الرئيس الصيني لبايدن: تايوان خط أحمر

الإثنين 14 نوفمبر 2022 05:54 م / بتوقيت القدس +2GMT
الرئيس الصيني لبايدن: تايوان خط أحمر



بالي/سما/

أعرب الرئيسان الأميركي جو بايدن، والصيني شي جينبينغ، اليوم الإثنين، عن أملهما في أن تتمكّن الولايات المتحدة والصين من إدارة الخلافات المتصاعدة بين الجانبين وتجنّب النزاع بينهما، وذلك خلال أول لقاء بينهما منذ أكثر من ثلاث سنوات استمرت ثلاثة ساعات، بهدف إلى تحسين العلاقات التي وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ عقود.

وتصافح شي وبايدن أمام علَمي بلديهما قبل محادثات ثنائية في جزيرة بالي السياحية الإندونيسية قبل قمة مجموعة العشرين، وذلك بعد أشهر من التوتّر بشأن تايوان وقضايا أخرى؛ وبعد الاجتماع، عقد الرئيس الأميركي مؤتمرا صحافيا في حين أصدرت وزارة الخارجية الصينية بيانا صحافيا أوردت فيه أبرز ما بحث الجانبين.

وقال بايدن، إنّ بكين وواشنطن "تتشاركان المسؤولية" للإظهار للعالم أنهما قادرتان على "إدارة خلافاتنا، ومنع المنافسة من التحوّل إلى نزاع". من جهته، قال شي لبايدن إنّ العالم "وصل إلى مفترق طرق". وأضاف أنّ "العالم يتوقّع أن تعالج الصين والولايات المتحدة بشكل صحيح العلاقة" بينهما.

ولكن رغم التصريحات العلنية المتفائلة، تبقى العلاقات بين البلدَين مشوبة بالشكوك بشكل متزايد، إذ تخشى الولايات المتحدة أن تكون الصين قد صعّدت جدولها الزمني للسيطرة على تايوان.

وفي مؤتمر صحافي عقب المحادثات الثنائية مع شي في بالي الإندونيسية، قال بايدن إنه لا يعتقد أن لدى الصين خططا "وشيكة" لغزو تايوان، وذلك خلال تقييم متفائل لمحادثاته مع نظيره الصيني.

شي يحذّر من أن تايوان "خط أحمر"

من جانبه، اعتبر الرئيس الصيني خلال محادثاته مع بايدن أن العالم "كبير بما يكفي" لازدهار بلديهما، لكنّه حذّر واشنطن من أن بكين تعتبر تايوان "خطا أحمر" يجب عدم تخطيه.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الصينية أن شي شدّد لبايدن على أنه "في ظل الظروف الراهنة، فإن الصين والولايات المتحدة تتقاسمان الكثير من المصالح المشتركة".


وأضاف الرئيس الصيني أن بكين لا تسعى لتحدي الولايات المتحدة أو "تغيير النظام الدولي القائم"، داعيا الجانبين إلى "أن يحترم كل منهما الآخر".

لكن شي حذّر بايدن من تخطي ما تعتبره بكين "خطا أحمر" في ما يتعلق بتايوان التي تعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها.

وقال شي لبايدن إن "قضية تايوان هي في صلب المصالح الأساسية للصين، وهي أساس للعلاقات السياسية الصينية-الأميركية وأول خط حمر يجب عدم تخطيه". وشدد الرئيس الصيني على أن "حل قضية تايوان مسألة تخص الصينيين".

وأشار البيان إلى أن الرئيسين ناقشا الأوضاع في أوكرانيا، وقد أبلغ شي بايدن بأن بكين "قلقة للغاية" بشأن النزاع.

كذلك شدد بيان الخارجية الصينية على أن "الصين تقف دائما مع السلام وستستمر بالتشجيع على إجراء محادثات سلام".

ونقل البيان عن الرئيس الصيني قوله "نحن نؤيد استئناف محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا ونتطلع إلى ذلك".

واعتبر الرئيس الصيني أن العلاقات بين واشنطن وبكين لا تصل إلى التوقعات العالمية. وأضاف "نحن بحاجة إلى رسم المسار الصحيح للعلاقات الصينية الأميركية. نحن بحاجة إلى إيجاد الاتجاه الصحيح للمضي قدما في العلاقات الثنائية والارتقاء بالعلاقة".

ومضى قائلا "العالم يتوقع أن تعالج الصين والولايات المتحدة قضية العلاقات بينهما على نحو ملائم".

