مواقف.. بلا مواقف؟! ،،، محمد سالم

الأربعاء 11 يناير 2023 02:20 م / بتوقيت القدس +2GMT
مواقف.. بلا مواقف؟! ،،، محمد سالم



فكر حر ..
- واحد من الأساتذة القلائل في كتابة فن المقال المعاصر، بالنسبة إلى ارتفاع المستوى الثقافي  والفكري والتركيبي للجملة الفنية والسياسية، إننا لا نواجه معه "الأكلشيهات" اللفظية التي تحمل طابع النسخة المكررة؛ قال " أكثر ما رغبت به هو أن أجعل من الكتابة السياسية فناً ". وهذا القول هو ما جعله واحدا من أعظم كتاب المقالات العالميين، نشر له اثنين من الكتب التى تحمل مقالاته، وقد قال فى الجزء الاول : "لماذا أكتب؟. أكثر ما رغبت بفعله طوال السنوات الماضية هو أن أجعل من الكتابة السياسية فناً، ونقطة انطلاقي هي دائماً شعور بالحزبية والحسّ بالظلم. 


عندما أجلس لكتابة كتاب لا أقول لنفسي سأنتج عملاً فنياً، إنما أكتبه لأنّ ثمة كذبة أريد فضحها، أو حقيقة أريد إلقاء الضوء عليها، وهمي الوحيد هو أن أحصل على من يستمع. ولكن ليس بإمكاني القيام بمهمة تأليف كتاب أو حتى مقالة طويلة لمجلة، لو لم تكن أيضاً تجربة جمالية". هذا هو جورج أورويل، باتجاهه السياسي, وبناحيته الأدبية والفنية الالتزامية؛ كصاحب طابع أدبي متميز، و موقف واضح المعالم، وحسبنا هذه النماذج من كتبه لتتحدث عنه وتشير إليه. مؤلف رواية 1984. ومزرعة الحيوان، ملحمة الوضوح والذكاء والسخرية السياسية والاجتماعية, وخفة الدم، والتحذير من الانقسامات والديكتاتورية  الحزبية، والخراب وغياب العدالة الاجتماعية، وحق الشعوب في المشاركة الديمقراطية وتقرير المصير.

- رأيت فيما يرى الجالس.. أنه من الطبيعي أن يكون الكاتب صورة صادقة للجمهور القارئ؛ فقال: هم بتأويل الأحاديث عالمين. وما الجديد الذي قاله الكتاب و المثقفون، وكان مؤثرا على سادة مخطط الانقسام المدمر؟ من يطلق صرخات يائسة فاجعة من حدة الألم، ثم يسكت.. يسكت إلى الأبد، في بلد تريد أن تنتهز المناسبة لتعبر عن شعورها الحاقد المكبوت، بالثورة السلبية التي تتنفس من خلال سلوك لفظي ساخر، أو بمثل هذه البهلوانية اللفظية، و تصطدم بواقعية لفظية مزيفة. ومواقف.. بلا مواقف؟! بالنسبة إلى العم عشم كواحدٍ من المثقفين في جيله،كان السؤال حاضر يتقدم الموضوع الأساسي المطروح للمناقشة. فكان جوابه؛ يسجل أكثر مما يحلل ويستطيع أن يشيع في أعماق القارئ كل هذه القيم الإيجابية, والحوار معه أشبه بحركة الكاميرا المنتقلة من زاوية إلى زاوية. مما يضيف إلى الفكر مزيدًا من اللحظات المضيئة.


- فقال: نكتب كلمات .. حبر ودماء ،من أجل الوحدة الحقيقية، والحرية والاستقلال، من اجل ان نحيا بكرامة وأطفالنا  تتعلم، ولا يضطر افضل عقولنا علي "الطفشان" وتركنا هنا مع البؤس. نكتب لنفكر ..كيف ومن أوصلنا هنا؟! ، آي السياسات التي اتبعها ،أصحاب هذه السياسات الفاشلة، بحيث اننا وصلنا لهذا الحال . كيف اننا نتوقف عنها ، و كيف اننا لا نعيد استدعاءها مرة اخري ..كيف نخرج منها؟! المحنة على التحقيق محنة تجمع بين المثقفين وغير المثقفين أولئك الذين يعرفون عن طريق الثقافة والاطلاع، او من الأوساط الشعبية من ذوي الثقافة المحدودة، والوعي أن مجتمعهم المنقسم، تسيطر عليه قوًى قاهرة، لا ميل لهم بمقاومتها والوقوف في وجهها. ومعنى هذه القوى الباطشة بالنسبة إلى المثقفين.. معناها الحرمان من حرية الرأي والمشاركة  والسلوك  والمقاومة، والشعور الطليق بالحياة.


من هنا امتلأت نفوس المثقفين بالحزن، وتذوق وجودهم طعم الموت، فمضوا يمضغون أشجانهم في على مواقع التناحر الاجتماعي، ويجترُّون آلامهم في بعض المدونات ، ويعبرون عن هزيمتهم في حدود المشاعر الفردية. هربوا من قسوة الواقع إلى رأفة الخيال؛ الذي كان انعكاسًا مباشرًا لشعورهم بوطأة الجو الخانق الذي يعيشون فيه، أما في ميدان المعارضة فقد سار في الطريق نفسه واصطبغ بنفس اللون وحمل نفس الشعارات.


- فلا تلتفتوا لأسماء- بعض- الكتاب و المثقفين ، ولا تسألوا عن طريقة اختيارهم، للموضوع  ولا الجهة التي تختار، فلكل سلطة  قوائمها المعدة سلفاً من المساندين والموالسة والدجالون والحواة والمشعوذون، منهم أيضًا من ينتمون إلى الأحزاب ويجلسون إلى الموالسة الكبار ، أي كلهم ثيران يتناطحون في سبيل السلطة والسلطان , والحكم والسيطرة، وإنه لمجنون الذي يخسر قضيته أو مستقبل شعبه في معركةٍ زائفة ! نسأل عن الفعل والحقيقة، عن الوحدة الوطنية ، وسرها وحق الشعب في الاختيار.

 فيجيبنا-القوم- باللف والدوران ..الدجلنة هي الغالبة والمسيطرة. في غالب الأحوال، ومزيج من العبث وعلته المزمنةالكلام ولو كان هذيانًا!! ومثل هذه الأمور لا يغيب مغزاها إلا عن المعتوهين، فسادة الانقسام لديهم مقولات جاهزة يريدون تبرير إعلانها المعتد باستمرار مخطط الانقسام والخراب الصهيوني، أحيانا بحضور يصفق، وأحيانا بغرض الاحتواء والتعليب الجاهز، وأحيانا يتحدثون إلى ميكرفونات جامدة وكاميرات بلا عقل، كافة المؤتمرات واللقاءات، يعيدون فيها دورة المشكلة من جديد بجانب وعوود وكلمات لا ترتفع عن مستوى التراب، فماذا يريدون؟ وما الجديد الذي قاله الكتاب و المثقفون، وكان مؤثرا على سادة مخطط الانقسام المدمر؟!. و من ساعد في سياسة الخرس؟! بضاعتكم ردت اليكم.