مع بزوغ فجر يوم جديد، لم تكن عائلة الطفلة الفلسطينية آلاء عبدالله قدوم، تعلم أنها على موعد بعد ساعات قليلة مع جريمة يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق طفلة بريئة.
وبالتزامن مع "اليوم العالمي للطفل"، الذي يصادف اليوم 20 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1989 اتفاقية حقوق الطفل الدولية، تبدأ "عربي21" في نشر حلقات مصورة عن الأطفال الفلسطينيين الشهداء الذين ارتقوا خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في شهر آب/ أغسطس 2022.
رحلة لم تتم
واستشهدت الطفلة قدوم عن خمسة أعوام، من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، في استهداف إسرائيلي بصاروخ لمجموعة من المواطنين مع بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع الجمعة 5 آب/ أغسطس 2022.
رشا عبد الرحيم أبو جبل، والدة الشهيدة، تحدثت بألم وحزن شديدين عن طفلتها "البريئة، التي كان حلمها أن تسجل بالروضة، وتشتري الملابس والأدوات الخاصة بها"، منبها إلى أن حديث آلاء عن أحلامها البريئة كان قبيل استهدافها بصاروخ قاتل.
الشهيدة آلاء، التي منحت ملامح جميلة تعلوها ابتسامة بريئة، برعت في رسم لوحات فنية بسيطة لكنها معبرة، منها "علم بلادنا الجميلة فلسطين"؛ في إشارة تؤكد من خلالها أن حب الوطن مغروس عميقا في وجدان الطفل الفلسطيني.
وأوضحت أبو جبل أنها شاهدت الصاروخ الإسرائيلي وقت نزوله على المواطنين، حين ذهبت الشهيدة بصحبة شقيقها الطفل رياض المصاب إلى بيت عمتها لإحضار بعض الأغراض لرحلتهم التي لم تتم.
وذكرت الأم التي أصيبت بالصدمة والذهول من هول الجريمة وفظاعتها، أن "الأطفال الأبرياء، هم بنك أهداف جيش الاحتلال"، لكنها قالت: "تشرفنا باستشهاد آلاء، وهي عصفورة في الجنة".
وعبرت أبو جبل، عن أملها في أن يعيش الطفل الفلسطيني حياة كريمة مثل باقي أطفال العالم، بعيدا عن العدوان والقصف الإسرائيلي الذي يستهدف القطاع المحاصر.
أما الحاج رياض مسعود قدوم، وهو جد الطفلة الشهيدة، يطلعنا على المكان الذي قتلت فيه آلاء وتسبب أيضا في استشهاد شاب آخر وإصابة عدد من المواطنين.
أسلحة محرمة
ونبه جد آلاء، إلى أن الصواريخ الإسرائيلية التي استهدفت المواطنين، كانت تحمل "شظايا مسمارية محرمة دوليا"، انتشرت على مساحة واسعة وظهر مفعولها القاتل بشكل واضح جدا في اختراقها أحد الأبواب الحديدية والجدران في المكان.
وتسبب العدوان والحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع، في مضاعفة معاناة السكان البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، وتدمير البنية التحتية للاقتصاد في غزة وتواصل مشكلة انقطاع الكهرباء، إضافة إلى الصعوبات المركبة التي يعاني منها القطاع الصحي، من ضمنها النقص في العديد من الجوانب كالأدوية والمستهلكات الطبية وغيرها.
تفاصيل العدوان
وبدأ العدوان الإسرائيلي 2022، على قطاع غزة المحاصر للعام الـ16 على التوالي قبيل عصر الجمعة الماضي الموافق 5 آب/ أغسطس الماضي، واستمر بشكل عنيف مدة ثلاثة أيام، وشن جيش الاحتلال غارات صاروخية مكثفة شديدة الانفجار على مختلف المدن الفلسطينية في القطاع.
واستهدفت طائرات الاحتلال الحربية، العديد من المنازل دون سابق إنذار، إضافة إلى أماكن مدنية ومواقع للمقاومة الفلسطينية، حيث قامت الأخيرة بالرد على العدوان بقصف العديد من المستوطنات والمدن الإسرائيلية بصواريخ محلية الصنع.
وارتكب جيش الاحتلال خلال هذا العدوان عدة مجازر، في جباليا وبيت حانون شمال القطاع، ومدينة البريج وسط القطاع وفي خانيونس ورفح جنوب القطاع، وطالت المجازر الإسرائيلية العديد من الأطفال داخل بيوتهم، وأكدت وزارة الصحة بغزة، أن حصيلة العدوان هي ارتقاء 49 شهيدا من بينهم 17 طفلا و4 سيدات و360 إصابة بجراح مختلفة.
وأثناء العدوان الإسرائيلي، اغتال جيش الاحتلال في غارتين منفصلتين على منزلين سكنيين، القيادي تيسير الجعبري قائد لواء الشمال في "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"؛ وهي أول غارة حربية بدأ الاحتلال بها العدوان على غزة يوم الجمعة 5 آب/ أغسطس الماضي، وفي مساء اليوم التالي اغتال قائد لواء الجنوب في "سرايا القدس" خالد منصور، في غارة ثانية دمرت عدة منازل في رفح جنوب القطاع.
وتسبب العدوان الإسرائيلي في أضرار كبيرة طالت العديد من المؤسسات الإعلامية والأهلية وتدمير 9 عمارات سكنية، إضافة إلى نحو 1500 وحدة سكنية، منها 16 دمرت كليا و71 وحدة باتت غير صالحة للسكن و1400 وحدة تضررت جزئيا ما بين ضرر بليغ ومتوسط.. ودمرت العشرات من الدونمات الزراعية.
يذكر، أن طواقم الدفاع المدني في غزة، واجهت صعوبات كبيرة في إنقاذ المدنيين وانتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض، نظرا لتعمد جيش الاحتلال استهداف بعض الأماكن المكتظة بالسكان، إضافة إلى ضعف الإمكانات اللوجستية المتوفرة لدى جهاز الدفاع المدني في القطاع، الذي نفذ أكثر من 124 مهمة خلال استمرار العدوان.
عربي21