يتنامى التمرد على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ظل تزايد عدد المشاركين في المظاهرات الرافضة لسياسات الحكومة، وانخراط أجهزة أمنية حساسة في الحركات الاحتجاجية، كان آخرها جهاز الموساد الإسرائيلي وجهاز الأمن العام، وفق ما ذكره موقع Intelligence Online الاستخباراتي الفرنسي.
حيث ذكر الموقع في تقرير له، الأربعاء 8 مارس/آذار 2023، أن رئيس الموساد ديفيد بارنيا منح ضباطه الإذن بالمشاركة في الاحتجاجات على الحكومة الائتلافية اليمينية المتطرفة، التي يتزعمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ولم يُستثن من هذا الامتياز سوى 300 ضابط رفيع المستوى من ضباط الموساد الـ7000.
فيما أشار الموقع الاستخباراتي الفرنسي إلى أنه رغم أنه لا يُفترض بضباط الموساد الانخراط في السياسة، تتنامى معارضتهم العلنية لتصرفات الحكومة، مثلما يحدث في قطاع كبير من عالم الأمن الإسرائيلي.
كما سأل ضباط الشاباك، جهاز الأمن العام الإسرائيلي أيضاً، عن إن كان يمكنهم المشاركة في تظاهرات "الديمقراطية" و"لا لتغيير النظام" و"حياة الفلسطينيين مهمة".
حسب الموقع الفرنسي، لم يوافق مدير الشاباك، رونين بار، في الوقت الحالي على منحهم هذا الإذن، لكنه يواجه عدداً متنامياً من جنود الاحتياط الذين يعلنون رفضهم المشاركة في أي تعبئة تطلقها الحكومة مستقبلاً.
لكن مشكلة الـ500 ألف جندي احتياطي في إسرائيل تزداد حساسية، إذ أعلن بعضهم في وحدة القوات الخاصة "سايرت ماتكال" وجهاز المخابرات الفنية "الوحدة 8200″، أنهم لن يقبلوا استدعاءهم للخدمة، وكذلك فعل طيارو الاحتياط، الذين أبلغوا قائد القوات الجوية الإسرائيلية تومر بار بقرارهم.
التمرد يتنامى ضد نتنياهو
يأتي هذا التمرد في صفوف أجهزة المخابرات والأمن الإسرائيلية- الموساد والشاباك يتبعان نتنياهو مباشرة- في الوقت الذي تحدث فيه ضباط سابقون علناً عن ضرورة عصيان حكومة تخالف القوانين والمبادئ الأساسية لإسرائيل.
إذ خرج رئيس الوزراء السابق إيهود باراك بتصريحات بهذا المعنى، في تجمع مناهض للحكومة في تل أبيب، في 25 فبراير/شباط، فيما قال يورام كوهين، الذي كان يرأس الشاباك عام 2010، إن على الجنود الإسرائيليين ألا يخالفوا قوانين إسرائيل حتى لو جاء الأمر من رجال السياسة.
تترافق هذه التصريحات العلنية مع رفض متنامٍ من جانب مسؤولين في الحكومة، وكثير منهم على استعداد للوقوف إلى جانب المحتجين، بحسب مصادر موقع Intelligence Online.
في ظل التوقعات بتنامي الاحتجاجات في المستقبل القريب، التي تتطلب نشر قوات الأمن، والتوتر الشديد في الأراضي الفلسطينية، يشعر قادة الجيش في إسرائيل بالقلق إزاء قدرته على التعامل مع كل هذه المتطلبات، في وقت يتضاءل فيه استعداد الجنود للخدمة.