ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الاثنين، أنّه "يجب تزويد الأوكرانيين بمنظومات دفاعية تقتل المسيّرات أو الصواريخ البالستية الإيرانية".
وقال اللواء احتياط في الاحتلال الإسرائيلي ورئيس أمان سابقاً، عاموس يدلين، لـ"القناة 12" الإسرائيلية: "نحن نرى أنّ إيران تعطي مسيرات وصواريخ بالستية لروسيا، ويجب أن ننظر بشكل متناسب إلى هذا الهجوم، وأن نكون مستعدين له".
وأشار يدلين إلى أنّ "إسرائيل يجب أن تضع نفسها بشكل واضح مع المعسكر الغربي الذي يساعد أوكرانيا، ويجب عليها مساعدة أوكرانيا أكثر ممّا تفعل حالياً".
وأضاف: "يجب تزويد الأوكرانيين بمنظومات غير هجومية بل دفاعية، ولا تقتل الروس، بل تقتل مسيّرات إيرانية أو صواريخ بالستية إيرانية"، مشيراً إلى أنّ ذلك "يمكن فعله مع الحفاظ على الأمر مع روسيا على ما يرام".
وتابع: "روسيا تزود أسلحة تمس في النهاية بجنود الجيش الإسرائيلي.. منظومات دفاع جوي تزود لإيران وسوريا وتنزلق إلى حزب الله، ويقولون لنا إنها منظومات دفاعية، لذلك نستطيع استخدام نفس التبرير الروسي من أجل مساعدة أوكرانيا".
يُشار إلى أنّ الإعلام الإسرائيلي، ذكر منذ أيام، أنّ "شركة صناعات أمنية إسرائيلية باعت الجيش الأوكراني منظومات مضادة للطائرات المسيرة (anti-drone)، قادرة على اعتراض عمل طائرات مسيرة قتالية والتشويش عليها".
وفي وقتٍ لاحق، أعلن نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، أنّ "خطط إسرائيل بشأن تزويد كييف بالأسلحة خطوة طائشة للغاية"، مضيفاً: "يبدو أنّ إسرائيل ستزود نظام كييف بالأسلحة، وهذه خطوة متهورة جداً، سوف تدمر كل العلاقات بيننا".
المسيرات الإيرانية ودورها في الحرب المقبلة
وشكّلت المسيرات الإيرانية التي استخدمتها روسيا في أوكرانيا قلقاً إسرائيلياً، عبّر عنه الإعلام الإسرائيلي وعدد من المسؤولين الإسرائيليين، الذين حذّروا من أنّ خطر استخدام هذه المسيّرات يتزايد، وقد يشكّل تهديداً عالمياً، متحدّثين عن مميزات هذه المسيّرات، وخصوصاً مسيرة "شاهد-136" الإيرانية.
وفي السياق، أورد الإعلام الإسرائيلي أنّ "الاستخدام المتزايد لوسائل قتالية من إنتاج إيراني في أوكرانيا يقلق جداً القادة الإسرائيليين".
وأفادت مراسلة الشؤون السياسية في قناة "كان"، غيلي كوهين، أنّ "هرتسوغ سيبحث خلال زيارته إلى واشنطن الموضوع الإيراني والحرب في أوكرانيا، وهو أمرٌ يقلق جداً القادة الإسرائيليين، في ظل الاستخدام المتزايد لوسائل قتالية من إنتاج إيراني في أوكرانيا".
بدورهـ، ذكر موقع "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلي أنّ "الطائرات المسيرة في سماء أوكرانيا والمنفعة الإيرانية، سببان للقلق في إسرائيل".
وكان موقع "والاه" الإسرائيلي قال، في وقتٍ سابق، إنّ "إسرائيل تتابع عن كثب المسيّرات التي ستؤثر في أي حرب مستقبلية ضد إيران أو حلفائها في المنطقة"، مشيراً إلى أنّ "الاستخدام المتزايد للطائرات من دون طيار يتحدى أنظمة الدفاع الأوكرانية".
