حاولت الشرطة الإسرائيلية اليوم، الأربعاء، تبرير الأقوال العنصرية لمفتشها العام، يعقوب شبتاي، بأن "طبيعة العرب هي القتل"، التي نشرتها القناة 12 التلفزيونية، مساء أمس. وبحسب ادعاءات الشرطة، فإن أقوال شبتاي أخرِجت من سياقها، واتهمت وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بتسريبها عمدا انتقاما من شبتاي لأنه يعارض إقامة "الحرس القومي" خارج إطار الشرطة.
وجاء في تقرير القناة 12، أن بن غفير تحدث مع شبتاي، الأسبوع الماضي، حول جرائم القتل في المجتمع العربي. وأجاب شبتاي أن "ليس ثمة ما يمكن فعله. فهم يقتلون بعضهم. وهذه طبيعتهم. وهذه عقلية العرب".
ونقل موقع "واينت" الإلكتروني، اليوم، عن ضابط شرطة كبير قوله إن "تسريبات الوزير بن غفير هي بكل بساطة مسّ بالأمن الداخلي لدولة إسرائيل، وليس أقل من ذلك". وبحسب الشرطة، فإن المحادثة بين بن غفير وشبتاي مسجلة.
وأضاف الضابط نفسه أن "مضمون الأقوال، مثلما تم نشرها، يمس بشدة بعلاقات الشرطة الإسرائيلية مع عرب إسرائيل، المليئة أصلا بشكوك وبانعدام ثقة أساسي... ومن شأن ذلك أن يشعل الميدان. كيف يريد الوزير أن ينظر عرب إسرائيل إلى الشرطي في الدورية". وادعى أن "الأقوال في الاقتباسات أخرِجت من سياقها".
وعقبت مصادر في الشرطة على نشر أقوال شبتاي، وقالت إنها "ذُهلت" من أن بن غفير ومكتبه يسجلون "محادثات شخصية"، وأن ثمة شك في إمكانية تزويد بن غفير بتقارير بعد ذلك، "تحسبا من تسريبات وكشف مصادر سرية".
إلا أن بن غفير شارك في مداولات عقدها شبتاي لتقييم الوضع في أعقاب اعتداءات الشرطة الواسعة على المصلين في المسجد الأقصى، الليلة الماضية. وقال بن غفير في ختام المداولات "إنني أدعم شرطة القدس بالمطلق، وأشكر افراد الشرطة الشجعان الذين عملوا الليلة الماضية بسرعة وحزم من أجل الحفاظ على سكان القدس".
وقال مصدر في الشرطة "يبدو أن الوزير سرّب المحادثة ردا على خطاب المفتش العام صباح أمس، الذي ظهر فيه كأنه يهاجم الوزير، لكنه كرر فقط الموقف الذي قدمه للوزير بن غفير، أن الحرس القومي يجب أن يخضع لحرس الحدود والشرطة الإسرائيلية".
وأضاف "واينت" أن ضباط شرطة كبار تساءلوا حول ما إذا بحوزة بن غفير تسجيلات أخرى لمحادثات "منفتحة" تقال فيها أمور غير رسمية ومتى سيستخدم هذه التسجيلات. وقالوا إن "بن غفير لم يمس بالمفتش العام، وإنما مس بنسيج العلاقات الناعم بين الشرطة وعرب إسرائيل". وادعى الضباط أن المحادثة بين شبتاي وبن غفير تطرقت بشكل محدد إلى صراع بين حمولتين.
وجاء في تعقيب رسمي للشرطة، أمس، أن "الأمور التي سُربت من محادثة هاتفية بين وزير الأمن القومي والمفتش العام للشرطة هي جزئية وتخلق صورة مشوهة. وتم تسريبها بشكل منهجي بهدف المس بالمفتش العام والشرطة الإسرائيلية". وادعى التعقيب أيضا أن "أي أحد يعرف المفتش العام يعلم أيضا بعلاقاته الجيدة والقريبة مع الوسط العربي بكافة شرائحه".
وعقب مكتب بن غفير بأنه "لا نعلم بأي ادعاء أن الوزير سجّل محادثات. وأجرى الوزير اليوم تقييما للوضع مع المفتش العام وقائد اللواء".