خبر : دراسة لصحيفة معاريف..معلومات جديدة حول محاولة اغتيال "خالد مشعل"والتصفية التي هددت عملية السلام

الإثنين 02 نوفمبر 2009 02:51 م / بتوقيت القدس +2GMT
دراسة لصحيفة معاريف..معلومات جديدة حول محاولة اغتيال



القدس المحتلة / سما / تتناول هذه الدراسة التي أعدتها صحيفة معاريف الإسرائيلية عن المحاولة الإسرائيلية لاغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على الأرض الأردنية عام 1997م , وتكشف الورقة أن عملية الاغتيال سبقها عرض قدمه الملك حسين لإقامة تهدئة بين إسرائيل وحركة حماس لمدة عشر سنوات, إلا أن إسرائيل تجاهلت الموضوع, وان الجهات الأمنية لم توصل المقترح إلى الجهات السياسية في إسرائيل,  واتخذت قرار التصفية مما ادخل العلاقات الأردنية الإسرائيلية في أزمة حقيقة.   وتكشف الورقة أن نتنياهو أعطي الأمر مباشرة لتنفيذ العملية, على أن تكون نسبة النجاح 100%, لتفادي تأزيم العلاقات الأردنية الإسرائيلية, وهو ما حدث فعلاً بعد فشل محاولة الاغتيال, خاصة وان القيادة الأردنية غير مرتاحة لوجود نتنياهو في رئاسة الوزراء بسبب مواقفه المتشددة. ...قبل أيام من محاولة الاغتيال لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأستاذ " خالد مشعل " في الأردن استضاف الملك حسين بنفسه شخصية إسرائيلية رفيعة المستوى وهو " ديفيد زيلبورج " ممثل أحد الدوائر المهمة في الموساد الإسرائيلي, والذي شغل منصب ممثل الموساد لدى القصر الملكي الأردني. ففي سبتمبر 1997 لاحظ الجمهور الإسرائيلي ظاهرة " الإعاقة الجماعية " نتيجة العمليات الفدائية المميزة التي حفلت بها تلك الأيام, والتي خطط لها مهندسو حماس والجهاد الإسلامي. وقبل أن يُرحل مشعل ورفاقه إلى دولة قطر, عملوا في عمان برعاية القصر الملكي الأردني لمدة عامين كاملين. الجيش الإسرائيلي والمخابرات قاموا بملاحقة عناصرهم في الضفة الغربية وقطاع غزة دون هوادة. في تلك الأوقات أقترح نائب مشعل الدكتور موسى أبو مرزوق دراسة ترتيب هدنة مع إسرائيل, و بدوره قام الملك حسين بنقل الفكرة إلى المسؤول الإسرائيلي في عمان؛ لكي ينقلها بدوره إلى المسؤولين الإسرائيليين في تل أبيب. يومان أو ثلاثة بعد ذلك تفجرت قضية محاولة اغتيال خالد مشعل, والتي كانت الشعرة التي قسمت ظهر البعير في العلاقات بين الأردن وإسرائيل منذ وقعت اتفاقية السلام التي وقعت قبل حوالي 15 سنة, دلالات واكتشافات جديدة أظهرت... ولأول مرة يظهر أسم " زيلبرج ", وسُمح بكشف الصورة الكاملة التي عرضها الملك حسين على إسرائيل بما يتعلق بالهدنة. رئيس الحكومة نتنياهو أُتهم آنذاك بتجاهل السلام, والذي نقله له صديق مؤتمن كالملك حسين, وضربها بعرض الحائط في حادثة محاولة اغتيال مشعل التعيسة، وقد أدَعى نتنياهو في حينه أنه لا علم له بذلك, ولكن هذه الكلمات كانت في محض شك. بالرغم من أن إسرائيليين وأردنيين لم يأخذوا هذا الاقتراح على محمل الجد. الشيء المؤكد أنه في الوقت الذي كانت خلية الموساد على أهبة الاستعداد تنتظر لحظة الصفر من أجل تصفية خالد مشعل, كان على مائدة الحكومة الإسرائيلية اقتراحاً أولياً للاتفاق على وقف إطلاق نار مع حركة حماس.ولكن رئيس الحكومة بعد الحادثة بقي وحده في الميدان يواجه أزمة عنيفة في العلاقات مع دولة مهمة بالنسبة له وهي الأردن. في الثلاثين من يوليو عام 1997 قامت حماس بعملية فدائية نوعية في سوق (محنى يهودا) في القدس, حيث قتل 16 إسرائيلياً, وأصيب حوالي 200 شخص.وفي الرابع من سبتمبر قتل أربعة أشخاص آخرين في عملية أخرى في شارع " بن يهودا " في القدس, حينها ضغط  رئيس الحكومة, ووزراء في المجلس الوزاري المصغر على أجهزة الأمن من أجل إعداد قائمة بأسماء مسؤولين من حماس؛ من أجل القيام بعملية تآمر وتصفيتهم.