مُثقّفون وسياسيّون مِصريّون: “المونديال القطري” أثبت أن أمّتكم أمّة واحدة

الخميس 08 ديسمبر 2022 04:15 م / بتوقيت القدس +2GMT
مُثقّفون وسياسيّون مِصريّون: “المونديال القطري” أثبت أن أمّتكم أمّة واحدة



القاهرة/ وكالات/

قال مثقفون وسياسيون مصريون إن المونديال القطري أثبت بلا يدع مجالا للشك أن الحق الفلسطيني باق ولن يزول مهما فعلت آلة الحرب الإسرائيلية التي تسعى – بلا كلل – لمحو الحقائق وتزييف التاريخ.
وأضافوا أن قضية فلسطين أصبحت في الضمير العالمي وإن رغمت أنوف.
الكاتب والسياسي المصري د. وحيد عبد المجيد يقول إنه من الصعب وضعُ حدٍ لتسييس الألعاب الرياضية،ومن الطبيعى أن يزداد هذا التسييس فى كرة القدم، لأنها الأكثر شعبية.
وأضاف أن المونديال الحالى يحفل بمظاهر تسييس متنوعة، مشيرا إلى أنه وكما هو الحال فى السياسة، وفى الحياة عمومًا، نجدُ من يُدعِّمون قضايا عادلة، ومن يناصرون قضايا لا تُعد كذلك. ولكن على غير ما يحدث عادةً، تحظى أحد أكثر القضايا عدالةً بالمساحة الأكبر فى هذا المونديال.

