هل انتهى الحلم الرياضي المغربي بفضيحة التذاكر؟

السبت 17 ديسمبر 2022 12:23 م / بتوقيت القدس +2GMT
هل انتهى الحلم الرياضي المغربي بفضيحة التذاكر؟



كتب أمين بوشعيب:

هل بانهزام المنتخب الوطني المغربي أمام بطل العالم “فرنسا”، في اللقاء الذي جرت أطواره، يوم الأربعاء الماضي، برسم نصف نهائي كأس العالم قطر 2022، انتهى الحلم؟
عندما صرح وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي وقال عقب التأهل التاريخي للمنتخب المغربي، إلى نصف النهائي على حساب البرتغال: “أعتقد أنني أجبت على سؤال حول إمكانية تتويجنا باللقب العالمي وقلت وقتها عندما كانت امامنا ثلاث او أربع مباريات لبلوغ النهائي، لم لا. الحلم مجانيّ، من بإمكانه أن يمنعنا من الحلم!
عندما قال هذا وسمعناه بشغاف قلوبنا، أيقظ فينا ملكة ماتت بدواخلنا، إنها ملكة الحلم، لأننا لم نعد نحلم، لا في المنام ولا في اليقظة، وصرنا نستيقظ كل صباح على كابوس مخيف اسمه الواقع المعيش.
منذ البداية أبلى المنتخب المغربي بلاء حسنا في مشاركته السادسة في نهائيات كأس العالم، وبات أول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى المربع الذهبي عن جدارة واستحقاق، وعلى حساب منتخبات من العيار الثقيل، بدأها بتعادل مع كرواتيا ثم بفوز على منتخب بلجيكا، 2 لصفر، ثم كندا 2 لِ1، وثم بعد ذلك هزم إسبانيا في دور الموالي، وبعد ذلك دحر المنتخب البرتغالي 1 لصفر، ليدخل إلى المربع الذهبي بشموخ كبير.

