{ أَيها العجوز أدَّ التحية .. ، فهذا المار .. روتشيلد ، بنى ثروته ساعة كنت تضحي بدمائك } . فيكتور هوجو الشاعر والروائي الفرنسي المعروف ( 1 )وبالمناسبة إن رئيس الحكومة منذ تسميته وهو يعمل جاهدا على ترسيخ تواجده ــ الوظيفي ، الإداري ، المالي ، التنظيمي والسياسي ــ وهو مثل أي لاعب ( شــدِّة ــ كوتشينة ) ، إذا كانت لعبة " الهاندريمي " مربحة فإنه يفرد الورق ويلعب وإذا وجد لعبة " المصرية " مُربحة أكثر فيذهب إليها .. وإذا وجد " البَناكَل " مربحة أكثر .. فيلعبها .. وهكذا دواليك . المهم أن القيادة الفلسطينية لم تجد في الفصائل الوطنية ( فتح وخلافها ) والقوى الوطنية المستقلة المعروفة تاريخياً .. مناضلاً مناسباً / لهذا الموقع المناسب ( رئيس حكومة ) في المرحلة المناسبة ( ما بعد الانقلاب العسكري الحمساوي ) .. يتحمل مسئولية المواجهة ..، اللهم إلا ( رئيس حكومة ـ الرئيس أبو مازن ) كما يحلو للأخير القول ..،. ( 2 )على ما يبدو .. كان لا بد أن نقرأ ذلك منذ بداية الاختيار والتعيين ، ولقد صاحب ذلك ـ إشاعات ـ ، أن فلان عُرض عليه تأليف الحكومة ورفض ــ وكذا علان .. وزيد وعمرو .. وثبت كل هذا كذباً وإفتراءاً ..،. وكان علينا أن نتساءَل عن الهدف من هذه الإشاعات .. ولم يتوقف القوم عند هذه المسائل ـ ( ربما ) لأنها تافهة (!!!) لا تستحق التوقف والتدقيق ، وسُـرَّ أهل الإشاعات بهذه النتائج أيما سرور ..، وبسرعةَ متناهية أصبح رئيس الحكومة هو الوحيد الذي بدونه لن يأكل الشعب خبزاً .. لدرجة لم نعد نفرق بين رئيس الحكومة وخبزنا المر .. ولا بين خبزنا المر ورئيس الحكومة ..، ان اكبر عباقرة السياسة لا يمكنهم إحراز ما سبق في عشرين عاماً .. وعَبَر الآفاق وقَـطَـعَ الفيافي والقفار وطوي الصحراء طيا في سرعة متناهية .. مسجلاً رقماً قياسياً في هذا الأمر وغيره ، ولا توجد علامة تعجب واحدة لكل هذه الحلقات المتتابعة . ( 3 )وبالرغم من ذلك لم ارتح من قول البعض في وفد حركة فتح للحوار في القاهرة .. أمام زعامة حماس .. بأنهم منزعجون من رئيس الحكومة أكثر من انزعاج زعامة حماس منه ..، أمر لا يليق في هذا الصدد وعلى هذا المستوى وفي ذاك المحفل ..، إن تحركاته تثير الإعجاب وبعد " مؤتمر انابوليس " عُقد " مؤتمر باريس " والحديث يدور حول ( غَـلّة ــ مالية ) ذات أرقام فلكية من الدولارات .. كذا ألف مليون دولار ..، واشرأبت الأعناق لتلقي نظرة إعجاب وتيه بعظمة وقدرة رئيس الحكومة ..، ياه كل هذه الملايين ( آسف ـ المليارات ) آتى بها رئيس الحكومة ..، لو كانت لدينا / عقلية شفافية / ونزاهة وأفكار نزيهة .. لأقمنا مؤسسة محاسبة لرئيس الحكومة .. وسؤاله إلى متى سيبقى يستثمر لصالحه جوع شعبنا وحاجته إلى بضعة عشرات من ملايين الدولارات وهو يُمْنينا بالمليارات السرابية ؟. ( 4 )إن الشعب ينتظر الوعود الجميلة .. لتحسين الواقع السيئ الذي يعيشه ويحياه " هذه حقيقة ، فلماذا لا يعيش ويقتات الحُلم !؟ .. حتى وان جزم وتأكد أنها سحابة صيف ..،ـ لن تأتي بالغيث ... وان أتت به فهو يسبب الضرر وبلا أدنى فائدة . وجاء " مؤتمر شرم الشيخ " .. وطفح الكيل أمام الاستعداد للدفع المؤجل لدرجة لم يستطع أيا منا أن يحمل رأسه وتمنى لو أن رأسه تحمله .. أرقام فلكية .. لم يصل منها ( سنت ) وهذا لأمر معروف كسابقه في " مؤتمر باريس " .. ولم يأخذ رئيس الحكومة على عاتقه مسئولية معالجة الأسباب التي تفتح وتُعّبِد الطريق أمام وصول " مزاريب الذهب " من اجل البناء ..، ثمة أسباب تحول دون التوجه لإزالة الركام في قطاع غزة .. فكيف سيكون الأمر إذا تعلق بإعادة البناء ..، بلا معالجة عادية وليست جذرية لدواعي الوقائع القائمة ..، فهل الأمر مخطط ومدروس لإثارة جعجعة بلا طحين ..، والسؤال مَنْ يضحك على مَنْ ؟ هل رئيس الحكومة يضحك على الشعب .. أم الشعب يضحك على حاله !!!؟ . ( 5 )البعض يريد أن يقنعنا أن رئيس الحكومة هو رجل أمريكا في القضية الفلسطينية راهنا ..، هذا القول يُزعل ويُزعج ولا يطيب للبعض .. أولاً ــ ، وأمريكا ( المؤسسات ) لا يمكن أن تضع بيضها في سلة واحدة ولو كانت السلة رئيس الحكومة .. ثانياً ــ ، وان أمريكا الشريكة وليست الحليفة الإستراتيجية " لإسرائيل " .. لا يمكن أن تُستَبدل " إسرائيل " بأي اسم مهما كان رنين هذا الاسم عالياً .. ثالثاً ــ ، وأخيرا إن رئيس الحكومة لا يملك من الرصيد الشعبي والنضالي والوطني ما يؤهله أن يكون ما يرمي إليه البعض لإقناعنا بذلك ، فأوراق اعتماده لمثل هذه المسئولية لا زالت ضعيفة بأن يكون الرئيس القادم . ولكن الطاقم العامل معه دؤوب في السعي لتأكيد ذلك ، ورئيس الحكومة بشخصه شغوف بإطراء الغير له وبأنه رجل أمريكا ..، وهو يسعى لوضع الولاءات في المواقع المؤثرة بفعالية في العلاقات بينه وبين الجماهير ، ضارباً بعرض الحائط بالكفاءات .. خاصة من لها تماس أو تواجد في أُطر وقواعد منظمة التحرير الفلسطينية ، ورئيس الحكومة يعرف ماذا يريد تحقيقه وانجازه .. وهو ماضٍ بلا توقف أو ( حتى ) مراوحة .. ( 6 )سمعته أكثر من مرة / وغيره من المسئولين ، وكل يُصرح أن ( 58 % ) من الميزانية تذهب إلى قطاع غزة ــ / والجميع .. خاصة المعنيين بالأمر لا يحبذون قبول هذه النسبة العالية من الميزانية العامة للسلطة ..، لدرجة أنه قد أصبحت وكأنها حقيقة أو ( الحقيقة ) ..، وقطاع غزة ـ حاليا ـ لا توجد دفعات نقدية لميزانيات الوزارات ولا للمصروفات النثرية .. ولا بدائل للسفر وخلافه .. ولا تعيينات جديدة ولا ترقيات .. ولا .. ولا .. ولا .. ، كل هذا ولا زال قطاع غزة يستقطع 58 % من الموازنة العامة للسلطة ..، تعويضات الانقلاب الأسود لم تُصرف بعد .. جرحى الانقلاب لم يُعتمدوا بعد ..، تفريغات عام 2005 + عام 2006 .. بعد أن أُخذوا على القيود ( نوعاً ) .. بقدرة قادر أصبح راتبهم الشهري ــ، مكافأة شهرية ألف شيكل بلا تأمين صحي ولا استقطاعات تقاعدية ..