"شاهد -136" أكثر فاعلية وخطورة
بيّن موقع "يديعوت أحرونوت" أنّ المسيّرة "شاهد -136" "تُعتبر أكثر فاعلية وخطورة خاصةً ضد الأهداف المدنية الثابتة وغير المحمية، وهي طائرة صغيرة وخفيفة لكنّها محمّلة بالوقود وعشرات الكيلوغرامات من المتفجرات شديدة التدمير"، لافتاً إلى أنّ هذه المسيّرة "مبرمجة للانتقال إلى هدفها لمسافة تصل إلى 1000 كم أو أكثر باستخدام جهاز GPS، ثم الانفجار فيه".
وتابع الموقع أنّه "في ساحة المعركة، يمكن تشغيل شاهد - 136 في شكلين: أحدهما طائرة بدون طيار محمّلة بعشرات الكيلوغرامات من المتفجرات الحساسة التي يتم توجيهها مسبقاً للطيران، وتحطم هدف معروف موقعه".
وأضاف: "أمّا الطريقة الثانية فهي أن تكون بمثابة سلاح متجول، وبموجبه يتم إرسال شاهد-136 للدائرة فوق منطقة القتال حتى تحدد بنفسها (بدون توجيه عن بعد) باستخدام جهاز استشعار أو كاميرا مثبتة عليها، هدفاً هي مبرمجة مسبقاً لتحديد موقعه وتدميره، وعندما تكتشف المستشعرات مثل هذا الهدف، على سبيل المثال إشعاع الرادار لبطارية مضادة للطائرات، تغوص الطائرة بدون طيار إلى داخلها حتى تمس به وتنفجر عليه".
منفعة إيران من استخدام روسيا للمسيّرات
كذلك، تحدّث موقع "يديعوت أحرونوت" عن المنفعة الإيرانية من استخدام الروس لمسيّرات من إنتاج إيراني.
واعتبر أنّ هذه المنفعة تكمن في أنّه "لن يتمكن العلماء والخبراء الإيرانيون فقط من تحسين الدقة وزيادة القدرة التدميرية لطائراتهم بدون طيار وصواريخهم بناءً على الخبرة التي اكتسبها الروس في أوكرانيا، بل سيتعلمون أيضاً جعل طائراتهم وصواريخهم محصّنة ضد الإجراءات المضادة التي سيتم تطويرها في الغرب (ربما بمساعدة إسرائيل)، وسوف يتعلمون تطوير أساليب تشغيلية من شأنها تجاوز الإجراءات الدفاعية".
وأكّد الموقع أنّ "الإيرانيين من خلال الروس، يتنافسون الآن في الدوري العالمي لمطوّري ومصنّعي أنظمة قتالية متطورة ويكتسبون الخبرة".
وأضاف أنّ "ممّا لا شكّ فيه أنّ العلماء والمهندسين الروس سيساعدونهم ويشاركونهم المعرفة التي اكتسبوها في أوكرانيا في تشغيل الأنظمة الإيرانية وغيرها"، ومشدداً على أنّ "هذه الأمور ليست أنباءً إيجابية من وجهة نظر إسرائيلية".
وبحسب الموقع، فإنّه "من الواضح الآن أيضاً أنّ إيران وصناعة الأسلحة التقليدية فيها تشكّل تهديداً مادياً حقيقياً".
وسلّطت صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير لها مساء اليوم الإثنين، الضوء على الطائرات المسيّرة إيرانية الصنع التي استخدمتها روسيا بكثرة في الآونة الأخيرة لضرب أهداف مدنية وأخرى في ساحات القتال.
تلك الطائرات، وفق الصحيفة، ظهرت للمرة الأولى في ميدان الحرب قبل نحو شهرين، وبات صوتها الطنّان "الذي يشبه صوت جزازة العشب أو دراجة نارية" مألوفًا في أوكرانيا.
