خبر : تشكيليون فلسطينيون في غاليري بنك القاهرة عمان: خارطة تشكيلية تتراوح ما بين الواقعية والتجريدية ..

الجمعة 06 نوفمبر 2009 01:59 ص / بتوقيت القدس +2GMT
تشكيليون فلسطينيون في غاليري بنك القاهرة عمان: خارطة تشكيلية تتراوح ما بين الواقعية والتجريدية ..



  عمان- ’القدس العربي’:سميرة عوضيجسد سبعة فنانين فلسطينيين همهم الوطني عبر مرجعيات فكرية مختلفة تتراوح في رمزيتها وبحثها بين الواقعية والتجريدية، وذلك في معرض ’تشكيليون فلسطينيون’ المقام حاليا في غاليري بنك القاهرة عمان في العاصمة عمان، ضمن احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية ويتواصل حتى 12 كانون الأول (ديسمبر) المقبل ويضم 49 لوحة تعبر عن الواقع الفلسطيني، وركزت على القدس بما تحمله من قيم تاريخية وروحية بجوامعها وكنائسها ومعمارها وبيوت أهلها والتهجير القسري الذي يتعرض له المقدسيون بخاصة وجدار العزل العنصري الذي حول الضفة الغربية.يشارك في هذا المعرض الذي افتتحه العين طاهر المصري الفنانون سليمان منصور، نبيل عناني، طالب الدويك، خالد حوراني، رنا بشارة، خليل ريان، واحمد كنعان، وهم يمتلون الطيف التشكيلي الفلسطيني من مختلف مناطق فلسطين والضفة الغربية. ويأتي المعرض في إطار سياسة غاليري بنك القاهرة عمان في تقديم المشهد التشكيلي العربي إلى جانب التجارب الأردنية، لتكون نافذة التواصل مع الفنون التشكيلية العربية ونقل هذا المشهد للجمهور الأردني.مسؤول الفنون في بنك القاهرة عمان الفنان محمد الجالوس يقول: ’يسعدنا في غاليري بنك القاهرة عمان، ونحن نعيش أيام القدس بمناسبة إعلانها عاصمة للثقافة العربية، أن نستضيف كوكبة من فناني فلسطين، نستعير هواءهم ولونهم وشجنهم ليحل ضيفا عزيزا على جدراننا وفي قلوبنا، وهم الصامدون هناك في وطنهم، والقابضون على جمر الإبداع، رغم ظروفهم الصعبة وحصارهم الذي طال.إنهم سبعة فنانين، يمثلون إلى حد كبير، خارطة التشكيل الفلسطيني، ويتناولون تجاربهم في الرسم، عبر مرجعيات مختلفة، كلها تحمل همهم الوطني، وتتراوح في رمزيتها وبحثها ما بين الواقعية والتجريدية، وهم هنا جاؤوا من وطن محتل، ليسلموا علينا وليمنحونا فرصة أن نقاسمهم همهم وهم التوأم لشعبنا الأردني، الشعب الذي قاسمهم الخبز والملح وقيمة القدس المعلقة على الصدور، فالقدس بما تحمله من قيمة تاريخية وروحية، بجوامعها وكنائسها، وأهلها الذين يحاول المحتل طمس هويتهم، هي ذات القدس، التي عبر عنها ومنها فنانونا الضيوف، في تجاربهم الفنية العديدة وعبر مراسيلهم للعالم في أكثر من قاعة ومتحف.ويقدم المعرض صورة بانورامية للمشهد التشكيلي الفلسطيني فمن واقعية سليمان منصور وتلك الأبعاد الرمزية التي تحتشد بها لوحته، وهو الفنان الذي نعرفه منذ لوحة ’جمل المحامل’ حتى الآن، إلى خليل ريان، وبحثه التراثي ودلالات ألوانه وشجنه الذي يطفو على السطح، ثم لوحة خالد حوراني، وهو يذهب بعيدا في بحثه المعاصر محملا لوحته طاقة تشكيلية تحسب له منذ أن تقدم في المشهد التشكيلي الفلسطيني، إلى لوحة نبيل عناني وجهوده الكبيرة في تقديم التشكيل الفلسطيني إلى العام عبر رحلة استمرت إلى الآن والعقود الطويلة، ثم تأتي تجربة طالب دويك، وهو المهموم بالقدس، يحملها إلى العالم عبر معارضة كان آخرها في عمان لذات المناسبة، ففي لوحة طالب دويك أكثر من مجرد عناصر ذات دلالات مقدسية، هناك بوح وعشق لمعمار القدس وبيوت أهلها، على أن احمد كنعان النحات، هو