رغم تراجع التوتر بين الاحتلال وحزب الله عقب توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية، لكن المخاوف لا زالت قائمة من اندلاع مواجهة مفاجئة، لا يريدانها، لكن القناعات الإسرائيلية السائدة أن التهديد من الشمال يزداد، حيث يتجهز الحزب لزرع العبوات الناسفة والألغام والأنفاق، أما جيش الاحتلال فكشف عن تجمع القوات الهندسية على السياج، وتزايد تدريباتها استعدادًا، فيما يظهر الجيش استخداما أكثر للروبوتات في الحرب القادمة.
أحد عناصر التخوف الإسرائيلية المعروفة أنه في حال اندلاع هذه المواجهة، فإن الجيش سيضطر للقتال في المناطق الحضرية المحصنة، ومعظمها تحت الأرض، مليئة بالسكان، فيما زاد الحزب استعداداته على الأرض بزيادة نطاق التهديدات الهندسية بشكل كبير، حيث سيفعّل كل ما بوسعه لتحقيق هدفين أرضيين: تعطيل وتيرة تقدم جيش الاحتلال، وإرهاق قواته قدر الإمكان، فضلا عن زيادة كمية الصواريخ في الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
أمير بوخبوط المراسل العسكري لموقع "ويللا"، كشف أن "الجيش الذي يستعد على مدار الساعة لمواجهة ما في الجبهة الشمالية أضاف إليها ناقلات الجنود المدرعة مع سترات واقية لحمايتها من الصواريخ المضادة للدبابات، وجرافات محمية، وبحلول منتصف العام المقبل سيكون لجميع الكتائب النظامية جرافات آلية روبوتية تعمل من تلقاء نفسها، وكل ما يعترض طريقها تتعامل معه بصورة ذاتية"، زاعما أنه "لا يوجد شيء مثله في العالم، حيث لا توجد روبوتات أرضية قوية باستثناء ما بحوزة جيش الاحتلال".
وأضاف في تقرير أن "معدل التقدم في الأراضي اللبنانية سيكون أبطأ مما نتخيل بسبب حجم العقبات الآخذة في الازدياد، لأن الحزب سيفعل كل شيء لإعاقة تقدمنا، حيث تحسّنت قدراته بشكل كبير على التعامل مع المعارك البرية، من خلال التخريب والمتفجرات، وقام بعمل دراماتيكي في السنوات الأخيرة لتغيير ذلك من خلال معدات مصنوعة في إيران، بمعايير عالية الجودة في العالم، ولذلك سنرى بأعيننا عقبات، ومشاكل أرضية كثيرة، خاصة في فصل الشتاء، وسنضطر حينها لعمل جسور تحتاج للتغلب على الطرق الضيقة المحتاجة للتوسيع".
وأكد أن "جيش الاحتلال يتجهز في المواجهة القادمة للتركيز على عوائق الحزب وشحناته وأنفاقه، مستفيدا من حرب غزة 2014، التي خاض فيها معارك تحت الأرض، من خلال زيادة التحكم التكنولوجي عبر الروبوتات الأكثر تعقيدا، لذلك ستتمثل المهمة الأساسية في تفكيك العوائق القائمة، وتحديد مواقع مجمعات القيادة والتحكم، ومواقع إطلاق الصواريخ، والمستودعات العسكرية".
وأشار إلى أن "سلاح الهندسة لديه مهمة أساسية تتمثل بتدمير البنية التحتية للبنان، لأن اليوم الأخير من الحرب هو اليوم الأول في حشد قوة العدو للحرب المقبلة، خاصة بعدما كشفه الجيش في قرى جنوب لبنان منذ 2010 عن تجمعات قتالية تحت الأرض وفوقها في قرية الخيام، حيث تم حفر المباني، وبعضها تحت الأرض، لذلك ستكون لدينا معلومات قبل الحرب حول المواقع المستهدفة، وسيتم تحميلها وإدخالها في الأنظمة النارية".
وكشف أن "المناورات الإسرائيلية الأخيرة في قبرص جاءت بغرض التعامل مع واقع ميداني عالي المستوى، حيث الذهاب لمؤخرة خطوط العدو، والتحليل الجغرافي أكثر دراماتيكية، ولذلك من يتوقع حربا مع حزب الله مع معركة برية بدون ثمن، فإن هذا لن يحدث، الجميع يفهم ذلك، ربما لدينا تخيلات، لكنها لن تتحقق، مما يجعل الضباط يفكرون في الوقت الذي سيستغرقه الأمر، والثمن الذي سيدفعه الجيش فيما يتعلق بقدرته على الوفاء بالمهمة".
تكشف هذه الاستعدادات الإسرائيلية عن تحضيرات تقوم بها القوات البرية والهندسية لاستهداف مئات الأهداف الجديدة داخل لبنان، الذي يحتوي بالفعل على عشرات آلاف الأهداف، بزعم المساعدة في تقصير وقت الحرب، والعمليات الهجومية، حتى في اختيار السلاح المناسب، والأكثر توفرا للانطلاق على الأهداف، جنبا إلى جنب مع الدقة الاستخباراتية، ورفع مستوى توافرها للقوات، وتنوع الأسلحة الحديثة، والقدرات المتقدمة للتعرض السريع للعدو، والهجوم، وسد الثغرات.
في الوقت ذاته، فإن هذه التحضيرات لا تلغي فرضية أن الجيش يناقش إعداد الجمهور الإسرائيلي للحرب المستقبلية مع حزب الله، من خلال تهيئته للتعرض لوابل صاروخي وهجمات لم يشهدها منذ حرب 1948، مما قد يتسبب بنشر الذعر في صفوفهم، فضلا عن سقوط خسائر بشرية كبيرة في صفوفه.
عربي 21