وتقرأ الصحيفة في كثافة استخدام تلك الطائرات مؤشرًا إلى نفاد الأسلحة الروسية. ورغم أن الدفاعات الأوكرانية تمكنت من إسقاط الكثير منها، إلا أن خبراء عسكريين يقرّون بأنها حققت بعض الأضرار، لا سيما مع لجوء روسيا إلى دفعة من الطائرات في وقت واحد، ولا سيما طائرة "شاهد 136" الانتحارية.
ما هي طائرة "شاهد 136"؟
هي طائرة تتبع أسلوب "الكاميكازي" الانتحاري الذي عرفت به الطائرات اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية - إلا أنها من دون طيار - إذ تهبط من أعلى في السماء نحو هدفها وتنفجر عند الاصطدام. لها جناح مثلثي، ويحمل رأسًا حربيًا يبلغ وزنه حوالي 80 رطلاً ويتم إطلاقه من مؤخرة شاحنة. يبلغ مدى الطائرات بدون طيار 1500 ميل، ما يعني أنه يمكن إطلاقها من مكان بعيد عن الجبهة.
لكن يعيبها أنها بطيئة الحركة وصاخبة وتطير على ارتفاع منخفض. وبحسب وزارة الدفاع البريطانية، فإن هذه السمات تجعلها "سهلة الاستهداف باستخدام الدفاعات الجوية التقليدية".
لماذا تستخدم روسيا طائرات مسيرة إيرانية؟
فشلت روسيا في تحقيق التفوق الجوي خلال الحرب، وتواجه طائراتها التي يقودها طيّارون خطرًا كبيرًا عندما تغامر بدخول الأراضي الأوكرانية. في المقابل، يمكن لطائرات "شاهد 136" بدون طيار أن تطير بشكل مستقل وتحلق في منطقة ما حتى يظهر هدفها المحدد؛ وهذا يعطي روسيا خيارًا للهجوم دون المخاطرة بأفرادها.
ما مدى قوة الطائرات الإيرانية بدون طيار؟
يصف الجيش البريطاني حمولة شاهد 136، التي تزن 80 رطلاً، بأنها صغيرة، ومع ذلك، فإن دقة الاستهداف تعطيها تأثيرًا مدمرًا. تنقل الصحيفة، في هذا السياق، عن ضابط أوكراني رأى الطائرة بدون طيار في القتال، أنها يمكن أن تستهدف مدافع هاوتزر ذاتية الدفع بالقرب من مكان تخزين البارود، ما يتسبب في انفجار أكبر مما يمكن أن يحققه رأسها الحربي وحده.
ورغم الخطر الذي مثّلته تلك الطائرات عندما ظهرت في ساحة المعركة في أوكرانيا هذا الصيف، يدعي الجيش الأوكراني الآن أنه حسن قدرته على إسقاط الطائرات بدون طيار، وضرب معظمها. وتنقل الصحيفة عن أوكراني قوله، الشهر الماضي، إن مسؤولي المخابرات الإسرائيلية قدموا معلومات عن طائرات إيرانية بدون طيار إلى أوكرانيا.
أين تم استخدامها؟
تم تأكيد استخدام الطائرات بدون طيار لأول مرة في ساحة المعركة في أغسطس/ آب في شمال شرقي أوكرانيا، حيث اختبرتها القوات الروسية ضد المدفعية الأوكرانية وغيرها من المعدات الثقيلة. يقول جنود أوكرانيون على الخطوط الأمامية حول مدينة باخموت الشرقية إن عدد هذه الطائرات في ازدياد.
في الأيام الأخيرة، تم الإبلاغ عن استخدام الطائرات بدون طيار في عمق الأراضي الأوكرانية، حيث استهدفت روسيا البنية التحتية المدنية. وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أن ما لا يقل عن ست طائرات مسيرة إيرانية الصنع ضربت بلدة بيلا تسيركفا الواقعة على بعد 50 ميلا جنوب كييف، يوم الخميس، بينما أسقط الجيش الأوكراني ست طائرات أخرى.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن الطائرات المسيرة استخدمت يوم الاثنين في هجمات على العاصمة نفسها، واستهدفت مقر شركة الطاقة الوطنية الأوكرانية وألحقت أضرارا بالمباني السكنية.