أكدت مفوضية المنظمات الشعبية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” أن إقدام جهات مجهولة على تــلفيق مــوقــف عــلى لــسان الحــركــة أثــناء إضــراب نــقابــي كــما حــدث أثـــــــــناء إضـــــــــراب المـــــــــعلمين الفلســـــــــطينيين، يـــــــــؤدي إلـــــــــى إدخـــــــــال الكل الفلســطينيّ فــي أزمــة واســعة، فــي الــوقــت الــذي نــواصــل فــيه الــحوار مـــع كـــل الأطـــراف لحـــل الإشـــكالـــية الـــقائـــمة، وضـــمان حـــقوق المـــعلمين، ومـــعالـــجة قـــضايـــا الـــنقابـــات والاتـــحادات الأخـــرى.
وشددت على أن مـوقـف الحــركــة الــذي يــعبّر عــن إرادتــها تــجاه الــقضايــا المــتعلقة بــالــنقابــات والاتحادات، يصدر عن مفوضية المنظمات الشعبية في “فتح”.
جاء ذلك في بيان أصدرته المفوضية، اليوم الجمعة، بعد “انــــتحال اســــم حــــركــــة التحــــريــــر الــــوطــــني الفلســــطيني “فــــــــــتح” فــــــــــي إصــــــــــدار بــــــــــيانــــــــــات مــــــــــزورة تهــــــــــدف إلــــــــــى إثــــــــــارة الــــــــــفتنة والاضــطرابــات بــين أبــناء شــعبنا، وتحــميل الحــركــة مــسؤولــية مــواقــَف لا تـعبّر عـن تـوجـهاتـها تـجاه الـقضايـا الـوطـنية”.
ودعـت “الجـــميع إلـى أمـثل مـمارسـة نـقابـية مـطلبية، يجـري فـيها تـحييد أيـة عـوامـل تضرّ بــــمصالــــح أبــــناء شــــعبنا فــــي حــــياتــــهم الــــيومــــية، والــــتزامــــاتــــهم المــــعيشية، وتــــــؤثــــــر عــــــلى نــــــهج تــــــمكين الأجــــــيال مــــــن تــــــعليم مستمر بــــــلا عــــــثرات أو مـــــعيقات أو تـــــعطيل لـــــن يحـــــمل إلا انـــــعكاســـــات ســـــلبية عـــــلى مـــــجتمعنا الفلســـطينيّ ومســـتقبل أبـــنائـــه فـــقط، فــي الـــوقـــت الـــذي يـــعانـــي فـــيه كـــل أبـــــناء شـــــعبنا مـــــن ظـــــروف اقـــــتصاديـــــة صـــــعبة، لا تـــــؤثـــــر عـــــلى شـــــريـــــحة واحـدة، بـل عـلى الكلّ الفلسـطينيّ فـي كـل نـواحـي الـحياة، وفـي مـرحـلة يـــسعى الاحـــتلال فـــيها إلـــى هـــدم حـــاضـــرنـــا الـــصامـــد رغـــم الـــصعوبـــات والأخــــطار، وإضــــعاف كــــيانــــنا الــــوطــــني بــــكل تــــفاصــــيله المعمّدة بــــدمــــاء الشهـــــداء الـــــذيـــــن يرتقون يـــــومـّيا عـــــلى تـــــراب الأرض، وهـــــم يـــــعبدون بدمائهم طريق الحرية والنضال”.
وتابعت أن نـــــهج الـــــحوار والـــــتفاهـــــم ووحـــــدة الهـــــدف والمـــــصير، والــتعاضــد فـــــي الـنوائـب والأزمات، كــــان ومــــا زال الـسّمة الــــتي حــــملها شــــعبنا طــــوال عـــقود مـــن الـــصبر والمـــجابـــهة المســـتمرة بـــلا تـــوقـــف أمـــام احـــتلال لا يكلّ عـن تـطويـر ذاتـه، وأدواتـه، وأسـالـيبه لـلقضاء عـلى وجـودنـا الفلسـطيني، بــما فــيه مــن منجــزات وطــنية، ولــيس ســعيه الــدائــم إلــى أســرلــة المــناهــج الــتعليمية فــي الــقدس، وهــدم المــدارس وتــعطيلها فــي كــل الــوطــن، ســوى جانب من أساليبه لإنتاج نكبة جديدة لشعبنا وقضيته.
وثمّنت دور المـــعلمين ومـــواقـــفهم الـــوطـــنية، داعية إلـــى عـــــمل نـــــقابـــــيّ يـــــتكامـــــل وينسجـــــم فـــــيه الـــــنضال المـــــطلبيّ المشـــــروع مـــــع الـــواجـــب الـــوطـــنيّ الأســـاســـيّ، الـــذي يـــحتّم ضـــرورة الـــوعـــي بمجريات الـصراع مـع الاحـتلال وتـطوراتـه الـيومـية المـتصاعـدة، والإيـمان بـالـنّصر عـلى الاحـتلال، وأن يـعاد الـنظر فـي تـرتـيب الأولـيات فـي الـعمل الـنقابـي بــناء عــلى هــذه الــقاعــدة، ليستمر ســعي الإنــسان الفلســطينيّ لــتطويــر حـياتـه عـملا دافـعه دحر الاحـتلال ولـيس الـتأقـلم مـعه، حـتّى انـتزاع كـل حـقوقـه الوطنية، وتـجسيد الاسـتقلال الـوطـني فـي دولـة فلسـطين ذات السيادة الكاملة، وعاصمتها القدس الشريف.