، ولا يحزنون ..، . ( 7 )هناك دورة تدريب عسكري / أطلق عليها .. دورة الوحدة الوطنية .. من أبناء الشهداء من جميع أبناء الفصائل بلا استثناء .. لقد تم أخذ كافة هؤلاء الشباب من أبناء الفصائل على القيود ما عدا أبناء شهداء حركة فتح .. { لم يؤخذوا بعد } . إن تقدمات آباء هؤلاء وغيرهم من الشهداء والأحياء من أبناء الفصائل والمستقلين الوطنيين .. هم من أوصلوا كل من يجلس على مقعد مسئول متقدم .. سواء موظف بدرجة رئيس حكومة أو قائد بأية صفة كان ..، هل نسي هؤلاء هذه الحقيقة .. حقيقتنا المناضلة وحقيقتهم أيا كان مسماها . تم سحب سلاح كتائب شهداء الأقصى .. بطريقة أو بأخرى .. وهكذا أصبحنا ورئيس الحكومة نفس سياق الأداء .. لا نحن ولا هو لديه عسكر ( فداوية ) ..، ولكن هو لديه عسكر " العسكر " ، وطبعا لا يمكنني إلا أن اسلم له برئاسة المجلس الأمني الأعلى ـ أو شئ من هذا القبيل ـ نظراً لاعترافي بخبرته في كل شيء .. بما فيها القضايا الأمنية والعسكرية . ( 8 )لم يُعتمد قطاع غزة / كإقليم متمرد / تمنينا ذلك .. لم يستجب لنا احد .. ليس مهماً .. ولكن فيما لو تم هذا الاعتماد ( قطاع غزة ــ إقليم متمرد ) فلا يعني طرد قطاع غزة من الأراضي الفلسطينية مما هي تحت السيطرة وخاضعة للسلطة الوطنية الفلسطينية ، حماس تعمل على تنفيذ الانسلاخية . وشعبنا ضد هذا التوجه والممارسة الحمساوية ....، وبالتالي لقطاع غزة الحق كل الحق في التعويضات عما أصابه من انقلاب حماس العسكري من أضرار من شماله إلى جنوبه / بشراً وحجراً وشجراً / ، وسؤالي ماذا تم في هذه التعويضات .. وأين وصلنا بالصرفيات أم لم نصل بعد .. ولن نصل أبداً .. لان قطاع غزة في " حَسْبَة " حماس خارج من أي عملية تصويت في انتخابات قادمة ؟ . ( 9 )أفضل ما في رئيس الحكومة تمسكه بالأسوأ ورفضه الأفضل .. المهم الولاء وليس غير ذلك .. عالم ثالث من أدغال الصحراء والقفر ، يٌغَيّر الموغل في الجودة الكيفية وقدرة الأداء ويستبدل هؤلاء بأولئك .. ومن حكم في ماله ما ظلم ..!! ورئيس الحكومة هو آمر الصرف المركزي في البلد .. وهو أمين الصندوق المركزي كذلك .. لأنه وزير المالية ..، إن المؤسسة الدولية على مختلف جنسياتها تشهد بالشفافية لفرد بين أربعة ملايين فلسطيني ويزيد .. لا أراها شهادة ايجابية تصلح للكيميائي أولاً .. المالي ثانياً .. النزيه الوحيد ثالثاُ ..، ولكن صَدَق جحا عندما قال : ملعون من واتته الفرصة أن يركب ولو حماراً ومشي سائراً على قدميه . ( 10 )ولا أريد الحديث حول موضوع التقاعد المبكر للعسكريين من العاملين أصلا في منظمة التحرير الفلسطينية ( جيش التحرير الوطني وأجهزتها الأمنية ) الذين انتقلوا إلى العمل في أطرهم آليا في { الأمن الوطني والأجهزة الأمنية } .. على ما يبدو .. أن ثمة كراهية لهذا الجيل الذي اتسم بالعناد الوطني .. وكان صاحب عقلية الرفض المطلق للمشروع الصهيوني والثورة ضده .. من الرفض النظري .. وصولاً للرفض بممارسة الكفاح المسلح .. هؤلاء هم حرَّاس الثورة ( الأرض ، الشعب ، الثورة ، الفكرة ) ..