ذاته كنعان الذي حمل إلينا لوحاته وهي تعبر عن فكرة التهجير القسري والتي طالما حملها سواء في الفعاليات الفنية، التي يشارك بها دائما في القدس أو ضد الجدار العازل، ولأحمد كنعان العديد من النصب التذكارية والأعمال النحتية في الفضاءات العامة والساحات. ثم تأتي الفنانة رنا بشارة، وهي ابنة الجليل، ومن ترشيحا بالتحديد، حاملة هم الأهل هناك وهي الأكثر انغماسا بالتجارب المفاهيمية المعاصرة وأعمال التركيب، هي ذاتها الرسامة التي كشفت في أعمالها التي ستعرض، عن طاقة تجريدية خاصة وبحث معاصر يحسب لها.من جهته قال وزير الخارجية الأردني الأسبق د.كامل أبو جابر إن الأعمال تبرهن على ارتباط المفكر والفنان الفلسطيني بأرضه وتراثه ولمست ملامح القدس بكل لوحة كما تدل على نقاء في التفكير والرؤية تجاه تطورات قضية فلسطين التي هي من أسوأ الظروف منذ 1948.ويرى أبو جابر أن المعارض الفلسطينية ’تساعد على إيقاظ الضمير العربي الذي يحتاج لصحوة في حين تمعن سلطات الاحتلال في اضطهاد الشعب الفلسطيني والوطن العربي يكتفي بالفرجة’.من جهتها، قالت التشكيلية رنا بشارة إن اهتمامها ينصب على القدس، مشيرة إلى أنها شخصيا تعايش معاناة ومأساة عائلات الغاوي وحنون التي طردت من بيوتها وتعيش الآن في الشوارع ووصفت أوضاعها بأنها عار علينا جميعا.ووجهت بشارة وهي رئيسة دائرة الفنون الجميلة بجامعة القدس في أبو ديس صرخة بألوانها وريشتها باسم المقدسيين بحي الشيخ جراح وسلوان والبستان والقرى المهجرة لإنقاذ القدس وما تبقى مما أسمته الهيكل العظمي لفلسطين التاريخية، فيما يذهب الفنان سليمان منصور إلى أن لوحاته تدور حول الحواجز الإسرائيلية البالغ عددها 600 حاجز تقطع الضفة الغربية إلى أشلاء وتعذب المواطنين على مدار الساعة ’وقد استعملت قطعة من الجدار العازل رمزا للاحتلال بأسلوب واقعي رمزي لأعبر عن السجون المتنوعة التي يخلقها المحتل كعقاب جماعي للفلسطينيين’.أما التشكيلي طالب الدويك فسجل حضورا للقدس بألوانها الذهبية وكنائسها، والجدار العازل بتقنيات مختلفة وصمود المقدسيين وأظهرت لوحاته الإنسان الفلسطيني صلبا قويا واثقا بنفسه رغم المعاناة.وبين أحمد كنعان وهو من قرية طمرة بالجليل الغربي داخل الخط الأخضر إن أعماله مرتبطة بالواقع الفلسطيني المعاش المستمر كقضية اللاجئين والقدس.أما الفنان نبيل عناني فقال إنه يسعى لتوظيف الفنون الإسلامية والخط العربي لخدمة قضية شعبه. وقال د.صبحي غوشه رئيس لجنة يوم القدس في الأردن إن ’المعرض يؤكد دور الفنان الفلسطيني في خدمة قضيته ويكشف أن الفلسطينيين لا يحبون سفك الدماء كما صورتهم الدعاية الصهيونية’.فيما يشير الناقد التشكيلي محمد الجالوس إنه لمس واقعية الفنان سليمان منصور والأبعاد التي تحتشد بها لوحاته، في حين تعج أعمال خليل ريان بشجنه. واختتم الجالوس حديثه بالقول: ’نرحب في غاليري بنك القاهرة عمان بهذه التجارب الفلسطينية، وكما وعدنا ستظل هذه النافذة مشرعة لخدمة الفنون البصرية في مداراتها الأردنية والعربية والعالمية وكما ارادتها ادارة البنك، سيكون الغاليري دائما، المكان المحتضن للطاقات والمواهب وسيوجه كل الدعم لها. ويذكر أن غاليري بنك القاهرة عمان اختارته إدارة البنك لأداء هذا الدور الثقافي وإلقاء الضوء على المشهد الجمالي والتشكيلي الأردني والعربي إيمانا من البنك بأهمية الدور الذي يجب أن تلعبه المؤسسة الاقتصادية والبنوك تحديدا في إثراء العمل الثقافي والاجتماعي.