من جانبه، أعلن البيت الأبيض أن بايدن أثار اعتراضات على "الأفعال القسرية والعدوانية المتزايدة للصين تجاه تايوان"، مضيفًا أنها "تقوض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان وفي المنطقة الأوسع نطاقا".


وأوضح البيت الأبيض، في بيان، أن "الرئيس بايدن والرئيس شي كررا اتفاقهما على أنه لا ينبغي خوض حرب نووية أبدا، وبأنه لا يمكن كسبها أبدا، وشددا على معارضتهما لاستخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها في أوكرانيا".

وأشار البيت الأبيض إلى أن بايدن أثار خلال الاجتماع "الممارسات الاقتصادية غير المستندة إلى قواعد السوق" التي تتبعها بكين وممارساتها في "إقليم شينجيانغ، والتبت وهونغ كونغ وحقوق الإنسان على نطاق أوسع".

وقال البيت الأبيض إن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، سيتوجه إلى إندونيسيا لمتابعة سير المناقشات. فيما أفاد مسؤول أميركي تحدث للصحافيين بأن زيارة بلينكن للصين متوقعة مطلع العام 2023.

"حواجز أمان" لإدارة النزاع

وقبل الاجتماع، قال مسؤول في البيت الأبيض، إنّ بايدن يأمل في وضع "حواجز أمان" في العلاقة مع الصين وتقييم كيفية تجنُّب "الخطوط الحمر" التي يمكن أن تدفع أكبر اقتصادين في العالم إلى النزاع.

وتعدّ تايوان من أكثر القضايا حساسية بين البلدين، إذ تعتبر الصين هذه المنطقة التي تحظى بحكم ذاتي جزءًا من أراضيها؛ فيما عزّزت الولايات المتحدة دعمها لتايوان، بينما كثّفت الصين تهديداتها بالسيطرة على الجزيرة.

وبعد زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لتايبيه في آب/أغسطس، ردّت الصين بإجراء مناورات عسكرية غير مسبوقة.

وعشية المحادثات مع شي، التقى بايدن برئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، ورئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، على هامش قمة جنوب شرق آسيا في كمبوديا، حيث وجّه الزعماء الثلاثة دعوة مشتركة لـ"السلام والاستقرار" في مضيق تايوان.

كذلك، من المتوقع أن يدفع بايدن الصين إلى كبح جماح حليفتها كوريا الشمالية بعد سلسلة قياسية من التجارب الصاروخية التي أثارت مخاوف من أن تُجري بيونغ يانغ قريبًا تجربتها النووية السابعة.

وكانت آخر قمة حضورية للرئيس الصيني مع رئيس أميركي قد حصلت في العام 2019 مع دونالد ترامب، الذي حدّد، كما بايدن، الصين على أنها مصدر قلق دولي كبير والمنافس الوحيد المحتمل لتفوّق الولايات المتحدة على المسرح العالمي.

ورغم أنّ هذا الاجتماع يعدّ الأول بين بايدن وشي منذ وصول الأخير إلى البيت الأبيض، إلّا أنّ تاريخًا غير عادي يجمع بين الرئيسين.

فوفقًا لتقديرات بايدن، أمضى 67 ساعة شخصيًا مع شي عندما كان نائبًا للرئيس، في عهد الرئيس الأسبق، باراك أوباما، بما في ذلك خلال رحلة إلى الصين في العام 2011 كانت تهدف إلى فهمٍ أفضل للقائد الصيني المنتظر آنذاك، إضافة إلى اجتماع في العام 2017 في الأيام الأخيرة من إدارة باراك أوباما.

ومنذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض، أجرى مع شي خمس محادثات عبر الفيديو، لكنّه قال له الإثنين إنّ "لا بديل" عن المحادثات المباشرة. ورغم انخراطه في محادثات مع شي، إلّا أنّ بايدن رفض منذ غزو أوكرانيا التعامل مباشرة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي يغيب عن قمة بالي.

ورغم الخطاب الصيني الداعم لروسيا، إلّا أنّ بكين لم تزوّد موسكو بالأسلحة في إطار الحرب على أوكرانيا، في الوقت الذي باتت فيه روسيا مضطرّة للاعتماد على إيران وكوريا الشمالية، وفقاً لمسؤولين أميركيين.

وقال مسؤول أميركي قبل ساعات من المحادثات بين شي وبايدن: "أعتقد أنّ هناك بلا شكّ بعض الانزعاج في بكين بشأن ما شهدناه في ما يتعلّق بالخطاب المتهوّر والنشاط من جانب روسيا".