فرضت المحكمة المركزية في حيفا، صباح اليوم الأربعاء، الحبس الفعلي لمدة 12 شهرا وغرامة مالية قدرها 5 آلاف شيكل على أحد معتقلي هبة الكرامة، باسل طنطوري من عكا.
وعقب المحامي الموكل بالدفاع عن باسل طنطوري، فهد نسيب الحاج، على قرار المحكمة بأنه "بعد سنة ونصف من جلسات التداول بلائحة الاتهام ضد موكلي طنطوري، والتي تخللت بنودا قاسية وبضمنها الاعتداء على مراقب للبلدية، وإلقاء حجارة، والمشاركة في أحداث هبة الكرامة التي وقعت في عكا، وبعد بذل جهود جبارة توصلنا لتسوية مع النيابة العامة تكللت بشطب بعض البنود وحبس موكلي لمدة 12 شهرا ودفع غرامة مالية قدرها 5 آلاف شيكل".
وقالت والدة المعتقل باسل طنطوري، جميلة طنطوري،إنه "جرى اعتقال باسل للمرة الأولى في تاريخ 21.5.2021 لمدة يوم واحد وتم إطلاق سراحه، ثم تم اعتقاله للمرة الثانية في تاريخ 1.6.2021 وتوجيه لائحة اتهام ضده، في حين تم تحويله للحبس المنزلي، لكنه قرر الرجوع للسجن لغاية إصدار القرار في ملفه".
وتابعت أن "معاناة أهالي المعتقلين خلال فترة اعتقال أبنائهم ليست بالأمر الهين، حيث القلق والتوتر، وازداد التوتر مع إصدار قرارات وأحكام قاسية ضد معتقلين. أدعو الله بأن يفك أسر جميع معتقلي هبة الكرامة وأن يفرح أهاليهم بإطلاق سراحهم".
وكانت عائلة باسل طنطوري قد أغلقت المطعم الخاص به في البلدة القديمة في عكا بعد اعتقاله، وقال والده عيسى طنطوري لـ"عرب 48" إنه "بسبب الحالة النفسية التي مرت بها العائلة لم يكن بإمكاننا العمل في المطعم، فقررنا إغلاقه حتى عودة باسل للعمل، ونحن بانتظار عودة ابني لنعود لحياتنا الطبيعية، وسنواصل دعمنا لباقي عائلات المعتقلين حتى تسريح آخر معتقل".
أما جدته الحاجة زكية بكري، والتي وصلت إلى قاعة المحكمة في حيفا، على الرغم من أنها فاقدة للبصر ولن تتمكن من احتضان أو مشاهدة حفيدها باسل، فقد غلبها شوقها لتكون مع حفيدها في هذا اليوم، وقالت إن "دموعي كانت سخية شوقا لباسل. رفعت يدي بالدعاء لربي بأن يفك كربته، لقد قضى باسل مدة الحبس المنزلي عندي في بيتي، وكانت لحظات جميلة، شعرت بحنان حفيدي وشهامته، وأنا أستعد لاستقباله بحفاوة الحب الذي في قلبي لاحتضانه".
قدّمت النيابة العامة لوائح اتهام ضد عدد من الشباب من عكا، وفرضت المحكمة الحبس ودفع غرامات على عدد منهم، لغاية الآن، فيما تُجرى محاكمة الآخرين الذين اعتقلتهم الشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك) من عكا على خلفية أحداث هبة الكرامة.
والشباب المعتقلون هُم: محمد حماد، وأيمن زلفي، وهيثم عوض، وصالح مجيد، وقصي عباس، وإبراهيم جمالي، ورازي عودة، وخليل خاسكية، وقصي عباس، وقاسم مجدوب، وجواد سطيلي، ومحمد عثمان، ومصطفى مصري، وأحمد عكاوي، وفؤاد عسكري، وهيثم علي، وزكريا ماضي، وأحمد ماضي، وحبيب أبو حبيب، ومحمد حلواني، وفؤاد ماضي، ومحمد أسود، وساهر حتحوت، ومحمد حجوج، وكريم حسين، وأدهم بشير، وباسل طنطوري، وخالد أنصاري، وصلاح قنبز.
أما الشباب راني فيران، وحسن عيد، وخالد سليمان، وفايز سالم، ومعتز علي، فقد قدمت ضدهم لوائح اتهام، وجرى تسريحهم بشروط مقيدة لغاية إصدار المحكمة القرارات في ملفاتهم.
كما تواصلت الاعتقالات في عكا، آخرها كان اعتقل آسي حوراني، يوم 27 كانون الأول/ ديسمبر 2022.
اعتقالات وتحقيقات ومحاكمات طالت مئات الشبان من المجتمع العربي
وكانت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك) قد نفذا حملة اعتقالات ضد مئات الشبان من المجتمع العربي على خلفية الاحتجاجات ضد العدوان على غزة واقتحام المسجد الأقصى ومحاولات تهجير سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، واعتداءات المستوطنين على مواطنين عرب في البلاد، في شهر أيار/ مايو 2021.
وأعلنت النيابة العامة الإسرائيلية، مؤخرا، عن تقديم 397 لائحة اتهام ضد 616 متهما، غالبيتهم العظمى من العرب، ورُبعُهُم قاصرون، على خلفية أحداث هبة الكرامة في أيار/مايو 2021، والتي جاءت احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على غزة في العملية التي سُميت إسرائيليا بـ"حارس الأسوار"، والتي سبقتها اعتداءات قوات الأمن الإسرائيلية في القدس في رمضان من العام ذاته.
وأشارت النيابة العامة في التقرير أن المتّهمين الـ616 والذين تبلغ نسبة العرب من بينهم 89%، قد اعتُقِلوا منذ نيسان/ أبريل 2021، لافتة إلى أنه "خلال الفترة المذكورة، تمّ تقديم لوائح اتهام بشأن 108 أحداث ضدّ 239 متهمًا في ظروف مشددة لعمل إرهابيّ أو دوافع عنصرية، 85% منهم (عرب) و15% يهود".