أكد المبعوث الأميركي الخاص للشؤون الفلسطينية، هادي عمرو، الأربعاء، أن واشنطن ملتزمة بمساعيها لإعادة فتح قنصليتها التي تعنى بعلاقات واشنطن مع الجانب الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة، حتى مع استعداد حكومة يمينية متطرفة جديدة لتولي السلطة في إسرائيل.
وقال عمرو إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، لا يزال ملتزما بحل الدولتين "مع تبادل متفق عليه للأراضي"، باعتباره "أفضل سبيل للمضي قدما لكي يحقق الإسرائيليون والفلسطينيون تطلعاتهم". غير أنه لم يقدم أي مؤشر ملموس على إحراز تقدم في إطار السعي الفلسطيني لإقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967.
وأوضح عمرو، في إفادة للصحافيين أجراها عبر الهاتف، أن "ما نركز عليه في المدى القريب هو رفع مستوى معيشة الفلسطينيين وتحسينه بينما نبحث أيضا عن سبل لاستعادة الأفق السياسي والعودة إلى حل الدولتين". وأضاف أن إدارة بايدن لا تزال تهدف إلى إعادة فتح قنصليتها في القدس، التي أغلقها الرئيس السابق، دونالد ترامب، عام 2019.
وقال "نظل ملتزمين بإعادة فتح قنصلية في القدس"، رغم معارضة إسرائيل، دون تقديم جدول زمني؛ علما بأن الإدارة الأميركية السابقة كانت قد أعلنت اعتراف واشنطن بأن مدينة القدس "عاصمة موحدة لإسرائيل"، وأتبعه بإجراءات تستبعد أي سيادة فلسطينية مستقبلية عليها من بينها نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة.
وأضاف عمرو، وهو أول من يشغل منصب المبعوث الخاص للإدارة الأميركية للشؤون الفلسطينية، أنه "نعتقد أن إعادة فتح القنصلية هي أفضل طريقة لتقديم الدعم للشعب الفلسطيني". كما أشار إلى أن الولايات المتحدة ستناقش الجدول الزمني لفتح القنصلية مع الحكومة الإسرائيلية والجانب الفلسطيني.
وذكر أنه "لدينا بالفعل فريق يعمل من مكاتبنا للشؤون الفلسطينية في القدس". وتابع: "سآتي أكثر إلى المنطقة وأعمل مع مكتب الشؤون الفلسطينية في السفارة الأميركية في إسرائيل، مع السفير توماس نايدس".
وأحجم عمرو عن التعليق على حكومة نتنياهو الجديدة، التي من المتوقع أن تضم زعيم اليمين المتطرف، الكاهاني إيتمار بن غفير، في وزارة رئيسية لـ"الأمن القومي"، مع سلطات موسعة على الشرطة في الضفة المحتلة. وقال المسؤول الأميركي إنه "سنواصل التركيز على هدفنا المتمثل في العمل من أجل التقدم نحو إجراءات متساوية للأمن والحرية والعدالة للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".
وعن منصبه الجديد، أوضح عمرو أن "استحداث هذا المنصب غير مسبوق. وهذه الخطوة تتماشى مع التزام إدارة بايدن تجاه الفلسطينيين منذ اليوم الأول. ويهدف المنصب إلى التعامل مع التحديات في العلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وتعزيز مصالحهم ومصالح الشركاء الآخرين في المنطقة".
وعن تصعيد الاحتلال في الضفة الغربية، والمعطيات التي تشير إلى استشهاد أكثر من 205 فلسطينيين منذ مطلع العام الجاري، قال عمرو: "نحن نتابع عن كثب كل حادثة يتم الإبلاغ عنها، وندرك الخسائر المأساوية في الأرواح التي نشهدها في الضفة. وفي ما يتعلق بالحكومة الإسرائيلية الجديدة، لن أتكهن بتكوينها وكيف ستتصرف. دور الأطراف على الأرض اتخاذ خطوات لوقف التصعيد".
كما أشار عمرو إلى المساعدات المالية الأميركية للفلسطينيين، وأكد أن بلاده لا تزال أكبر مانح لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وقال: "لقد قدمنا 650 مليون دولار للوكالة في الأشهر الـ18 الماضية، وما زلنا ملتزمين بمساعدتها. عندما تولت إدارة بايدن السلطة، جددنا المساعدة الاقتصادية للضفة الغربية وغزة - يذهب معظم الأموال إلى القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية. ونخطط في العام المقبل لتوسيع المساعدة إلى ما يقرب من 280 مليون دولار".
وعن الزيارة التي عقدها في الأسابيع الأخيرة إلى الضفة المحتلة، قال عمرو: "عقدنا أول حوار اقتصادي مع الفلسطينيين منذ ست سنوات. التقينا بممثلين عن السلطة الفلسطينية والقطاع الخاص، وبحثنا العديد من السبل لتعزيز العلاقات الاقتصادية لمساعدة الاقتصاد الفلسطيني على النمو في السنوات المقبلة".