وذكر عبد المجيد بعنوان وكالة الأنباء الفرنسية “العلم الفلسطينى طاغ فى مونديال قطر، والمُشجًعون الإسرائيليون يتفادون لفت الانتباه” الذى بثته فى 28 نوفمبر الماضى.
وقال إن هذا التقرير أظهر مدى الدعم الذى تلقاه قضية فلسطين فى أوساط الشعوب العربية، وقطاعاتٍ يُعتدُ بها من شعوبٍ أخرى فى العالم، مشيرا إلى أن مراسلها رأى العلم الفلسطينى مرفوعًا فى كل مكان، بينما الإسرائيليون الموجودون يتجنبون إظهار هوياتهم، ولا يحملون بالتالى علمهم.
وقال إن التقرير نقل عن أحدهم قوله:  إنه يحضر المونديال للمرة الرابعة، ولكنها الأولى التى يضطرُ فيها لعدم حمل علم إسرائيل.
وقال عبد المجيد إن الأيام التالية بعد بث ذلك التقرير حفلت بما ُيضيفُ إلى ما ورد به، فقد رفض المُشجعون العرب التحدث لمراسلى وسائل إعلام إسرائيلية تغطى المونديال. وتناقلت وسائلُ التواصل الاجتماعى فيديوهات عدة يظهرُ فيها مُشجًعون عرب رافضون الكلام مع مراسل إسرائيلى أو آخر. ويقول أحدهم له، فى واحدٍ منها، إنها فلسطين وليست إسرائيل. وعبر أحد هؤلاء المراسلين عن مرارته لنفور المشجعين منه فى مداخلةٍ مع إحدى محطات التليفزيون الإسرائيلية، ولقى الفيديو الخاص بها مشاهدةً واسعة.
وقال إنه بخلاف هذه اللقطات التى شاهدها، عبر وسائل التواصل, مُتابعو المونديال عن بُعد, وأخرى لم يتمكنوا من مشاهدتها، رأى كثير منهم حضور فلسطين فى احتفالات منتخباتٍ عربية ومشجعيها فور انتهاء مبارياتٍ فازت بها. وكان أكبرُها فى الاحتفال بتأهل منتخب المغرب إلى ثمن النهائى عقب فوزه على منتخب كندا فى دور المجموعات.
وخلص عبد المجيد إلى أن هذا التأييد الواسع لقضية فلسطين يُدعًمُ الثقة فى أنها باقيةُ أياً تكن المواقفُ الرسمية هنا أو هناك، وأن الجرائم التى تُرتكب ضد الفلسطينيين على أرضهم لن تمنع انتصار الحق مهما يطل الزمن.
 حملة علاقات عامة
الكاتب والأديب المصري محمد سلماوي يقول إنه  بالتزامن مع الاتفاقيات التى وقعتها إسرائيل أخيرا مع بعض الدول العربية بدأت الدولة اليهودية حملة علاقات عامة واسعة النطاق على وسائل التواصل الاجتماعى للتقارب مع الشعوب العربية مستخدمة بعض مواطنيها الذين يقولون فى أحاديث مذاعة على الإنترنت والفيسبوك وغيرهما، إنهم أتوا من الدول العربية، وأنهم يتذكرون أيامهم فى تلك الدول بحنين وشوق، حيث كانت تربطهم علاقات حميمية مع المواطنين العرب، فقد شاهدت مثل هذه اللقاءات لأناس يقولون إنهم كانوا يعيشون فى مصر وآخرين يقولون إنهم جاءوا من العراق أو سوريا أو اليمن، وأجمعوا كلهم على أنهم يشعرون بحنين كبير لتلك السنوات الجميلة التى أمضوها فى الدول العربية، وأنهم ما كانوا يتركون تلك الدول لولا أنهم طردوا منها غصبا وصودرت أملاكهم فاضطروا للهجرة إلى إسرائيل.
وأضاف سلماوي أن مثل هذا الحديث الساذج والخاطئ تاريخيا موجه لرجل الشارع العربى غير المتبحر فى الأحداث التاريخية التى مضى على وقوعها الآن عشرات السنين، مشيرا إلى أن من يشاهد هذه الأحاديث الإسرائيلية الموجهة دون أن يكون ملما بملابسات خروج اليهود من الدول العربية فى أواسط القرن الماضى، لابد أن يشعر بالحسرة على هؤلاء اليهود المساكين الذين كانوا يعيشون فى هدوء وسلام داخل الدول العربية التى كانوا يحبونها، والذين أسهموا فى بناء اقتصادها، لكن العرب طردوهم وشردوهم دون ذنب جنوه، إلى أن أوتهم إسرائيل.
وقال إن الأمر يتناقض تماما مع حقائق التاريخ التى تشير إلى أن الكثير من هؤلاء اليهود كانوا يدعمون إسرائيل، وكانوا يرسلون لها التبرعات من أموالهم التى تكسبوها من قوت الشعوب العربية، بالإضافة للأعمال الإرهابية التى قام بها بعضهم ضد الدول العربية التى استضافتهم، مشيرا إلى أن مصر عرفت الكثير منها فى خمسينيات القرن الماضى، ولم تكن عملية “ناڤون” الفاشلة المثال الوحيد على ذلك، وكذلك أعمال التجسس التى كانوا يقومون بها فى الدول العربية لمصلحة الدولة التى قامت على أنقاض المجتمعات الفلسطينية المسالمة، فأقامت المذابح فى دير ياسين واللد والرملة وغيرها.
وقال إنه ليس هناك دولة عربية واحدة لم تزخر بمثل هؤلاء الجواسيس، مثل مصر وسوريا والعراق.
وتابع متسائلا:  فهل نجحت تلك الحملة الإسرائيلية النشطة؟
وأجاب أنه ليس لدى العرب إحساس بالذنب تجاه اليهود بل ما يرونه أمامهم هو المعاملة الوحشية التى تقوم بها إسرائيل ضد الأشقاء الفلسطينيين، مشيرا إلى أن ذلك ظهر واضحا خلال المونديال بقطر والمواجهات، التى يزخر بها الإنترنت بين ممثلى الإعلام الإسرائيلى والمواطنين من مختلف الدول العربية الذين رفضوا التحدث للإعلام الإسرائيلى، وحمل بعضهم علم فلسطين فى مواجهة عدساتهم، فالحائط السد أمام أى اتفاقيات سياسية تعقد بين الدول العربية وإسرائيل سيظل هو الرفض الشعبى الذى فشلت كل محاولات إسرائيل استمالته.
أكبر من كونها بطولة
في السياق نفسه قال المستشار المصري وليد شرابي إن المونديال القطري أكبر من كونه بطولة، مشيرا إلى أن الكوري لم يفرح بفوز اليابان، والألماني لم يسر بفوز بانتصار فرنسا، والبرازيلي لم يسعد بتقدم الأرجنتين.
وأضاف أن شعوب أمتنا العربية كانوا مع المغرب وتونس وقطر والسعودية سروا بانتصاراتهم، وحزنوا لخساراتهم.
وخلص إلى أن تلك المشاعر محت خطوطا من الوهم رسمها سايكس وبيكو عام 1916.