غزة / سما / افتتح عضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية حسين الجمل، العرض الأول من الفيلم الوثائقي "جيفارا غزة" ، بمدينة غزة الخميس الماضي ، والذي يستعرض حقبة مضيئة من تاريخ شعبنا ، ومقاومته المتمثلة في سيرة حياة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية الشهيد "محمد الأسود" الملقب بجيفارا غزة ، ومرحلة السبعينيات التي شهدت انطلاقة العمل الفدائي ضد الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.وذكر الجمل " أن هذا العمل الذي أشرفت عليه وزارة الثقافة الفلسطينية يعتبر تجربة ثورية لسيرة أحد القادة الثوريين في قطاع غزة، والتي أجبرت قادة الاحتلال الإسرائيلي على الاعتراف بمدى خطورتها على تاريخ ومستقبل الكيان" ، معتبراً أن إخراج فيلم سينمائي لهذا المناضل هدفه إنعاش الذاكرة الثورية في أذهان من عاشوا هذه التجربة وأيضاً نموذج ثوري للأجيال التي لم تشهد هذه المرحلة التاريخية. وأكد القيادي في الجبهة الشعبية علي القطاوي أن المقاومة الفلسطينية قابلت المطاردة والملاحقة والتضييق الذي فرضه الاحتلال بتصميم على الاستمرار في المقاومة، لافتاً أن الشهيد طالب بضرورة الاحتياط والحذر، مشيرا إلى أنه ومنذ بدء حرب الاستنزاف ضد القوات الإسرائيلية ، كان لجيفارا ورفاقه شرف ضرب سكة الحديد الواصلة بين مصر وفلسطين وقام بتعطيلها بشكل كامل.وأضاف الأسير المحرر صلاح أبو الجديان" أن غزة في مرحلة جيفارا كانت شعلة من النضال والمقاومة عاش فيها الاحتلال رعب حقيقي"، مؤكداً أن الاحتلال اتبع سياسة نفي أهالي المطاردين لسيناء للضغط على المقاومة إلا أن هذه السياسة لم تنجح واستمرت المقاومة بزخمها رغم المطاردة وتضييق الاحتلال عليها.وأشار القيادي في الجبهة الشعبية جلال عزيزة " أبو حافظ" أن أجرأ عملية تم تنفيذها تحت قيادة الأسود ، هي الهجوم على عدة آليات إسرائيلية في منطقة الزيتون، حيث تم استدراجها اطلاق قذائف اربي جي عليها، وإمطارها بوابل كثيف من النيران والأسلحة النارية، والقنابل اليدوية، واعترف الإسرائيليون حينها بخسائر كبيرة.من جهتها،ذكرت زوجة الأسود سابقا وداد الأسود ،بداية حياتها مع الشهيد وكيف كان بسيطاً متواضعاً، وكيف عاش مطارداً في البيارات لفترة طويلة من حياته النضالية القصيرة، مشيرة أن الأسود كان متفاءلاً و مؤمناً بعدالة قضيتنا وبحتمية الانتصار، وكان دائماً يرسل لها الرسائل من سجنه يقول لها فيها" ستشرق الشمس مرة أخرى وستعود البسمة إلى الشعب، لا مستحيل في الوجود، بالإرادة والعزيمة نحقق ما نريد".وروت الحاجة عزيزة أبو كرش، كيفية مشاركة المرأة الفلسطينية في دعم المقاومة، متطرقة لعملية نقلها صناديق القنابل والأسلحة من العريش للمقاومة، وعن طلبها الحثيث تفجير إحدى هذه القنابل في قوات الاحتلال. وبدوره، أعرب مخرج الفيلم خليل المزين ، عن أمله أن ينال هذا الفيلم تقدير ورضا الحضور، مشدداً أن هذا العمل هو خلاصة جهد مشترك لعدد ضخم من الناس.