، هل هذا هو سبب تقاعدهم المبكر .. ولاستقدام عناصر شابة لم تعش عنفوان الثورة .. بل عاشت وكبرت زمنياً في ظل تعثر السلطة وتراجع الفعل الثوري كما لم يكن هناك من يتوقع ذلك .. ، وهؤلاء عناصر طيعة ولا يعرفون أحداً من جيل الثورة ، فإذا أريد تأديب أيا منا .. بتهديد مبطن أو بكلمة نابية .. أو بصفعة على أم وجهه أو إطلاق نار عشوائي على منزله .. أو إطلاق النار على طرف من أطرافه أو طرفيه .. أو آخرا وليس أخيراً .. إطلاق النار على أم رأسه ..، فلا تحتاج المسألة لأكثر من أمر وعلى أي مستوى . ( 11 )هل هذا محض صدفة ! ، أو أننا أدوات في مخطط وخطة وتخطيط ــ وخط مرسوم .. آت من علٍ ..، أم ماذا ؟ إذا كان أمثالي يتساءَلون عن النبأ العظيم .. فمن ذا القابع عند رأس النبع .. إذن ؟. آه ما أروع ديمقراطية الديكتاتور أو ديكتاتورية دَعِي الديمقراطية .. إنها توغل في قشور مظهرية الديمقراطية وتدوس ـ إذا تطلبت مصالحها أو مصالح أصدقائها أو أبنائها ( صبايا وشباب ) ـ تدوس على جوهر الديمقراطية وجواهرها الشعبية والنضالية تحت نعالها .. لأنها لا تخدم مراميها وأهدافها وغاياتها الشخصية . ( 12 ) لا احد ينكر نشاطه وحيويته .. وانفتاح شهيته على السفر هنا / وهناك وليس خارج البلاد .. فموسم الانتخابات على كل المستويات على الأبواب ..،. وهنا تمر في خاطري تكرار تصريح السنتين على قيام الدولة الفلسطينية ، ولا يوجد لدى احد ما ينفي أو يؤكد صحة ذلك أو أن ينفيه .. ولعل وعسى أن تأتي الدولة .. ولقد تأخرت منذ { 4/5/1999 } حسبما كان الحديث .. فلعل أن يكون رئيس الحكومة ــ قابلة الدولة ــ وكما يقال .. الله يضع سره في اضعف خلقه ..،. رحم الله أمير الشهداء في قوله :ـ " فلنفاوض ونقاتل " ، وهكذا فعلت كل حركات التحرر الوطني العالمية ..، " الختيار " تحدث مراراً وتكراراً " أن القلاع تسقط من الداخل " .. وان فشلنا في إيجاد وإقامة وخلق هانوي عربية .. لا ينفي أن نجد ونجتهد بهدوء وروية في خلق هانوي فلسطينية ..، وهذا يتوجب أن نحرص أولا على الحفاظ على أفراد وسلاح كتائب شهداء الأقصى وغيرهم من الثوار ضمن خطة وبرنامج عمل بعيد المدى ..، نعم لا سلاح ظاهر سوى السلاح الرسمي .. وبلا تخوينات " المرابطون " .. والدوريات النهارية في شارع عمر المختار .. والماغنوم بدون أرقام مرورية .. واستعراضات القوة مقدمة للحرب الأهلية الحرب اللا أخلاقية ..، كل هذا لا نريده ونقف ضده .. ونرفضه بكل أشكال الرفض .. ولكن الاحتلال لا زال جاثم على صدورنا أرضا وشعبا وسلطة .. فلهذا لا بد من منعه من " القصدرة " أو " الكصدرة " بين ظهرانيها .. مهما كان الثمن ..