قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" في بيان لها ان عددا متزايدا من لاجئي فلسطين في لبنان يؤكدون إن "أي شيء" اصبح أفضل من حياتهم اليوم" موضحة "انه في الوقت الذي تتوجه أنظار العالم إلى مكان آخر، يواصل لاجئو فلسطين المخاطرة بانفسهم بحثاً عن حياة أفضل".
واضاف مفوض الاونروا فيليب لازاريني "إن مستويات الفقر غير المسبوقة، ومعدلات البطالة المرتفعة للغاية، ودرجات اليأس المتزايدة تنتشر في انحاء لبنان، الأمر الذي أثر بشدة على اللبنانيين ولاجئي سوريا وفلسطين ويأتي ذلك وسط احدى أسوأ الأزمات الاقتصادية في التاريخ الحديث، والتي تفاقمت بسبب جائحة كوفيد-19 وسوء الحوكمة وانهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية"موضحة " إن لاجئي فلسطين، الذين يعيشون في مخيمات مكتظة ويعانون بسبب سياسات التمييز، هم أحد أفقر الناس في البلاد عبر العقود. أصبحوا الآن يتشبثون بآخر ما تبقى".
وناشد "الحصول بشكل عاجل على 13 مليون دولار من أجل لاجئي فلسطين في لبنان وسيمكن ذلك الوكالة من تقديم المساعدات النقدية التي تشتد الحاجة إليها، ومواصلة تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية، وإبقاء مدارسنا مفتوحة حتى نهاية العام".
وتابع "يعيش كل لاجئ من فلسطين في لبنان تقريباً في فقر. لقد ارتفع متوسط تكلفة السلة الغذائية ستة أضعاف في العام الماضي، وهي احدى أعلى الارتفاعات التي سجلها العالم هذا العام كما أن تكلفة المياه والوقود والكهرباء والغاز والنقل والرعاية الصحية ارتفعت من ثلاث إلى خمس مرات وهناك نقص متزايد في الأدوية وباتت العائلات غير قادرة على دفع ثمنها منذ رفع الدعم الحكومي. لم يعد عدد كبير جداً من عائلات لاجئي فلسطين قادر على دفع مقابل الرعاية الصحية الثانوية ويفقد اليوم بعض من تلك العائلات العلاج المنقذ للحياة فقط لتجنب تراكم الديون".
وتقول إيمان، وهي أم لثلاثة أطفال من مخيم مار الياس: "إن الموت من الفقر لن يختلف كثيراً عن الموت في البحر. لقد أصبحت الحياة في لبنان لا تطاق مع وقوع أزمة تلو الأخرى. الشباب هم أولئك الذين يسعون بالعادة إلى الهجرة هرباً من هذا الواقع لكن اليوم عائلات بأكملها اصبحت تبيع كل شيء وتخاطر بحياتها لمجرد الحصول على حياة كريمة".
وفي حين دأبت الأونروا على المساعدة وتقديم المعونات النقدية وغيرها من الخدمات الأساسية، فإن مساعدتنا ليست سوى قطرة في محيط من اليأس ومع النقص الشديد الذي نواجهه في تمويل المناشدات الإنسانية الطارئة، فإن لاجئي فلسطين غالبا ما يكونون غير قادرين حتى على العيش بكفاف. هناك حاجة فورية إلى أكثر من ذلك بكثير لتجنب المزيد من المآسي.
وقال لازاريني"لقد حان الوقت لاتخاذ خطوات فعلية. علينا أن نتحمل المسؤولية الجماعية، وأن نمد يد العون للبنان للمساعدة في سحب الناس من على حافة الهاوية".


