يواصل الصياديون في قطاع غزة اصطياد سمك الوطواط العملاق، خلال موسم تواجده قرب السواحل في الفترة بين آذار/ مارس ونيسان/ أبريل من كل عام.
وخلال اليومين الماضيين تمكن الصيادون من الإيقاع بالعشرات من أسماك الوطواط في شباكهم، خلال موسم هجرتها من الجنوب إلى الشمال.
وتجاوزت الكمية التي اصطادها قاربان كبيران الخمسين سمكة بلغ وزنها نحو عشرة أطنان بمعدل 200 كلغم للسمكة الواحدة.
وبيعت الأسماك في ساعة مبكرة من صباح أمس، في ميناء الصيادين بمدينة غزة بالمزاد العلني، وسط تدافع وتزاحم كبيرين من التجار، حيث تراوح سعر السمكة الواحدة ما بين 700 و1500 شيكل.
وبث وصول هذا النوع الضخم من الأسماك أجواء الفرح والتفاؤل في صفوف الصيادين، خصوصاً بعد احتجابها لأكثر من عامين عن سواحل القطاع، كما عمت الفرحة أوساط تجار التجزئة نظراً للإقبال الكبير على شراء لحومها بسبب انخفاض أسعارها مقارنة مع الأنواع الأخرى من الأسماك، حيث يبلغ سعر الكلغم الواحد نحو10شيكلاً.
ويمثل موسم صيد الوطواط أهمية قصوى للصيادين من أصحاب المراكب الكبيرة نظراً لجدواها الاقتصادية في ظل الشح الكبير في الأنواع الأخرى من الأسماك.
وأكد جهاد صلاح مدير دائرة الخدمات في الإدارة العامة للثروة السمكية بوزارة الزراعة، أن الكميات التي تم اصطيادها منذ أول أمس، هي الأكبر التي تصل شواطئ القطاع منذ عامين وأكثر، وهي مؤشر جيد على إمكانية اصطياد الصيادين كميات أخرى منها حتى نهاية موسم هجرتها الذي ينتهي منتصف الشهر القادم من كل عام.
وقال صلاح نظراً لشح الأسماك قبالة سواحل القطاع يقبل الصيادون على تعقب هجرة هذه الأسماك عند مرورها قبالة سواحل غزة نحو المنطقة الجنوبية من أجل اصطيادها، رغم حظر القوانين الدولية صيدها وتمتعها بالحماية الدولية خوفاً من انقراضها.
ولفت صلاح إلى أن اصطياد هذا النوع من الأسماك يتم في جو شمسي بامتياز ويحتاج إلى مراكب كبيرة نظراً لضخامة حجم السمكة الواحدة والذي يصل إلى نصف طن.
وأوضح صلاح أن هذه السمكة تبدأ رحلة هجرتها من المناطق الغربية الشمالية للبحر الأبيض المتوسط باتجاه الجنوب حيث يتصادف وجودها قبالة سواحل القطاع في الفترة الممتدة من منتصف شهر شباط وحتى منتصف شهر نيسان من كل عام.
من جانبه، قال مسؤول لجان الصيد في اتحاد لجان العمل الزراعي زكريا بكر إن صيادي القطاع ينتظرون منذ أعوام وصول هذا النوع من الأسماك إلى سواحل القطاع لما يمثله من مصدر رزق مهم للعاملين في القوارب الكبيرة التي يتجاوز عددها السبعين مركباً.
وأوضح بكر أن توفر سمك الوطواط يفيد شريحة الباعة والمواطنين الفقراء الذين يرون في لحومها فرصة لتناول الأسماك بكميات كبيرة وبأسعار مقبولة.
وبين بكر أن السمكة تتميز بحجمها الكبير ومحدودية معدل انتشارها عالمياً، وبطء ومحدودية معدل تكاثرها، وكثرة هلاكها لتعرضها للصيد العرضي في شباك الصيد السمكي المختلفة، فهي تسبح بشكل بطيء حلزوني رأسي في المناطق الغنية بالأطعمة العالقة.
وبالنسبة للصيادين يعتبر موسم الوطواط من أهم مواسم الصيد على الإطلاق كونه يأتي في الفترة الزمنية ما بين نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع ويتطلب صيده أجواء شديدة الاستقرار ومشمسة، حيث يعتبرها الصيادون، وخصوصاً كبار السن فرصة للتنزه والخروج في رحلة صيد مهنية وسياحية.
والوطواط، سمكة موسمية تهاجر بنفس الموعد من كل عام، من نهاية شهر آذار/ مارس إلى منتصف نيسان/ أبريل وتمر من ساحل قطاع غزة، وهو من الأسماك الغضروفية، وتعيش فوق قاع البحر بقليل وهو ما يجعلها تعلق في شباك الصيد المختلفة.