قال رئيس الوزراء محمد اشتية: "تواجه القضية الفلسطينية العديد من التحديات وانشغال العالم بقضايا أخرى، وهذا خلق فراغا سياسيا بحاجة الى ملء بجهد دولي، ونقدم لكم الشكر والتقدير على دعم اندونيسيا اللامتناهي وغير المحدود للقضية الفلسطينية، وللجهود الفلسطينية من أجل نيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة".
وأضاف اشتية: "أنقل لكم ولحكومتكم ولشعبكم تحيات الرئيس محمود عباس، ونقدم لكم جزيل الشكر على حفاوة الاستقبال، وعلى وما استمعنا له من نصائح تؤكد على أهمية الوحدة الوطنية بإنهاء الانقسام لتكون الجبهة الفلسطينية موحدة في مواجهة الاحتلال والتحديات التي يواجهها شعبنا الفلسطيني".
جاء ذلك خلال كلمة رئيس الوزراء، في مؤتمر صحفي، عقده مع رئيس جمهورية اندونيسيا جوكو ويدودو، اليوم الاثنين، في قصر بوجور الرئاسي، بحضور وزير الخارجية رياض المالكي، وسفير فلسطين لدى اندونيسيا زهير الشن، ورئيس سلطة النقد فراس ملحم، ووزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي، ووزير التجارة بجمهورية إندونيسيا ذو الكيفلي حسن.
وتابع اشتية: "زيارتنا الى اندونيسيا هي تتويج ل 33 عاما من العلاقات الثنائية والمحبة والاحترام والصداقة، واتفاقيات التعاون بيننا هي مهمة لنا، سواء من ناحية تبادل الزيارات، وتقديم المنح الدراسية للطلبة الفلسطينيين، ودعم الاونروا والقطاع الصحي الفلسطيني، ونريد تعزيز العلاقات الثنائية ليس على المستوى الرسمي فقط وإنما ما بين الشعبين".
وتمنى اشتية التوفيق لإندونيسيا في عقد القمة المقبلة لمجموعة الدول 20 على أراضيها، آملا أن تحضر فلسطين على أجندة هذا الاجتماع، وأن يتضمن بيان مجموعة العشرين دعم فلسطين والمطالبة بإنهاء الاحتلال والاعتراف بدولة فلسطين.
من جانبه، أعرب الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو عن سعادته بهذا اللقاء، مؤكدا أن فلسطين واندونيسيا تجمعهما صداقة حميمية وتاريخ طويل من التضامن والدعم، قائلا: "اندونيسيا لا ولن تنسى أن فلسطين من أوائل الدول التي اعترفت بإندونيسيا".
وأكد الرئيس الاندونيسي على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية خصوصا أن تجربة اندونيسيا تؤكد على أن الوحدة هي طريق الانتصار، مبديا الجاهزية لتقديم كافة أشكال الدعم والجاهزية لإنجاز جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية على أكمل وجه.
وأكد ويدودو على موقف اندونيسيا الداعم لعضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة، معربا عن سعادته بتطور ونمو العلاقات التجارية بين فلسطين واندونيسيا في ظل ارتفاع الميزان التجاري بينهما لهذا العام بنسبة 21%، مبديا استعداده لبحث توسيع الإعفاء للسلع الفلسطينية.
واستعرض الرئيس الاندونيسي مذكرة التعاون الخاصة بالمنحة الإنسانية للقضايا الصحية، ومذكرة التعاون الفني في مجال مراقبة الدواء والغذاء والتي تهدف الى تعزيز التعاون في مجال سلامة وجودة المنتجات الدوائية والمكملات الغذائية والاغذية المصنعة.
وقام اشتية عقب مراسم استقباله من قبل الرئيس الإندونيسي، في قصر بوجور الرئاسي، حيث عزف النشيد الوطني للبلدين، بزراعة شجرة في حديقة القصر إلى جانب الرئيس ويدودو، كتعبير عن الصداقة القوية بين البلدين.
ووضع رئيس الوزراء الرئيس الاندونيسي في صورة الأوضاع والتطورات السياسية، في ظل الفراغ السياسي وانشغال العالم عما يحدث في فلسطين، والتدمير الممنهج لحل الدولتين، وما تمارسه سلطات الاحتلال من قتل وتدمير واقتحامات واستيطان والاعتداء على المقدسات، وتحديدا المسجد الأقصى المبارك، وتمويل إسرائيل لانتخاباتها من الدم الفلسطيني.
وزار اشتية المقبرة الوطنية الرئيسية للأبطال في كاليباتا جنوب جاكرتا، ووضع إكليلا من الزهور على الضريح، تخليدا لذكرى الأبطال الذين ناضلوا من أجل استقلال اندونيسيا.
