الغاز وقود مؤامرة الربيع العربي ولاحقا اوكرانيا..

الأحد 23 أكتوبر 2022 12:20 م / بتوقيت القدس +2GMT
الغاز وقود مؤامرة الربيع العربي ولاحقا اوكرانيا..



كتب حافظ البرغوثي ..

شكرت إسرائيل قطر على دورها في إبرام إتفاق السلام الإقتصادي مع لبنان ،وتبين ان قطر حجزت حصة  في الإستثمار في حقول الغاز اللبنانية عن طريق شركة توتال الفرنسية . فالشهية القطرية  للغاز قديمة كما هي الشهية الامريكية . فقد لعب الغاز دورا في تدمير افغانستان من قبل وكانت عائلة بوش تمتلك شركة نفطية في تكساس ولهذا حاول بوش الأب ثم الإبن استثمار غاز وسط اسيا عن طريق مد خط  انابيب عبر افغانستان ليصل الى المحيط الهندي عبر باكستان   فدعمت الولايات المتحدة حركة طالبان للوصول الى الحكم واسقاط النظام الذي تشكل بعد انسحاب الاتحاد السوفياتي من افغانستان.فالغاز كان الصاعق الذي فجر  الكثير من البلدان العربية لاحقا. ففي سنة 2000 اكتشفت شركة بريتش غاز البريطانية حقلا للغاز في بحر غزة وكنا على متن زورق نرافق الرئيس الراحل الشهيد ابو عمار لإشعال الشعلة الأولى في عرض البحر لكن الأحداث اللاحقة حالت دون الإستمرار في استثمار الحقل ثم جاء انقلاب حماس بوحي قطري  لإحباط اتفاق مكة لأنه برعاية سعودية أولا ثم لوجود   الغاز في بحر غزة حيث زار سيء الصيت حمد بن جاسم غزة قبل انقلابها باسبوع لترتيب الانقلاب . وكنت سابقا قلت قبل عقد من الزمن في مقالات ان ما سمي بالربيع العربي بدأ في غزة كمقدمة لأحداث  تدميرية متسلسلة وفق الأجندة الامريكية ، وكلنا نعلم ان غزو العراق قبل ذلك كان هدفه  الاستيلاء على النفط العراقي الذي يوازي في احتياطياته السعودية . وكانت غزة مكانا مثاليا لإطلاق المؤامرة  في خاصرة مصر والنظام المصري كان في غيبوبة في حينه    لأن الهدف الأعلى لمخططي مؤامرة الربيع كان اسقاط مصر في حضن الإخوان بتفاهمات   معهم في واشنطن  برئاسة خيرت الشاطر ثم اطلاق ايديهم في العالم العربي بشرط الحفاظ على امن اسرائيل والمصالح الامريكية ، وتوقع الامريكيون المتآمرون وكبيرهم السناتور المقبور جون ماكين ان تندلع حروبا اهلية في كل الاقطار العربية بفضل حلفائهم من جماعة الإخوان  لمدة اربعين سنة . وحتى تتضح الصورة نعود الى سوريا  حيث كانت العلاقات بين الأسرتين الحاكمتين في الدوحة ودمشق حميمة وتتبادلان الزيارات الأسرية دوريا . وذات زيارة طرح امير قطر السابق على بشار الاسد مشروع استثمار حوض  للغاز يمتد من المياه القبرصية حتى حمص لكن الرئيس السوري رفض الاقتراح. وانتقل امير قطر الى ليبيا وعرض على القذافي مشروع شراء النفط والغاز الليبي لمدة عشرين سنة لكن القذافي  رفض العرض وطلب امير قطر زيارة الجزائر لكن الجزائريين استفهموا من الليبيين عن هدف الزيارة فأدركوا انه قادم بعرض لاحتكار الغاز الجزائري فرفضوا الزيارة. من هنا نفهم احداث الربيع العربي ودور الغاز فيها وكون قطر وكيلا للاميركيين . ومن هنا نفهم احداث اوكرانيا لأن واشنطن ولندن كانتا تعدان اوكرانيا منذ سنة 2014 عسكريا لايذاء روسيا او اسقاط نظامها للسيطرة على مواردها التي تقدر باكثر من ثلث ثروات العالم من النفط والغاز والغابات والمعادن والقمح او على الأقل اجبار اوروبا على التخلي عن الغاز والنفط الروسي والاعتماد على المصدر الامريكي فقط. وكانت ضربة الرئيس الروسي في اوكرانيا ضربة استباقية ليس الا.

الآن قبل العودة   الى غاز غزة  نذكر هنا حقل النفط في رنتيس في الجانب الفلسطيني    من المنطقة الحرام وقرب قاعدة تخزين عسكرية  امريكية بموجب اتفاق الهدنة  وتستثمره اسرائيل منذ اكثر من عقد .   اما قطاع غزة   فلا يخضع عمليا للاحتلال لأن الاحتلال يجاهر ليل نهار إنه انسحب   من غزة احاديا  ويمكن تشغيل الحقل دون تدخل اسرائيلي بواسطة مصر التي تحولت الى محطة دولية  لتوزيع الغاز بما فيه ما تسرقه اسرائيل من الحقول البحرية الفلسطينية   .