، نعم ـ لماذا لا نقاتل ونفاوض وسنأتي بدولة رئيس الحكومة الذي يعدنا بها صبح مساء .. ليل نهار وأن تكون في أيدينا قبل سنتين ..، الاحتلال الغير مكلف ( على كل المستويات ) لا يرحل البتة . مهما كانت لغة الحديث معه سلسة ودافئة ومترعة بالدفء والحنان . ( 13 )لا أريد أن أطيل كثيراً .. إن القضية الفلسطينية هي قضية رئيسية ومركزية وشديدة الأهمية في هذا العالم .. و منذ عشرات السنين وهي كذلك .. ولم تأخذ أهميتها من كون " فلان " أو " علان " رئيس حكومة في القرن الحادي والعشرين ، إن أهميتها كونها قضية تهم العالم في أكثر من مجال .. منذ قديم الزمان / السياسي والاستراتيجي .. والديني ـ الخرافي والأسطوري والتراثي والواقعي ــ / وزادت أهميتها كونها أصبحت قضية .. تهم " العهد القديم " وعلاقته مع " اليهوذ " ، وخَّــرافـية عودة شعب الله المختار إلى أرض الميعاد .. لإنهاء يهوديتهم أو يهوذيتهم وعودتهم لاستعادتهم إلى إتباع الديانة المسيحية .. بعد ظهور المسيح المنتظر ومعركة " هار مــجّــدون " ! ، ( 14 )من هنا جاء دعم أبناء البيورتيان ( التطهريين ) البروتستانت .. من أتباع اليمين المسيحي ( المحافظين الجدد ) للمسألة اليهودية ، أن أتباع البروتستانت بكل تفرعاتهم وتجمعاتهم ومللهم ونحلهم يؤمنون بمنطلقات المدونات التوراتية التي بدأها عزرا الكاتب / في السبي البابلي ، { " حيث ينظرون لأنفسهم من منطلق خاص بهم ، فعلى غرار الخروج الجماعي المذكور في العهد القديم والذي هرب فيه اليهود من مصر ورحلوا إلى ارض جديدة وعدهم الرب بها ، نظر البيوريتانيون لأنفسهم على أنهم شعب الله المختار الجديد ، ونظروا إلى العالم الجديد على انه إسرائيل الجديدة ، أما العالم القديم بالنسبة لهم ، فكان هو مصر التي فروا منها . لقد عقدوا عهداً مع الرب : إنه إذا أَمّن الرب ذهابهم إلى العالم الجديد ، فإنهم سيؤسسون مجتمعاً تحكمه القوانين الإلهية " . الدين والسياسة في الولايات المتحدة . الجزء الأول صفحة 43 و 44 } . ( 15 )وهؤلاء مع غيرهم من أتباع البروتستانت ممن يؤمنون بالعهدين القديم ــ والجديد .. هم أصحاب الأسهم الأهم والأكثر تأثيراً في سياق تكوين المحافظين الجدد ..، أي أن القضية الفلسطينية لدى هؤلاء ليست قضية عفوية أو جانبية أو هامشية .. إنها قضية من أمهات القضايا وأشدها قوة وعلاقة بالمشيحانية .. إنها قضية ايديلوجية .. تكمن في عمق الفكر البروتستانتي وصراعهُ ضد الكنيسة الكاثوليكية وعلى رأسها ( بابا ـ روما ) . ( 16 )إن " الفكر الديني " البروتستانتي .. بكل مقوماته ومكوناته يؤمن بالادعات " اليهودية والمسيحية الصهيونية " .. ولعل الأقرب في المرحلة الراهنة لهذا الفكر سياسياً هم المحافظون الجدد في الولايات المتحدة الأميركية ـ وهذه السياسة لا تقف عند حدود حزب بعينه .. بل إنها تتعدى الحزبية .. وان برزت بشكل واضح وفاضح لدى سياسيي الحزب الجمهوري . ( 