نعم لقد أعلن وليد الركراكي، أن المنتخب المغربي لن يذهب الى قطر لخوض ثلاث مباريات فقط، ثم العودة إلى المغرب، لقد ولّى زمن أن هناك منتخبات صغيرة وأخرى كبيرة، لأن المنتخبات التي يسمونها صغيرة بإمكانها الإيمان بقدرتها على تحقيق الحلم والصعب، وتثق فيما ترغب في تحقيقه، لتصبح مُهابة الجانب تحسب لها المنتخبات الكبيرة ألف حساب، وهي رسالة كبيرة استطاع المنتخب المغربي أن يوصلها الى العالم.
يقول الركراكي وحُقّ له أن يقول: “إنه إنجاز كبير لقد دخلنا التاريخ. وضعنا إفريقيا بين أفضل أربعة منتخبات في العالم. إنه فخر كبير بالنسبة لي وبالنسبة للاعبين الرائعين الذين يستحقون أن نتكلم عنهم”.
ورغم الخسارة أمام فرنسا فقد قدّم المنتخب المغربي المباراة بشرف، وقاتل بضراوة، وكسب تعاطف ملايين البشر من مختلف الأجناس والأديان. لم يخسر بسبب اللعب والتنافس الشريف، بل خسر بسبب ظلم تحكيمي واضح ومكشوف، يقف وراءه دولة استعمارية، لم تنس أن المغرب كان من مستعمراتها القديمة، دولة صليبية حاقدة مهووسة بالكيد للمغرب، ولجميع الدول العربية والإسلامية.
والحقيقة أن لاعبي المنتخب جعلوا المغاربة والعرب يعيشون حلما من أجمل الأحلام، بالإنجاز المشرف الذي حققوه منذ بداية مباريات كأس العالم بقطر. أداء وصفه فاعلون ومحللون رياضيون بالمتميز، حيث منحوا للمغاربة والعالم فرجة رائعة، وقدموا في الوقت نفسه دروسا في ميدان القيم التقطتها عدسات وسائل الإعلام، قدموا دروسا بليغة في الاعتزاز بالهوية، والأخلاق العالية، خصوصا تلك التي ترسّخ  قيم الشكر، وقيمة الأسرة والوالدين، وقيم التضامن مع قضية المسلمين الأولى فلسطين الحبيبة التي تسكن قلب ووجدان كل عربي ومسلم، فأظهروا بذلك أننا أمة واحدة رغم الحدود المفروضة والمصطنعة بين شعوبها. الشيء الذي أغاظ قوى الاستكبار العالمي فقرروا إنهاء الحلم.
والآن هل انتهى الحلم؟ لا الحلم بدأ، ولا ولم ولن ينتهيَ أبدا، ومن حقنا أن نحلم كباقي الشعوب:
من حقنا أن نحلم بوطن جميل، على أساس احترام الشعوب والتوزيع العادل للثروة؛ والعيش الكريم، لجميع المواطنين، وعلى أساس تغييرعقليات المسؤولين، وتغيير طريقة تعاملهم مع قضايا المغاربة سواء أكانت سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية.
ومن حقنا أن نحلم بالتحرر والانعتاق من الاستبداد والانطلاق نحو القمة.
ومن حقنا أن نحلم بنهضة مجتمعية وحضارية شاملة، ليس في المجال الكروي فحسب وإنما في جميع الميادين. ومن حقنا أن نحلم باستعادة أمجادنا الغابرة، حينما كنا حاملين للأنوار التي كانت تُترجم إلى سكان المعمورة باللغة العربية، حيث كان العلماء في الطب والكيمياء والرياضيات … يكتبون وينطقون لغة الضاد.
من حقنا أن نحلم بحكومة تكرّس اهتمامها وبرامجها، لتحقيق مصالح الشعب ومطالبه، فإذا ما وقعت في حبائل الفساد أو تستّرت على المفسدين، يكون مصيرها السجن، في دولة يسود فيها حكم القانون والمؤسسات، وتسير المعاملات بانتظام وسهولة، وتؤخذ القرارات وفق معايير واضحة، بعيداً عن المحاباة واستغلال المناصب والسلطة.
أليس من حقنا أن نحلم ببناء مغرب جديد بقيمنا التي أبهرت العالم؟ بلى.
فلاش: لقد كانت مشاركة المغرب في جميع المباريات التي خاضها في كأس العالم بقطر مشرفة ورائعة، حيث قدّم منتخبه أداء وصفه الفاعلون والمحللون الرياضيون بالمتميز، ومنح المغاربة والعالم فرجة، وقدم في الوقت نفسه دروسا التقطتها عدسات وسائل الإعلام، جعلت المغاربة والعرب يرفعون رؤوسهم عاليا افتخارا بهؤلاء الشباب النموذجي، لكن بعض أعضاء الجامعة الملكية المغربية، أبوْا إلا ينغّصوا علينا هذه الفرحة، بارتكابهم فضيحة من العيار الثقيل، بخصوص تذاكر مباراة المنتخب المغربي التي وزعت عليهم بالمجان وحرموا منها المواطنين. حيث قاموا بإعادة بيعها في السوق السوداء مقابل 600 دولار إلى 900 للتذكرة، وبانكشاف هذه الفضيحة، قامت السلطات القطرية، بإلغاء الرحلات الجوية التي كان من المفترض أن تُقل الجماهير المغربية إلى قطر لتشجيع المنتخب المغربي، وهناك من المحبين لهذا الوطن، من يذهب إلى أبعد من ذلك باتهام هؤلاء الذين تسببوا في إلغاء هذه الرحلات الجوية الخاصة بالجمهور المغربي الذي كان ذاهبا لمؤازرة المنتخب المغربي، بأنهم جزء من الخطة الفرنسية الخبيثة، لتحقيق فوز مغشوش، لأن فرنسا كانت تتخوف من الجماهير الرائعة التي كانت سندا قويا لأسود الأطلس. ولمَ لا يقول أحد المحبين: “فهؤلاء المفسدون من أعضاء الجامعة تمّ اختيارهم من بين ما يسمّى “وليدات  فرنسا” الذين يحنّون لعهد الاستعمار الفرنسي، ويعملون لحسابه وينفدون خططه، فجينات الخيانة تجري في العروق مجرى الدم، الله ياخذ فيهم الحقّ”
يجب ألا تمرّ هذه الفضيحة مرور الكرام، ولا بدّ من محاسبة هؤلاء المفسدين، وإلا اعتبرنا من يتستّر عليهم سواء داخل الجامعة الملكية أو في حكومة أخنوش مشاركين لهم في الفضيحة، ونطالب أعلى سلطة في البلاد التدخل الفوري لمحاسبة هؤلاء، من أجل القطع التام، مع المحاباة واستغلال المناصب بجامعة لقجع.
كاتب مغربي/ إيطاليا