أكدت والدة أحد المعتقلين من مدينة حيفا بالداخل المحتل في هبة الكرامة إبان معركة "سيف القدس"، أن شرطة الاحتلال ألبغت ابنها بأنني توفيت، وابتزوه وطلبوا منه التوقيع على اعترافات غير صحيحة، مقابل السماح له بحضور مراسم الجنازة والعزاء.
وكانت شهدت مدن الداخل المحتل في مايو 2021 هبة جماهيرية وتظاهرات حاشدة ومواجهات مع شرطة وجيش الاحتلال هي الأولى من نوعها منذ عشرات السنوات بالتزامن مع المعركة التي خاضتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة للدفاع عن القدس وحي الشيخ جراح.
وقالت والدة أحد المعتقلين من مدينة حيفا، إنه "جرى إبلاغ ابني بأنني توفيت، وحاولوا ابتزازه وطلبوا منه التوقيع على اعترافات غير صحيحة، مقابل السماح له بحضور مراسم الجنازة والعزاء".".
جاء ذلك مساء أمس خلال مشاركة عدد من عائلات معتقلي هبة الكرامة في اجتماع بمركز "بلدنا" في حيفا، وذلك بمبادرة من الناشطة سيرين جبارين من حيفا، بهدف طرح أفكار لمساندة المعتقلين وأهاليهم، بمشاركة صحافيين وحقوقيين ونشطاء سياسيين.
وتخلل الاجتماع نقاش في ثلاثة محاور أساسية من بينها الضغط الشعبي والإعلامي والحشد والمساندة، الدعم المادي، والقضية القانونية والمحاكم.
وبدوره قال الأسير المحرر، جميل صفوري، من شفاعمرو بالداخل المحتل:" إنه يجب على الأهالي الاعتماد في المقام الأول على أنفسهم قبل الاعتماد على الغير، بغية تحريك الرأي العام ووضع القضية تحت الأضواء، فقضية المعتقلين هي وطنية بامتياز وتتجلى في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وهي بذلك ليست قضية جنائية".
وأضاف صفوري:" أن القاضي "الإسرائيلي" الذي لا يرى مطالب شعبية وحضوراً جماهيرياً في المحكمة للدفاع عن المعتقل، لن يتوانى عن إصدار أحكام جائرة وقاسية بحقه، وهذا علمته من خلال تجربتي الشخصية التي امتدت لثمانية أعوام، وأخيرا أنصحكم بألا تحولوا القضية من أمنية إلى جنائية، لما يمثله ذلك من خطر وعواقب لا تحمد عقباها".
ومن ناحيته، قال الأسير المحرر، أمير مخول، من بلدة البقيعة في الجليل المحتل:" أن ما نشهده هو حرب مفتوحة تقوم بها ميلشيات مسلحة من جماعة "بن غفير"، وخصوصًا عضو الكنيست الإسرائيلي أيوب كوهين في كل من (اللد والنقب وبئر السبع وبات يام) بالداخل المحتل، والهدف هو بث الرعب في قلوب الفلسطينيين، وهذا ما تريده الدولة التي تحبذ وجود هؤلاء المسلحين إلى جانب قوات الشرطة لترهيبنا مع أن ما نقوم به هو دفاعا عن كرامتنا ووجودنا كشعب فلسطيني".
وتابع مخول:" أن الشبان الذين اعتقلوا قد قاموا بواجبهم في الدفاع عن أرضهم وكرامتهم في مواجهة المعتدين، ولم يباشروا هم بالاعتداء ونتيجة بذلك دفعوا ثمنا باهظا، ويجب على عوائل المعتقلين أن تلعب دورها، لأن الضحية التي تطالب بحقوقها، لا يمكن لأحد أن يطالب بحقوقها نيابة عنها، وأؤكد على ضرورة مساندة العائلات انطلاقا من المسؤولية الأخلاقية التي يجب أن نكون ضالعين فيها جميعا".
وقالت حنين ترك والدة المعتقل آدم اسكافي من حيفا :"هناك تواطؤ من بعض المحامين مع جهاز الأمن العام الصهيوني (الشاباك) الذي عقد معهم صفقات على حساب الأسرى الذين وجدوا أنفسهم ضحايا نتيجة عدم معرفتنا بالقانون؛ حسب ما قالت.
وأضافت ترك:"كما أخبروه أنهم سيعتنون بشقيقه الصغير الذي حكم عليه بالسجن لمدة 12 عاما، وعندما حضرت المحاكمة مع ابني بعد فياب 4 شهور، لاحظت آثار تعذيب واضحة نتيجة تكبيله بطريقة وحشية، وحتى أنه خسر نحو 12 كغم من وزنه وكان بحالة يرثى لها نتيجة انعدام العناية به".
واختتم الاجتماع بتشكيل لجنة مكونة من أهالي معتقلي هبة الكرامة وأخريين قانونية وإعلامية، بهدف العمل عن كثب في ملف معتقلي "هبة الكرامة".
جدير ذكره أن شرطة الاحتلال الصهيوني وما يسمى بـجهاز الأمن العام (الشاباك) قد نفذا حملة اعتقالات ضد مئات الشبان من العرب بالداخل المحتل على خلفية الاحتجاجات ضد العدوان على غزة واقتحام المسجد الأقصى ومحاولات تهجير سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، واعتداءات المستوطنين على مواطنين عرب في البلاد، في شهر أيار/ مايو 2021.