قررت إدارة مستشفى "هداسا عين كارم" في القدس، اليوم الأحد، إعادة الطبيب أحمد محاجنة من مدينة أم الفحم، إلى العمل، وذلك بعد شهرين من إبعاده عن العمل وإبلاغه بقرار فصله بادعاء تقديمه قطعة حلوى لفتى من القدس، زعمت الشرطة الإسرائيلية أنه نفذ عملية طعن أصيب فيها مستوطن.
جاء ذلك في بيان صدر عن المستشفى، بعد تشكيل لجنة وساطة برئاسة القاضية المتقاعدة، هيلا جيرستل، في أعقاب حملة التحريض التي تعرض لها الطبيب المختص في جراحة القلب والرئتين واستدعائه لجلسة استماع مع إدارة مستشفى هداسا عين كارم في مدينة القدس، الذي كان قد أبلغ الطبيب بقرار نهائي بفصله عن العمل.
وقال الناطق باسم مستشفى "هداسا عين كارم"، في بيان، إنه "في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تلقت إدارة المستشفى ادعاءات تتعلق بسلوك د. محاجنة تجاه مريض في القسم تم اعتقاله للاشتباه في ضلوعه في عملية، الأمر الذي تطلب فحصًا وتحقيقًا شاملين".
وأضاف أن المستشفى "شرع بإجراء توضيح تأديبي ضد د. محاجنة، بمشاركة الأطراف المعنية (إدارة المستشفى ود. محاجنة والنقابة الطبية في إسرائيل على عملية وساطة (‘تجسير‘) تقودها القاضية المتقاعدة، هيلا جيرستل"، وتابع أن "وصل إلى المستشفى ادعاءات مختلفة تتعلق بسلوك الطبيب محاجنة".
وقال إنه "اتضح أن الأقوال المنسوبة للطبيب محاجنة بشأن الاعتقال لم تصدر عنه؛ ومع ذلك اتضح أن سلوك الطبيب تجاه الشرطي الذي طلب منه التعريف عن نفسه غير مقبول"، وأضاف أن "دكتور محاجنة أوضح أنه يرى أن حياة الإنسان هي قيمة عليا ويدين أي نشاط عنيف وأي ضرر يلحق بأي شخص على الإطلاق، بما في ذلك الأنشطة الإرهابية".
وأكد أن المستشفى قبِلَ توضيح الطبيب محاجنة. وتابع أنه بناء على ذلك "تصرف وسيتصرف الطبيب محاجنة بما يتلاءم مع قواعد آداب مهنة الطب، وأعلن المستشفى أن الدكتور محاجنة "طبيب محترف صاحب علاقات إنسانية جيدة".
وأعلن المستشفى أن الطبيب محاجنة "سيعود إلى عمله فورا كجزء من فريق هداسا وسيواصل تقديم رعاية لجميع المرضى"، مشددا على التزامه "ببذل كل ما في وسعه" لإبقاء مهنة الطب بعيدة عن "السياسة، مع توخي الحذر الشديد بشأن هذا الشرط الأساسي والضروري".
وكان الطبيب أحمد محاجنة قد صرّح أنه "في يوم 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2022 تم الاحتفال بنجاح أطباء في المستشفى، وحينها تبقى بعض الكعك، وقررنا نحن الأطباء توزيع الحلوى على المرضى، وكان من بين المرضى الفتى المصاب محمد أبو قطيش، تواجدت في الغرفة لحظة تقديم الحلوى من العاملة في المستشفى".
وتابع أنه "حينها جاء الشرطي وسأل عن الطبيب الذي تواجد في الغرفة، إذ جاء الشرطي وبدأ بالصراخ. تم التحقيق معي من قبل الشرطة ومعظم التحقيق تمحور حول عمل شقيقي المحامي خالد ووالدي المحامي رسلان، في هيئة شؤون الأسرى، وتم استغلال هذا الجانب بالتحقيق، والغريب أن التحقيق حصل بعد الحفل في القسم بثلاثة أسابيع، وهذا غير منطقي أبدًا، والهدف الأساسي هو فصلي من العمل".
وكان الفتى المصاب محمد أبو قطيش (16 عاما) وهو من سكان بلدة عناتا، يتلقى العلاج في مستشفى "هداسا عين كارم"، والذي ادعت شرطة الاحتلال الإسرائيلية أنه نفذ عملية طعن في القدس أصيب فيها مستوطن بجروح خطيرة.