خبر : عرض فيلم 'الأرض بتتكلم عربي' في بلجيكا: محاولة يتيمة لكسر مقدسات الأساطير المؤسسة لاسرائيل في الغرب

الجمعة 06 نوفمبر 2009 02:02 ص / بتوقيت القدس +2GMT
عرض فيلم 'الأرض بتتكلم عربي' في بلجيكا: محاولة يتيمة لكسر مقدسات الأساطير المؤسسة لاسرائيل في الغرب



  بروكسل من احمد صالح سلوم عرض المركز الثقافي العربي لمنطقة لياج الفيلم الوثائقي التاريخي ’الارض بتتكلم عربي ’ في الصالة الخاصة بفعالياته يوم 30/ 10/2009 وهو الذي يصادف اليوم التضامني الدولي مع الشعب الفلسطيني .وجاء عرضه بعد الطلب الذي جاء متكررا وكثيفا لاعادة عرضه في لياج حيث غصت الصالة بالحضور الذي تابع الفيلم والرواية الفلسطينية التي تبين ان الأرشيف المفرج عنه في بريطانيا واوروبا يؤكد تفاصيل ما رددته الشخصيات الفلسطينية التي روت مأساتها دون زيف وتضليل فمن بين الشهادات التي قدمها العديد من الفلاحين الفلسطينيين بلغتهم المحكية البسيطة كان الاستاذ الفلسطيني الجامعي في جامعات بريطانيا يطل مع تحليله التاريخي ويرافق كل منهما وثائق ورقية رسمية انكليزية او فلسطينية او شرائط فيديو من تلك المرحلة التاريخية رغم ندرتها وهذا ما يسجل للمخرجة والمؤرخة التاريخية التي تدرس في فرنسا وعاونتها بتوفير الوثيقة التاريخية.الفيلم يوفر لمتابعه بالانكليزية او الفرنسية مادة ارشيفية نادرة وموثقة بهذا الشكل المترابط تدحض الأساطير المؤسسة للكيان الصهيوني وتكشف انه مشروع مقاولات استعماري لا اكثر ولا اقل كما طرحه قادة المشروع منذ ولد كفكرة. فمراسلات هرتزل كانت تحوي تفاصيل كما نتابعه في اي مناقصة لبناء مقاولة تستجيب للمصالح الاستعمارية في المنطقة على ان يكون لحم المدافع من اليهود الذي ينبغي ان تتوفر كل السبل الصهيونة والنازية والفاشية والانكليزية والامريكية والعربية الرسمية لتأمينها بكل اساليب التضليل والابتزاز الارهابي الاستعماري الرسمي وقد تكلل كل هذا بوعد بلفور المعروف. مادة الفيلم بموسيقاها التصويرية جعلته اقرب الى فيلم روائي تاريخي منه الى الوثيقة او نماذج الافلام الوثائقية،فالشخصيات الفلسطينية التي كانت تملك بعض الفنادق في القدس التي قامت عصابات الارهاب الصهيوني كشامير احد قادة الكيان الصهيوني بتفجيرها روت حكايتها وكأنها امام مقطع تمثيلي لجريمة ارهابية في فيلم روائي فقد كان يظهر من الفيلم اشرطة الافلام التسجيلية الحقيقية لكل ما كانت تقوله هذه الشخصيات التي كانت ابطال هذا الفيلم التاريخي فالفلاحون الذين كانوا يقصون ما جرى لهم وماكان يختمر في كلمات من حولهم من يهود عرب عن المشروع الصهيوني لم تكن فيها اي مبالغة مما جعل المخرجة تتوفر على مادة توثيقية بجودة عالية من حسن اختياراتها .الفيلم يبدو انه محاولة يتيمة لتفجير الأسئلة امام المتابع الغربي لسيل التضليل والأكاذيب التي تشتهر بها امبراطوريات الاعلام الصهيونية والغربية التي يملكها البيزنس المستفيد الأول من اقامة الكيان الارهابي الصهيوني ..مادة وثائقية وجهد فردي غير مدعوم من أي جهة حكومية او غير حكومية مجرد افراد تقدموا بتطوعهم للمخرجة للمساعدة بتقديم شهاداتهم وجهد افراد معينين لتجميع المادة التاريخية وقد وفقت المخرجة في ربط هذه الاجزاء التي تبدو مفككة بعد ان استعانت بالاستاذ الجامعي الفلسطيني الذي يدرس في الجامعات البريطانية.اسئلة كثيرة يمكن اثارتها عن اين ذهبت اموال عربية طائلة في غياب أي جهد توثيقي او روائي عن قضية مصيرية يتحدد من خلالها مصير العرب اجمعين ومستقبلهم الوجودي وفلسطين مجرد تفصيل وحاملة طائرات للاستعمار اذا ما تابعنا ان الأكاذيب والتنميطات التشويهية للصورة العربية والمسلمة تمول من جميع اساطين البيزنس بكل اريحية.واذا فهمنا ان البيزنس العربي ريعي ونفطي وغير انتاجي وانه مجرد تابع ذليل لأسياده في الغرب الاستعماري فأين جهد الحكومات التي تعتبر نفسها ممثلة لعشرة او خمسة بالمئة من ابناء الشعوب العربية.فأغلب الاعمال التي تؤرق سادة الارهاب الاعلامي الصهيوني والغربي تأتي من اعمال فردية وجهد وتمويل شخصي وليس مؤسساتي ولا تنجح الا بوجود اشخاص معينيين فيها والا انها تنهار بعد أي طارئ يلم بهم..عرض الفيلم في المركز الثقافي العربي لمنطقة لياج جاء بعد عرضه مباشرة في مهرجان افلام الحرية ببروكسل ليبدأ انتشارا ملحوظا تدعمه بعض المراكز الثقافية لاستمرار عرضه او المهرجانات التي تملك بعض الاستقلالية لبعض افراد ادارتها عن النفوذ الارهابي الهوليودي الصهيوني.فالعرب وقضاياهم كائنات دونية ومحتقرة في ماكينة اعلام تشتغل يوميا وكل ساعة وكل لحظة على توفير سيطرة البيزنس الفوق قوميات على حركات وهمزات ولمزات الرأي العام الغربي وبعض الشخصيات الحكومية التي تمثله. تبدو بعض المشاهد في الفيلم باسقاطات واقعية اليوم مع اختلاف في الشكل بين السيد الأساسي والوكيل فقد اعرب الكثير ممن شهدوا اغتصاب الارض الفلسطينية عام 1948 عن ان سياسة مبرمجة كان ينتهجها المحتل الانكليزي في تجريد الشعب الفلسطيني من سلاح الدفاع عن النفس للتمهيد لمحرقة الانكليز والصهاينة في 48 بحق الشعب الفلسطيني وان عقوبة من يملكه ولو كانت سكينة مطبخ حادة كان الاعدام فيبدو اليوم كيف تحاصر غزة والضفة المحتلة وكيف يمنع عنها حتى المواد الاساسية لتبدو فظاعة المحتل ووكلائه العرب والفلسطينيين وفرقاطات البيزنس الاستعماري وكيف تزداد شراسة وهمجية المحتل اذا لم يجد أي مقاومة وفي غياب أي الية عقابية لهذه الجرائم ضد الانسانية التي يقترفها المحتل ورعاته من البيزنس والحكومات الغربية والعملاء في المنطقة العربية والفلسطينية رغم توفر الاف الوثائق التي تؤرشف لها. فهل غياب مكانتها السينمائية والثقافية والاعلامية سببا لغياب الية العقاب للمحتل وسادته وخدمهم من العرب الرسميين.