يستعد آلاف الإسرائيليين المقيمين في برلين، لمحاولة "تشويش" الزيارة الرسمية التي يجريها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، للعاصمة الألمانية، الأربعاء، حسبما أفادت صحيفة "هآرتس".
وتأتي محاولة تشويش الزيارة في إطار المعركة التي يقودها معارضو خطة الإصلاح القضائي المثيرة للجدل، والتي فتحت باب الانتقادات الحادة ضد الحكومة الإسرائيلية اليمينية، في الداخل والخارج.
وتتمثل تلك المحاولة في تظاهرات احتجاجية في برلين، على غرار تلك التي نظمها إسرائيليون ويهود ومتضامنون في العاصمة الإيطالية، روما، خلال الزيارة التي أجراها نتنياهو أخيرًا.
ونظم محتجون وقفة احتجاجية في العاصمة الأمريكية، واشنطن، الأحد، أثناء الزيارة التي أجراها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، للمشاركة في مؤتمر لشركة "سندات إسرائيل".
وقالت صحيفة "هآرتس"، اليوم الثلاثاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، يحاول من خلال الزيارات التي يجريها إلى دول أوروبية، الضغط على زعماء هذه الدول؛ لحثها على اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد إيران، والتخلي عن فكرة العودة إلى المفاوضات بشأن برنامج طهران النووي.
إلا أن لكل زيارة طابعها الخاص، ومثلا بحث نتنياهو في روما، مع نظيرته الإيطالية، جورجينا ملوني، قضية تصدير الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى أوروبا عبر إيطاليا، فضلا عن الملف الإيراني.
البداية إسرائيل
وعن زيارته إلى ألمانيا، تقول "هآرتس" إن محاولة تعطيل الزيارة ستبدأ من إسرائيل؛ إذ تعهد قادة الحراك الاحتجاجي في البلاد بالعمل على عرقلة حركة السير، الأربعاء، في الطرق المؤدية إلى مطار بن غوريون الدولي في اللد، على غرار المحاولة التي نُفذت إبان سفره إلى روما، ما دفعه للتوجه إلى المطار جوًا.
وحصلت الصحيفة على معلومات بأن مجموعة دشنها المحتجون في إسرائيل عبر تطبيق "واتس آب" دعت جميع النشطاء إلى المشاركة في تعطيل حركة السير، وعمَّمت رسالة لأعضاء المجموعة.
وجاء في الرسالة: "نريد تذكير عائلة نتنياهو بأن دولة إسرائيل تمر بمرحلة حرجة، على وشك الانقلاب والتحول إلى ديكتاتورية، وهذا ليس وقت القيام بجولات في العواصم الأوروبية الكلاسيكية".
ومن المنتظر أن يتغلب نتنياهو على قطع طريق المطار من خلال التوجه إليه جوًا، على غرار حالة روما، إلا أن تظاهرات أخرى ستكون في انتظاره في العاصمة الألمانية.
احتجاجات حاشدة
ولفتت "هآرتس" إلى أنه من المحتمل أن تكون الاحتجاجات في برلين حاشدة، بالنظر إلى وجود قرابة 25 ألف إسرائيلي مقيم هناك، معظمهم تقدميون أو لديهم ميول يسارية.
واستدلت على ذلك بمقاطع فيديو منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، أظهرت ملصقات باللغة العبرية في مواقع مختلفة في برلين تندد بنتنياهو، مضيفة أن مجموعات على "واتس آب"، وكذلك على "فيس بوك" منها ما يخص حركة تحمل اسم "إنقاذ الديمقراطية الإسرائيلية -برلين"، تحث الإسرائيليين في ألمانيا على الخروج للاحتجاج ضد زيارة نتنياهو.
وبيَّنت أن هذا الحراك سيعلن في اللحظات الأخيرة موقع تجمع المتظاهرين في وسط العاصمة الألمانية، وسط دعوات لمن يعتزم المشاركة لإحضار لافتات وملصقات وأعلام وآلات موسيقية، وتشجيع الأصدقاء وأفراد العائلة ممن يحرصون على الديمقراطية في إسرائيل للانضمام إليهم.
وفي إعلان لمجموعة إسرائيلية في ألمانيا على "فيس بوك" ورد، بحسب الصحيفة، أن "الديمقراطية في إسرائيل تتعرض لهجوم وتقاتل من أجل البقاء، وأن الحكومة المتطرفة الجديدة تحاول تدمير القضاء الإسرائيلي، وبشكل أكثر تحديدًا، تهدد بقاء المحكمة العليا الإسرائيلية كحامية لسيادة القانون".
قلق ألماني
وأوضحت الصحيفة، أن الشرطة الإسرائيلية كانت قد أوقفت الصحفي المنتمي إليها، أوري مسجاف، السبت الماضي، بعد ثلاث ساعات من نشره تغريدة جاء فيها: "بناءً على معرفتي بالإسرائيليين المقيمين في برلين وخططهم الاحتجاجية لهذا الأسبوع، أوصي الديكتاتور وزوجته بعدم زيارة برلين، بسبب الاحتجاج من أجل الديمقراطية، الذي ينتظرهما".
وأوضحت الصحيفة أيضًا أن بعض قادة الاحتجاجات في إسرائيل يفكرون في السفر إلى برلين؛ من أجل الانضمام إلى الاحتجاج في الخارج ضد خطط الإصلاح القضائي للحكومة.
وقدرت ألّا تمر الاجتماعات التي سيعقدها نتنياهو في العاصمة الألمانية دون أن يستمع إلى انتقادات من المسؤولين الألمان، ولا سيما وأن الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، كان قد أعرب أخيرًا عن قلقه بشأن مستقبل الديمقراطية وسيادة القانون في إسرائيل.
وكانت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، قد أبلغت نظيرها الإسرائيلي، إيلي كوهين، خلال زيارته الأخيرة إلى برلين بمدى القلق الذي ينتاب الحكومة الألمانية بشأن بعض الخطط التشريعية في إسرائيل.