أصدرت الأردنيات مخرجة فيلم "فرحة"، دارين سلّام، ومنتجتاه ديمة عازر وآية جردانه، مساء الجمعة، بيانًا رددن فيه على "الهجوم العنيف" من مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، ووسائل إعلامية، على الفلم الذي يحكي قصة فتاة فلسطينية شاهدة على النكبة.
وجاء في بيان سلّام وعازر وجردانه الذي نشر على الصفحة الرسمية لفيلم "فرحة" على "إنسغرام"، أنه "خلال الـ48 ساعة الماضية، تعرض فيلمنا فرحة لهجوم عنيف من قبل مسؤولي الحكومة الإسرائيلية ووسائل الإعلام الإسرائيلية وكذلك من قبل أفراد إسرائيليين على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات".
ودانت المخرجة والمنتجتان "كل الاتهامات لتشويه سمعة فرحة، والحملة المنظمة ضده على موقع IMDb لخفض تقييمه بشكل كبير، ومحاولات وقف عرض الفيلم في مسرح سرايا يافا، والتهديدات بإلغاء اشتراكات منصة نتفليكس في حالة بدء عرض الفيلم عليها".
كما عبرن عن إدانتهن لـ"هجوم رسائل الكراهية والمضايقات والاتهامات والتنمر من قبل إسرائيليين، والتي استهدفت مخرجة الفيلم على منصات التواصل الاجتماعي وعلى وسائل التواصل الأخرى". وأكدن أنهن "لن يتهاون مع أي تهديدات مؤذية ضد أي عضو في فريق فرحة".
ووصفن "هذه المحاولات لإسكاتهن كعربيات وكصانعات أفلام" بأنها "تجريد لإنسانيتهن وضد أي حرية تعبير". وشددن على أن ما يحصل "لن يردعهن عن هدفهن". وقالت السينمائيات الثلاث في البيان: "وجود الفيلم واقع، ووجودنا واقع. سُلبنا الكثير، لكن لن تُسلب أصواتنا".
وشددت المنتجتان، ديمة عازر وآيه جردانه، على دعمهما لقرار المخرجة "سرد هذه القصة الإنسانية والشخصية ومشاركتها مع العالم، وتحقيق هذه الرؤية الإبداعية سينمائياً من دون أي قيود".
وفيلم "فرحة" من إخراج الأردنية يحكي قصة فتاة فلسطينية عمرها 14 عاما، تكون شاهدة على اقتحام العصابات الصهيونية الإرهابية لقريتها وإعدام مدنيين إبان نكبة عام 1948. الفيلم من بطولة كرم طاهر وأشرف برهوم وعلي سليمان وسميرة الأسير.
والفليم مستوحى من أحداث حقيقية لفتاة تحلم بالانتقال من قريتها الفلسطينية إلى المدينة لمواصلة تعليمها، لكنّ تعرض القرية للاجتياح يدفع الأب إلى إخفائها في غرفة صغيرة، وعلى مدى أيام يتغير مسار حياتها.
عرض الفيلم في مهرجان "تورونتو" السينمائي الدولي العام الماضي، واختاره الأردن لتمثيله في المنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، في الدورة المقبلة للجائزة الأشهر عالميًا في مجال السينما.
وكان وزير المالية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قد شن هجوما على الفيلم، وقال في بيان نشره على تويتر، إنه "من الجنون أن تبث نتفليكس فيلما هدفه خلق ذريعة كاذبة والتحريض على كراهية الجنود الإسرائيليين".
وأضاف الوزير المنتهية ولايته: "لن نسمح بتشويه سمعة جنود الجيش الإسرائيلي"، مضيفا: "وجهت القيادة المهنية في وزارة المالية لاتخاذ إجراءات لسحب الميزانية عن مسرح السرايا في يافا (وسط) الذي اختار عرض الفيلم الأردني (فرحة) الليلة".
واعتبر وزير الثقافة الإسرائيلي، حيلي تروبر، أن "تقديم مسرح إسرائيلي منصة لهذه الأكاذيب والتشهير هو وصمة عار"، داعيًا إدارة المسرح "إلى العدول عن قرارها عرض الفيلم". غير أن المسرح عرض الفيلم مساء الأربعاء.