أظهر اكتشاف غير مسبوق أفادت به وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أن "ثقب أسود ضخم" يتدفّق عبر الفضاء بسرعة قصوى مخلّفًا وراءه سلسلة من النجوم تبعد مئتي ألف سنة ضوئية.
وبحسب وكالة "أ ف ب" نقلا عن "ناسا"، تتخطى كتلة هذا الثقب الأسود حجم الشمس بعشرين مليون مرة، ويتدفق في الفضاء ويصطدم بسحب الغاز التي يصادفها أمامه، وبفعل قوّة تحرّك الثقب، يوضّح المصدر، يتحوّل الغاز لاحقًا إلى سلسلة من النجوم، تمكّن تلسكوب "هابل" الفضائي التابع لناسا من رصدها.
ويعتقد الباحثون أنّه يُحتمل أن تكون ارتفعت درجة حرارة الغاز بسبب اصطدام الثقب الأسود به، ثم يبرد بعد مرور الثقب، مما يؤدي إلى ظهور النجوم.
ويصف علماء هذا الثقب بـ "الوحش السماوي"، ويرون أنه "متأتٍ من مجموعة ضخمة تضم ثلاثة مجرات".
وبحسب نظريتهم، فإنّ "مجرّتين ربما اندمجت قبل نحو 50 مليون سنة، مما تسبّب في دوران ثقبين أسودين هائلين حول بعضهما، إلا أنّ مجرة ثالثة لها ثقب أسود خاص بها، اصطدمت بهذه المجموعة، مما أدى إلى إنشاء ثلاثي غير مستقر وفوضوي، أفضى إلى طرد أحد الثقوب السوداء بسرعة هائلة، ويمكن لهذا الثقب، الذي رصده "هابل"، أن يقطع المسافة الفاصلة بين الأرض والقمر في غضون 14 دقيقة فقط".
ويقول الباحثون الذين توصّلوا إلى هذا الاكتشاف إنه "لا يمثل خطرًا على البشرية، إذ إنّ ما اكُتشف حصل في الفضاء منذ زمن بعيد عندما كان الكون يبلغ نصف عمره الحالي"، وإن "السبب الكامن وراء رؤية هذه الظاهرة راهنًا، فيعود إلى أنّ الضوء استغرق وقتًا طويلاً للوصول إلينا".
وأوضحت "ناسا" أنّ هذا الثقب الذي لم يُرصد مثله من قبل، قد لا يكون الوحيد في الكون.
ويُفترض أن يوفر تلسكوب "نانسي غريس رومان" الفضائي الجديد، "المقرر إطلاقه خلال العقد الراهن، رؤية أوسع للفضاء، وقد يكتشف مزيدًا من مسارات النجوم التي تشكل مؤشرًا إلى وجود أحد هذه الثقوب العملاقة"، بحسب تقرير نقلته الوكالة الفرنسية