صورة: اكتشاف ثقب أسود مختبئا في "فجر الكون" يشير إلى وجود الوحوش الكونية

الإثنين 27 فبراير 2023 01:00 م / بتوقيت القدس +2GMT
صورة: اكتشاف ثقب أسود مختبئا في "فجر الكون" يشير إلى وجود الوحوش الكونية



وكالات / سما /

كشف العلماء عن وجود ثقب أسود نادر مختبئًا في "فجر الكون" يمكن أن يشير إلى وجود آلاف من الوحوش الكونية التي تطارد الكون المبكر أكثر مما متوقع.
نشرت صحيفة "لايف ساينس" العلمية أن حجم الثقب الأسود البدائي يبلغ نحو مليار ضعف كتلة الشمس، وتم العثور عليه في مركز المجرة "COS-87259"، وتشكلت المجرة القديمة بعد 750 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم وتم رصدها بواسطة "أتاكاما" وهو مرصد راديوي في تشيلي، في بقعة صغيرة من السماء أقل من 10 أضعاف حجم البدر.

وبيّنت الصحيفة أن الثقب الأسود كان سريع النمو مختبأ تحت عباءة من غبار النجوم، وهو يستهلك جزءًا من قرص تراكم المواد المدارية، بينما يقذف بقايا الطعام في طائرة تسير بسرعة تقترب من سرعة الضوء.

ويبدو أن الثقب الأسود الكوني في مرحلة متوسطة نادرة من النمو، في مكان ما بين مجرة ​​متكونة من النجوم وثقب أسود ضخم متوهج يسمى "الكوازار".

وبحسب الصحيف، يقترح الباحثون أن العملاق الكوني يمكن أن يكون مجرد واحد من آلاف الثقوب السوداء الكبيرة التي لا يمكن تفسيرها والتي تكمن تحت الغطاء السحابي للكون المبكر.

وذكرت الصحيفة أن وجود نحو 15 نجمًا مضيئًا في وقت مبكر جدًا في نفس الفترة الزمنية مثل "COS-87259" كان تحديًا كبيرًا لعلم الفلك خارج المجرة نظرًا لقصر الوقت المتاح لنمو مثل هذا الثقب الأسود الهائل منذ الانفجار العظيم.

وقال مؤلف الدراسة الرئيسي ريان إندسلي عالم فلك في جامعة "تكساس" : "إذا كانت الثقوب السوداء المبكرة ذات الكتلة المليارية من الطاقة الشمسية أكثر شيوعًا بآلاف المرات مما كنا نظن في الأصل كما يتضح من اكتشافنا، إلا إذا افترضت أننا كنا محظوظين بشكل لا يصدق، فإن هذا يؤدي إلى تفاقم المشكلة أكثر".

وبحسب الصحيفة تولد الثقوب السوداء من انهيار النجوم العملاقة وتنمو عن طريق التهام الغاز والغبار والنجوم وغيرها من الثقوب السوداء في المجرات المكونة للنجوم التي تحتوي عليها. إذا نمت بشكل كبير بما فيه الكفاية، فإن الاحتكاك يتسبب في تسخين المادة الحلزونية في أكواخ الثقوب السوداء، وتتحول إلى أشباه النجوم، تتخلص من شرانقها الغازية مع انفجارات من الضوء تصل إلى تريليون مرة أكثر سطوعًا من النجوم الأكثر سطوعًا.

وتابعت الصحيفة نظرًا لأن الضوء ينتقل بسرعة ثابتة عبر فراغ الفضاء، فكلما نظر العلماء إلى الكون بشكل أعمق، زاد الضوء الذي يعترضونه وعادوا بالزمن إلى الوراء.

وبحسب الصحيفة، اقترحت المحاكاة السابقة لـ “الفجر الكوني” الحقبة التي تشمل المليار سنة الأولى من الكون أن السحب المتصاعدة من الغاز البارد ربما تكون قد اندمجت في نجوم عملاقة محكوم عليها بالانهيار السريع، مكونة ثقوبًا سوداء مع نمو الكون، ربما تكون تلك الثقوب السوداء الأولى قد اندمجت بسرعة مع الثقوب السوداء الأخرى لزرع ثقوب سوداء فائقة الكتلة في جميع أنحاء الكون.

وتابعت الصحيفة، أن الظروف الفوضوية التي أدت إلى إنشاء العديد من الثقوب السوداء الهائلة هو "لغزا"، وهو أمر يتعمق بفعل احتمالية أن يكون عدد الوحوش بالآلاف عندما وصل الكون إلى 5% فقط من عمره الحالي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإجابة على هذا اللغز يمكن أن يكون في وجود ثغرة في فهمنا لتشكيل المجرات منذ بدايات الكون، بحسب مجلة "livescience" العلمية.

قال إندسلي: "كان اكتشاف كل من "COS-87259" و"GNz7q" خلال العام الماضي مفاجئًا للغاية ويدفعنا حقًا إلى التساؤل عن كيفية فهم ذلك من وجهة نظر النمو المبكر جدًا للثقب الأسود الهائل".