معاريف: للسنوار والضيف.. هذا ما سيؤدي إلى تصعيد فوري في قطاع غزة

الثلاثاء 27 ديسمبر 2022 05:48 م / بتوقيت القدس +2GMT
معاريف: للسنوار والضيف.. هذا ما سيؤدي إلى تصعيد فوري في قطاع غزة



غزة/سما/

معاريف بقلم: تل ليف رام    مرت أكثر من سنة ونصف على حملة “حارس الأسوار” في قطاع غزة. رغم جولة التصعيد القصيرة والموضعية ضد الجهاد الإسلامي، والتي بقيت حماس فيها على الجدار ولم تتدخل في المواجهة، أدت مصالح الطرفين، كما بدا، إلى فترة هي الأهدأ منذ فك الارتباط.


عملية كتلك التي أحبطها “الشاباك” قبل أسبوعين، والتي يعود مصدرها إلى التخطيط الموجه والتجنيد والإرشاد من قطاع غزة، من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد فوري في القطاع. وحسب السيناريو الذي ليس منفلت العقال تماماً، فإن عملية كهذه قد تجبي ضحايا ومصابين في أراضي إسرائيل أو في الضفة، وتؤدي إلى رد فعل إسرائيل ضد أهداف في القطاع. هذه الرسالة ليس مؤكداً أن إسرائيل تنقلها إلى قطاع غزة بشكل واضح، والقيادة في القطاع لا تفهم. على الرسالة أن توضح بأن عملية تفجير في إسرائيل ستؤدي إلى مضاعفات وإلى تدفيع ثمن باهظ في القطاع.


حماس، التي تدرك جيداً بأن استئناف إطلاق الصواريخ من القطاع سيشدد الضغط العسكري الإسرائيلي ضدها، تفضل في هذه اللحظة الهدوء الذي يخدمها لإعادة البناء وتعظيم قدراتها العسكرية التي تضررت في حملة “حارس الأسوار”.


يعتقد جهاز الأمن عندنا أن الهدوء في الجنوب، فضلاً عن اعتبارات حماس العملية التي تفضل في هذه اللحظة التركيز على إعادة البناء الاقتصادي للقطاع إلى جانب التعاظم العسكري، هو أيضاً ثمرة الردع العسكري الذي تعمق عقب الحملات الأخيرة في القطاع.


من ناحية حماس، فإن ضعضعة الوضع الأمني في الضفة، والإضعاف والمس بمكانة السلطة الفلسطينية من خلال تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية تبقي على مكانة المنظمة كمن تقف في جبهة المقاومة.
في العملية الأخيرة التي أحبطها “الشاباك” وكشف أمر نشرها، فإن اليد الموجهة والمخططة تؤدي إلى تعاون بين نشطاء معروفين من لجان المقاومة وشهداء الأقصى وليس إلى حماس بشكل مباشر.

لكن رغم ذلك، في واقع تسيطر فيه المنظمة بشكل لا جدال فيه وتمنع إطلاق الصواريخ من منظمات أخرى بإرادتها، ثمة افتراض بأن حماس كانت على علم بهذه الشبكة التي اشتملت على تجنيد للأموال في صالح نشطاء في شمال “السامرة” وإرشادهم.


فضلاً عن هذا، لم تكن حماس في السنة الأخيرة بحاجة لخدمات منظمات أخرى كي تحاول تنفيذ عمليات بنفسها من خلال التوجيه والتمويل والإرشاد لنشطاء في الضفة أو في شرقي القدس.


ثمة أمر واحد مؤكد: زعيم حماس في غزة يحيى السنوار وقائد القوة العسكرية محمد ضيف، يفترض أن يتذكرا جيداً بأن عملية قاسية في الضفة أو في إسرائيل ستنتهي في الغالب بجولة تصعيد أخرى في قطاع غزة.