17 )لهذا إن القضية الفلسطينية هي قضية ايديلوجية دينية أميركية ( نوعاً ما ) ولكنها قضية انتخابية داخلية ( بدرجة ممتاز ) ، إذن لا يهم الأمريكان من هو رئيس الحكومة في رام الله ، ومن هم مستشاريه أو أعضاء حكومته .. ، أو غيره ممن يحملون رقماً لبطاقة تحقيق شخصية في وعلى أراضي سلطة الحكم الذاتي المحدود .. ما يهمهم أن يوافقهم بصورة أو بأخرى على هذه النقطة أو تلك حتى تسير شراكتهم مع " إسرائيل " بسلاسة وأن تمضي سياستهم إقليمياً دون عكننة أو إزعاج ..، فالأمريكان خير من يعرف أن عش الدبابير موجود هنا في فلسطين .. وليس في أفغانستان أو العراق أو لبنان أو شبه الجزيرة العربية مجتمعة . ولا أنكر أن رئيس الحكومة ليس مَـرُضياً عنه لدى ساسة المشروع الاستعماري الصهيوني فهم لا يريدون أحدا لغيرهم . ( 18 )رحم الله " الختيار " وهو على منبر الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة / نيويورك ـ في 13/11/1974 / .. ختام خطابه وجه ياسر عرفات الكلمة إلى ممثلي دول العالم فقال : " إنني ، كرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وكقائد للثورة الفلسطينية ، أتوجه إليكم أن تقفوا مع نضال شعبنا من اجل تطبيق حقه في تقرير مصيره ، هذا الحق الذي كرسه ميثاق منظمتكم وأقرته جمعيتكم الموقرة في مناسبات عديدة ، وإنني أتوجه إليكم ، أيضا من اجل أن تمكنوا شعبنا من العودة من منفاه الإجباري الذي دُفع إليه تحت حراب البنادق وبالعسف والظلم ، ليعيش في وطنه ودياره وتحت ظلال أشجاره حراً سيداً متمتعاً بكافة حقوقه القومية ، ليشارك في ركب الحضارة البشرية ، وفي مجالات الإبداع الإنساني بكل ما فيه من إمكانات وطاقات ، وليحمي قدسه الحبيبة كما فعل دائما عبر التاريخ ، ويجعلها قبلة حرة لجميع الأديان بعيداً عن الإرهاب والقهر . كما أتوجه إليكم بان تمكنوا شعبنا من إقامة سلطته الوطنية المستقلة ، وتأسيس كيانه الوطني على أرضه .... لقد جئتكم بغصن الزيتون مع بندقية الثائر ، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي ... الحرب تندلع من فلسطين والسلم يبدأ من فلسطين " . ( 19 )هذه هي القضية الفلسطينية ( ارض وشعب وثورة وفكرة ) قضية حرية واستقلال وطني وليست قضية فرد على الإطلاق .. مهما كان موقعه رئيس حكومة أو غير ذلك من المواقع المهمة ..، نعم .. إن الثابت الوحيد في السياسة هو المتغير .. ولكن الثابت في المتغير يكمن في الجغرافيا .. حقاً ( يا أَْللاز يا ابني .. ما يبقى في الوادي إلا حْـجارُه ) ... حقاً " الحرب تندلع من فلسطين والسلم يبدأ من فلسطين " .. لقد قال ديفيد بنغوريون يوماً " إذا كان لا بد من الانحياز ، انحاز لإسرائيل ولا انحاز للحزب " . .. هذا للحزب لدى بنغوريون الفرد فكيف للمناضل لأي فرد ؟ . إنها قصة قصيرة .. اعتذر لأنها طالت غصب إن عني ـــ أردت تبيان بعض الحقائق ليس إلا . أبو علي شاهين