامرة التي تستهدف الأسرى والتي كان آخر فصولها إغلاق مقرّين للجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة وأريحا، بحجة الأزمة المالية”.
ودعا إلى إطلاق “حملة دولية للإفراج عن الأسرى المرضى من السجون، وتفعيل هذه القضية”.
وفي الوقفة الثانية، قال ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لجنة الأسرى، ياسر مزهر، إن “الأسير عدنان يعاني من أوضاع صحية خطيرة للغاية، حيث لا يستطيع الوقوف على قدميه فيما فقد نصف وزنه إلى جانب الأوجاع في الكليتين”.
وبحسب مزهر، “حذّر الأطباء من أن عدنان من الممكن أن يفقد حياته في أي لحظة”، داعيًا الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى “المزيد من الاشتباك مع العدو نصرةً له ولمساندته في كسر الاعتقال الإداري”.
بدوره، نقل الطفل فاروق مرتجى، نجل الأسير محمد مرتجى (اعتقل عام 2017 وحُكم بالسجن لمدة 9 سنوات)، معاناة أبناء الأسرى المتمثلة في “حرمانهم من فرحة العيد” بحضور آبائهم، ومن “أبسط حقوقهم كزيارة آبائهم في السجون”.
وعقب انتهاء الكلمات المركزية، انطلق المشاركون في الوقفتين في مسيرة وصولاً إلى مقر منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط “أونيسكو”.
والثلاثاء، قال نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي) في بيان، إن عدنان يعاني من “ظروف صحية صعبة للغاية، فيما يرفض أخذ المدعمات والفيتامينات وإجراء الفحوصات الطبية ولا يتناول إلا الماء”.
والأسير عدنان (44 عاما)، من بلدة عرابة بمحافظة جنين، اعتقل في 5 فبراير/ شباط الماضي، وأعلن إضرابه عن الطعام منذ لحظة اعتقاله الأولى.
ووفق نادي الأسير، اعتُقل عدنان 12 مرة، وأمضى في السجون ما مجموعه 8 أعوام، وخاض 5 إضرابات عن الطعام.
أما الأسير دقة (60 عاما)، المعتقل داخل سجون إسرائيل منذ 38 عاما، فقال نادي الأسير في 8 أبريل/ نيسان الجاري، إنه يقبع تحت “الحراسة المشددة في مستشفى برزيلاي في مدينة عسقلان على أجهزة التنفس الاصطناعي، بعد تدهور عمل أجهزته الحيوية وخاصة الكلى والرئتين ونقص نسبة الدم”.
وفي 23 سجنًا ومركز توقيف وتحقيق، يحتجز الاحتلال نحو 4800 أسير فلسطيني، منهم 29 أسيرة و170 طفلا وقاصرًا، و700 مريض، وبين الأسرى معتقلون منذ عقود.