يتفرد فصل الشتاء كعادته بانتشار فيروسات الجهاز التنفسي والتي تؤثر على الأطفال بالأكثر.
فمع دخول فصل الشتاء وتخلينا عن ارتداء الكمامات التي لازمتنا لأكثر من سنتين عادت الفيروسات التنفسية بقوة للساحة وأهمها في الآونة الأخيرة فيروس الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي (بالإنجليزية: Respiratory Syncytial Virus, RSV).
يصيب الفيروس المخلوي التنفسي الأطفال بالأكثر ويسبب أعراضاً شبيهة بالزكام، وعادة ما ينتشر في أواخر شهر كانون الأول إلى منتصف شباط، وقد انخفضت معدلات الإصابة به بشكل كبير جداً في السنوات الماضية التي شهدت جائحة كورونا، أما هذه السنة فقد ظهر هذا الفيروس مبكراً ولم يعرف الخبراء السبب حتى الآن، ولكن يُعتقد أن التوقف عن ارتداء الكمامات، وإزالة قوانين التباعد الاجتماعي وعودة الحياة إلى ما كانت عليه في سابق عهدها هو السبب.
تنتشر الإصابة بهذا الفيروس بالأكثر بين الأطفال في عمر أقل من سنتين، ولكنه قد يصيب أي فئة عمرية أخرى، وغالباً ما تكون شدة الأعراض متوسطة وتختفي وحدها، وفي حالات أخرى قد يسبب عدوى خطيرة عند الرضع وكبار السن كالالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية.
انتشر الفيروس المخلوي التنفسي بشكل كبير في الآونة الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، واستراليا، كما بينت وزارة الصحة والسكان المصرية انتشار هذا الفيروس بين الأطفال مؤخراً.
من أهم أعراض هذا الفيروس سيلان الأنف واحتقان المجاري التنفسية، والعطاس، والحمى، أما في الرضع فقد يسبب أعراضاَ أخرى كالخمول أو انخفاض الشهية، وفي الحالات الشديدة قد يسبب مشاكل في التنفس وقد يحتاج الأطفال للتدخل الطبي العاجل.
من الجدير ذكره أن الفيروس المخلوي التنفسي لا يتسبب بأعراض في الجهاز الهضمي كالإسهال أو التقيؤ كما هو الحال في الإنفلونزا أو عدوى كوفيد- 19.
أما عن طرق الوقاية من الإصابة بهذا الفيروس فتتمثل في غسل الأيدي باستمرار بالماء والصابون، وتعليم الطفل تجنب لمس الأنف أو الفم باليد وخصوصاً إن لم تكن يده نظيفة، مع ضرورة تجنب التعامل مع أشخاص تظهر عليهم الأعراض، وتعقيم الأسطح باستمرار، فمن المهم الالتزام بهذه التعليمات وخصوصاً في حال وجود رضيع في المنزل.
للمزيد: اكتشاف فيروس هجين جديد ناتج عن اندماج فيروس الإنفلونزا و RSV.