سلّم إمام المسجد العمري (الكبير) في مدينة اللد، الشيخ يوسف الباز (64 عاما)، اليوم الإثنين، نفسه لقضاء حكم بالحبس 16 شهرا في سجن بئر السبع "إيشل"، وذلك بعد أن أدانته محكمة إسرائيلية في ملف "الاعتداء على مواطن يهودي".
وقال الباز قُبيل دخوله إلى السجن، إن "إسرائيل لا تملك ذرة من العدالة.."، مؤكدا أن "السجن لن يردعنا عن قول الحق".
وقال المحامي خالد زبارقة من أمام سجن بئر السبع، إن "الشيخ يوسف الباز يتعرض للملاحقة الإسرائيلية بسبب خطابه الوطني الثابت ولأنه يناصر الهوية الفلسطينية والقدس والأقصى".
وردت المحكمة المركزية في اللد، يوم 21 كانون الأول/ ديسمبر 2022، استئناف النيابة العامة الذي قدمته، ضد إزالة القيد الإلكتروني عن الباز، والسماح له بالخروج إلى العمل 8 ساعات يوميا.
جاء ذلك بعد أن كانت المحكمة المركزية قد قررت، يوم 21 كانون الأول/ ديسمبر 2022، قبول الاستئناف الذي قدمه المحامي خالد الزبارقة من طاقم الدفاع عن الباز، وخفضت الحكم في ملف "الاعتداء على مواطن يهودي"، من 20 شهرا إلى 16 شهرا، بالإضافة إلى إرجاء تنفيذ الحكم ليوم 20 شباط/ فبراير 2023.
كما قررت محكمة الصلح في مدينة ريشون لتسيون، كذلك في اليوم ذاته في ملف "التحريض" إزالة القيد الإلكتروني عن الشيخ الباز والسماح له بالعمل 8 ساعات يوميا و3 ساعات نقاهة يومي الجمعة والسبت، غير أن النيابة طلبت تأجيل التنفيذ لفحص موقفها من القرار.
وأطلقت السلطات الإسرائيلية سراح الباز، مساء يوم 29 أيلول/ سبتمبر 2022، من سجن "رامون" الصحراوي، بعد اعتقاله منذ يوم 30 نيسان/ أبريل الماضي، الذي رافقه إضراب عن الطعام لأيام عدة، وعاد إلى منزله بعد أشهر من الحبس.
وكانت المحكمة المركزية في اللد قد قررت تسريح الباز بشروط مقيدة تشمل الحبس المنزلي مع قيد إلكتروني، وكفالة طرف ثالث، ومنع السفر، وإيداع مبلغ قدره 20 ألف شيكل في صندوق المحكمة.
وقبلت المحكمة العليا، يوم 22 أيلول/ سبتمبر 2022، استئناف هيئة الدفاع عن الباز، وتسريحه بشروط مقيدة. وأعادت العليا الملف إلى المحكمة المركزية لتحديد شروط الإفراج عنه بالقيد الإلكتروني.
وسبق أن مددت المحكمة المركزية في اللد، يوم 10 آب/ أغسطس الماضي، اعتقال الباز لغاية الانتهاء من الإجراءات القضائية بحقه.
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية، يوم 30 نيسان/ أبريل 2022، الباز من بيته في اللد، بادعاء "التحريض على قوات الأمن"، وجاء ذلك بسبب خطاب كان قد ألقاه في أعقاب اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك في القدس.
وواجه الباز ملفين قضائيين حول مزاعم بـ"التحريض"، الأول خلال أحداث "هبة الكرامة"، التي اندلعت في أيار/ مايو 2021، والثاني حول ادعاءات "التحريض على قوات الأمن"، في أعقاب اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، خلال شهر رمضان الأخير.
ويوم 14 حزيران/ يونيو 2022، فرضت محكمة الصلح في الرملة، الحبس الفعلي لمدة 20 شهرا على الباز، بعد أن أدانته، يوم 21 أيلول/ سبتمبر 2018، بزعم "الاعتداء على مواطن يهودي من اللد".
والباز أحد القياديين البارزين في الحركة الإسلامية المحظورة من قبل السلطات الإسرائيلية، وهو معروف بمواقفه المدافعة والمناصرة عن الحقوق العربية في اللد على مدار أعوام طويلة. وهو متزوج وأب لستة أبناء، ويعاني حالة صحية متردية.
يذكر أن السلطات الإسرائيلية حظرت، يوم 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، الحركة الإسلامية (الشمالية) بقيادة الشيخ رائد صلاح ونائبه الشيخ كمال خطيب، وأغلقت 20 مؤسسة أهلية، دون تقديم أي تهمة بصدد تجاوز قانوني لأي منها، وإنما اعتمدت على قانون الطوارئ المجحف والموروث عن الانتداب البريطاني في القرن الماضي.