هجوم الساعات الأربع على جنين وانعكاساته العربية والاقليمية...

السبت 28 يناير 2023 01:25 م / بتوقيت القدس +2GMT
هجوم الساعات الأربع على جنين وانعكاساته العربية والاقليمية...



كتب اسيا العتروس:

كما كان متوقعا اتجهت حكومة ناتنياهو الى ارتكاب جريمة جديدة في حق الفلسطينيين للهروب من ازماتها الداخلية التي تهدد وجودها و كان مسرج الجريمة هذه المرة مخيم جنين حيث كانت حصيلة العدوان و ما خلفته من  مشاهد الخرب و الدمار و منع وصول الاسعاف الى المخيم على ارهاب الدولة الذي تمارسه سلطات الاحتلال …و كما كان متوقعا فان الصمت الدولي كان سيد المشهد و الحقيقة انه كان من السذاجة بل من الغباء توقع أي رد فعل او موقف صارم يفرمل دواسات الاحتلال ..و كما كان متوقعا فان البيانات الرسمية للعواصم العربية و لجامعتها المريضة كانت اقرب الى رفع العتب و اللوم من أي شيء اخر و هب العاجزة عن أي موقف قادر على لجم الاحتلال او منع جرائمه …
اربع ساعات هي المدة الزمنية التي استغرقها العدوان الاسرائيلي على مخيم جنين صباح امس عدوان تكرر اكثر من مرة بعد ان باتت جنين عنوان مزعج لسلطات الاحتلال حيث سبق و سجلت افظع خسائرها في واقعة جنين غراد في ملاحقتها لابناء المخيم و النشطاء والفدائيين الذين يؤرقون الاحتلال ..المجزرة انتهت بعد مواجهات مع شباب  المخيم الفلسطينين الذين تصدوا لقوات الاحتلال بما لديهم من شجاعة و قوة رغم الطوق و الحصار الذي فرض عليهم ..
منذ دخول بن غفير حكومة ناتنياهو و هو يتحدث عن المعركة القادمة التي يستعد لاطلاقها حماية للامن القومي الاسرائيلي و قد وجد في الازمة السياسية التي هزت الشارع الاسرائيلي الذريعة لشن العدوان في المقابل فان كل الذرائع و المبررات مطلوبة و مقبولة لتبرير المجزرة الموثقة التي سيتعين اضافتها لقائمة الجرائم الاسرائيلية المرتكبة على مدى عقود ..
المثيرفعلا ان المجزرة تاتي بعد ساعات فقط على زيارة مفاجئة قام بها  رئيس الوزراء الاسرائيلي ناتنياهو الى العاصمة الاردنية عمان و لقاءه بملك الاردن و هي تاتي ايضا قبل زيارة يفترض ان يقوم بها ناتنياهو الى واشنطن و زيارة للملك عبد الله لقاء الرئيس الامريكي بادين …و سيكون من الاجحاف الاعتقاد ان الملك الاردني احيط علما بالمجزرة ..و الارجح ان الزيارة كانت محاولة لاذابة الجليد بين الاردن و اسرائيل بعد الزيارة الاستفزازية و محاولة تدنيس

المتطرف إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى …خروج المواطنون الاردنيون احتجاجا على زيارة ناتنياهو تؤكد ان مسار التطبيع مسألة لن تجد لها قبول لدى الشارع الاردني شانه في ذلك شان اغلب الشعوب العربية مهما كانت قادرة على التعبير عن رايها او مواقفها مما يحدث و التي تتابع في الم و صمت ايضا ما يتعرض له الفلسطينيون من قتل بطيى ..
لماذا و كيف جازف الاردن باستقبال المجرم ناتنياهو مسألة قد لا تحتاج لذكاء خارق في زمن الازمات الاقتصادية و الاجتماعية  المتواترة و شح الموارد و غياب ما يمكن ان يضع حدا للمخاطر الامنية و الاجتماعية و الدعم  الامريكي المطلوب …المسالة التالية التي ربما تحتاج لفك الغازها تتعلق بدول اتفاق ابراهام التي لا يبدو ان لها رغبة في كبح جماح الحليف الاسرائيلي الجديد او حتى على الاقل ممارسة نفس اسلوب المقايضة و المساومة لدفع سلطات الاحتلال لمراجعة اولوياتها  و ربما كان احرى و هذا اضعف الايمان عدم القبول بتدريس تاريخ المحرقة دون  ان يكون ذلك مشفوعا بتدريس محرقة العصر التي تسري على اطفال و شباب و مواطني فلسطين و جزء من سوريا و لبنان و هذا هو الحد الادنى من التضامن المطلوب في زمن عز فيه التضامن العربي للحد من العربدة الاسرائيلية و الجرائم المتكررة في حق الفلسطينيين في المخيمات و الملاجئ كما في القدس و في الضفة و القطاع …قد يكون الموقف العربي الهزيل مثير للغرابة  و لكنه الاكثر من ذلك مثير للشفقة في ظل خيار صمت القبور و ما يعكسه من ذل و مهانة و عجز عن الانتصار للعدالة الشرعية …
الاكيد ان ما حدث و يحدث يضع الفلسطينيين أمام خيار وحيد لا بديل عنه و هو ان التعويل على العرب لمواصلة المعركة يعني رفع راية الاستسلام و التسليم بالامر الواقع بما يعني و هذا ما تفرضه الواقعية العودة الى توحيد الصف الفلسطيني بكل فصائله و الجمع بين  كل اشكال النضال الشعبي و النضال السياسي و النضال المسلح  و النضال الديبلوماسي و القانوني و الاعلامي لقلب الموازين و استعادة زمام المبادرة و هذا هو الحل الذي لا يريد له الاحتلال ان يتم …
كاتبة تونسية