وائل الأمين: حماس في دمشق… هل أدركت غلطتها؟

الإثنين 24 أكتوبر 2022 10:26 ص / بتوقيت القدس +2GMT
وائل الأمين: حماس في دمشق… هل أدركت غلطتها؟



كتب وائل الأمين:

بعد عشر سنوات ونيّف من القطيعة بين دمشق وحماس، عادت الأخيرة مع وفد الفصائل الفلسطينية متمثلة بالسيد خالد الحيّة نائب قائد حركة حماس في غزة، فماذا جرى لتتحول حماس هذا التحول المفصلي؟
ليس بجديد على سوريا دعم المقاومة الفلسطينية، فدمشق تحمل راية فلسطين وتمدها بكل ما أوتيت من قوة، ولكن في عام 2012 خرجت حماس من سوريا في بداية الحرب الإرهابية الظالمة على الشعب السوري.

يقول الحيّة أن الرئيس الأسد أبدى تصميمه على دعم المقاومة والشعب الفلسطيني وتوحيد الصف المقاوم، ليتم التركيز على العدو الصهيوني الذي يستفيد من بعض الخلافات الحاصلة بين الإخوة المقاومين، لكن نريد طي صفحة الماضي… ، فهل أدركت حماس غلطتها؟؟؟
سوريا التي دعمت المقاومة بالسلاح والعتاد ولم تنحرف بوصلتها يوماً عن فلسطين فقد قدمت دعماً مالياً وعسكرياً ولوجستياً، خرجت منها حماس في بداية الحرب الكونية التي طالت الشعب السوري، فقد خلطت حماس أوراقها مع دمشق واليوم تعود للحضن الدافئ والأب الروحي للمقاومة الفلسطينية، لكن حديث السيد خالد الحيّة نائب قائد حركة حماس في غزة عندما قال أخبرنا كل حلفائنا بهذه الخطوة( طي صفحة الماضي مع دمشق) وكانوا مشجعين لنا بما في ذلك تركيا وقطر والأخوة في مصر.. هذا يدل على أن هذه الدول ربما تكون في الأشهر القليلة المقبلة على طابور الانتظار للعودة إلى دمشق، فها هي أنقرة ودمشق يتباحثان أمور عودة العلاقات وأعتقد أنها وصلت إلى مرحلة متقدمة، ولكن قطر التي لعبت دوراً أساسياً إلى جانب السعودية في دعم الإرهاب الذي عصف بالشعب السوري وهجّر ملايين السوريين هل ستكون في دمشق قريباً ؟؟؟
إن الدولة القطرية قد موّلت ودعمت لوجستياً ومالياً المجموعات الإرهابية المنتشرة في سوريا مؤكداً ذلك وزير الخارجية القطري الأسبق حمد بن جاسم، لم تكتفِ بذلك فقد أعطت تعليماتها للماكينة الإعلامية التي تملكها بدعم الإرهابيين إعلامياً ليس فقط في سوريا بل في كل ما أسموه الربيع العربي الذي دمر البلدان العربية، لكن الدوحة الآن هي مقر إقامة قادة حماس، ولا يمكن أن تعود حماس لدمشق إلا بتشجيع قطري هذا يدل على أن قطر بدأت بمغازلة دمشق، فهل تكون حماس الوسيط بين دمشق والدوحة؟؟؟
إن الوساطة التي لعبها حزب الله في لبنان بين حماس ودمشق قد نجحت، وربما نشهد في الفترة القليلة المقبلة نجاح الوساطة الروسية الإيرانية في تقريب وجهات النظر بين دمشق وأنقرة، لكن إذا أُختيرت حماس وسيطاً بين قطر وسوريا سيكون دورها صعب للغاية لعدة أسباب أهمها:
أولاً : حماس خذلت دمشق مرة ورغم عودة العلاقات بينهما لكن ذلك لا يعني أن تكون حماس كما كانت قبل الحرب على سوريا، هذا يعني أن حماس لا يمكن أن تؤتمن بالقدر الذي يؤهلها من لعب دور الوساطة بين بلد عربي دمر بلد آخر ودعم الإرهاب ووضع يده بيد المتآمرين.
ثانياً: ملف قطر أكثر سخونة فهي من دعمت ومولت وشجعت الإرهاب في سوريا، هذا يعني أن الملف شائك جداً ولا يمكن أن يكون سهلاً على حماس لعب هذا الدور خصوصاً أنها عائدة إلى الأب الروحي للمقاومة حديثاً.
ثالثاً: أن قطر ليست وحدها، فإذا تم تقارب وجهات النظر بين دمشق وأنقرة، ربما تكون الإمارات هي الوسيط بين السعودية ومصر وقطر من جهة، وسوريا من جهة أخرى، فالإمارات قد وقعت عقود استثمار بتركيا في الآونة الأخيرة تتجاوز ال10 مليارات دولار بعد الزيارة التي قام بها ولي عهد أبو ظبي إلى أنقرة، ولديها علاقات جيدة بكل من مصر والسعودية وقطر بعد المصالحة الخليجية لها، فهي قد تلعب دور الوسيط بين الخليج ودمشق وكفتها تميل أكثر من حماس في هذا الدور.
في هذا العالم لا يوجد عدو دائم ولا صديق أبدي، هناك متغيرات إقليمية وعالمية ومصالح، بعد زمن من الصداقة والمصالح بين الإحتلال الصهيوني وروسيا بدأت هذا الصداقة بالإنهيار نتيجة المتغيرات العالمية، واليوم حماس جاءت إلى دمشق بعد عقد من القطيعة، فمن سيكون القادم؟؟ يتساءل مراقبون ؟؟
كاتب وصحفي سوري