وعليه فقد قام الموساد باقتراح ثمانية أسماء في الخارج من شأنهم أن يكونوا هدفاً للصفيات, وكان الاسم الخامس في القائمة هو خالد مشعل, حيث كان في الواحد والأربعين من العمر, عندها بدأ الموساد بالإعداد من أجل القيام بتلك المهمة, وقد نوقشت تحت رعاية رئيس الوزراء نتنياهو طريقة العمل البرية على أرض الأردن.ولقد كان واضحاً للجميع أن فشل العملية واكتشافها قد تكون سبباً في تدهور العلاقة مع الأردن, وعليه فقد تقرر القيام بالعميلة إذا ضُمن نجاحها على أكمل وجه.ولقد حددت التعليمات إلى خلية الموساد بإلغاء العملية في آخر لحظة إذا اتضح أن هناك احتمال للفشل بنسبة 1%.لم يكتشف أحد أن العملية ستشوش وبشكل ملحوظ وخطير, وستضع اتفاق السلام مع الأردن في مهب الريح.المعلومات التي جُمعت في إسرائيل تدلل على أن مشعل ورفاقه لم يقتصر تحركهم في الأردن على  النشاط الدعوى فقط, وإنما كانوا بمثابة قادة ميدانيين لعناصرهم في الضفة الغربية وغزة.إن هذه العملية قد عطلت عمل أجهزة المخابرات بين البلدين, ولأول مرة في التاريخ فقد قال الجنرال " علي شكري " رئيس الديوان الملكي: "أن  داني يتوم  كان على علم بالعملية, وقد كان قبل شهرين في رحلة سياحية مع أفراد عائلته في الأردن برعاية الملك حسين".لقد أعتقد الأردنيون أن تكون هذه العملية سبباً في إسقاط رئيس الحكومة الشاب – يقصد نتنياهو- الذي وصفه " علي شكري " بأنه إنسان منفر ومثير الاشمئزاز بعكس بيرس ورابين.ليس مفاجئة أن القصر الملكي قام بتصفية حسابات مع نتنياهو على الفور, فقد تم اعتقال عناصر الموساد الذين قاموا بعمليتهم الفاشلة ضد خالد مشعل بعد اكتشافهم في شارع ( وصفي التل ), الذي سُمي على أسم رئيس الحكومة الأردنية السابق في عام 1970م.المستوى الرسمي في الحكومة لم يكن يعلم بعملية الاغتيال بعد, فقد كانت ساعات الصباح الأولى حيث اتصل نتنياهو بالملك حسين, وأخبره أن رئيس الموساد في طريقه إليه وأرجو استقباله بالسرعة الممكنة, وكان الأمر مفاجئ للمستوى الرسمي الأردني حينما علموا بعملية الاغتيال التي حدثت على أرضهم, لا سيما أن العناصر الإسرائيلية كانت بإذن وتخطيط مسبق من قبل الحكومة الإسرائيلية." داني يتوم " أراد بل طلب أن ينهي القضية بسرعة وبهدوء, وقال للملك حسين " لقد أخبرتك بصراحة ولم أخُفي شيئاً " وعليه قال الملك: "إننا لن نستطيع أن نصبر ونحتمل أمراً كهذا, وأن هذا التصرف ليس جزءاً من عملية السلام".أما رئيس المخابرات في حينه فقال مهاجماًَ رئيس الموساد الإسرائيلي: "حتى وإن كان مشعل ضالعاً في عمليات إرهابية فليس من حقكم أن تقوموا بذلك على أرض الأردن, وقد ثبت فعلياً أن نتنياهو كان علم باقتراح حماس للهدنة, ولكنه تجاهلها وأصر على الاستمرار في عملية التصفية".وحسب رواية رئيس الموساد,  انه أمر رئيس مكتبه بإعداد تقرير حول اقتراح الملك حسين بشأن التهدئة, ونقله إلى مكتب رئيس الوزراء, ولكن لأسباب فنية تأخر إيصال التقرير.  وكنت أنا شخصياً على موعد مع رئيس الوزراء لكي أُطلعة على نتائج اللقاء مع الملك حسين, ولكن بسبب عودته من الخارج تأجل اللقاء لظروف صحية.ولكن عندما حان وقت اللقاء كانت العملية الفاشلة قد حدثت, وكل شيء أصبح متأخراً, ومع ذلك لم تكن في نيتي إلغاء العملية بسبب هذا الاقتراح الذي كنا نعتبره غير جدي. ورداً على سؤال : لماذا الجهات الأمنية لم تشرك الجمهور باقتراحات من هذا القبيل ؟ نحن جميعاً مع وقف لإطلاق النار ولكن الجمهور لم يعرف التاريخ الإسلامي. فالهدنة ليست أتفاق سلام, ولكنها مخرج ووسيلة للخروج من مأزق, ونقطة ضعف في الوقت المناسب, وليس مهماً كم هي عدد السنين التي سيوقع عليها.