وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، شددت في التقرير الذي رفعته للرئيس اوباما الاسبوع الماضي بانه يجب تركيز الجهود في هذه المرحلة على تعزيز رئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن) على خلفية الضعف الشديد في مكانته في الساحة الفلسطينية الداخلية. وبالتوازي أفادت امس القناة 10 بان ابو مازن هدد في رسائل رفعها الى البيت الابيض بانه يفكر بالاستقالة من منصبه عقب الجمود السياسي. مصدر سياسي كبير وضع في صورة تفاصيل التقرير الذي رفعته كلينتون للرئيس، الذي بذل الجهود لاستئناف المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية اشار الى أن وزيرة الخارجية الامريكية شددت على حقيقة أنه في نظر السلطة الفلسطينية لحق بعباس ضرر سياسي كبير في أعقاب سحب الطلب لتبني تقرير غولدستون في مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة. في الايام التي سبقت رفع التقرير وصل الى واشنطن رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات وعرض على الامريكيين سيناريو رعب بشأن الوضع الصعب لعباس واليأس الذي يسود رام الله في ضوء الجمود السياسي. وأوصت كلينتون الرئيس باتخاذ اعمال مختلفة لتعزيز ابو مازن، ضمن امور اخرى من خلال الطلب من اسرائيل القيام ببادرات طيبة مختلفة لابداء مزيد من المرونة تجاه الموقف الفلسطيني بشكل يسمح باستئناف المفاوضات في ظل عرض انجاز فلسطيني. وشددت كلينتون على ان تعزيز ابو مازن حرج على نحو خاص في ضوء امكانية اجراء انتخابات في السلطة في السنة القريبة القادمة. في أعقاب تقرير كلينتون اتصل اوباما يوم الجمعة بعباس كي يشجعه. في اعقاب الحديث نشر بيان جاء فيه ان اوباما ملتزم برؤيا الدولتين للشعبين وانه سيواصل العمل بشكل شخصي لتطبيقها. كما أن كلينتون بلغت الرئيس بان في نيتها ان تلتقي في 2 تشرين الثاني في المغرب بمجموعة من وزراء الخارجية العرب والطلب اليهم تشديد الدعم لابو مازن حيال حماس من ناحية سياسية واقتصادية على حد سواء. اضافة الى ذلك ستطلب كلينتون من وزراء الخارجية العرب اتخاذ خطوات تطبيع تجاه اسرائيل. والى ذلك، افاد تشيكو منشه من القناة 10 أمس بان ابو مازن هدد الامريكيين بانه يعتزم الاستقالة او عدم التنافس في الانتخابات القادمة على رئاسة السلطة الفلسطينية. وحسب التقرير، نقل ابو مازن رسائل الى البيت الابيض تقول انه يشعر ان الادارة الامريكية هجرته وهجرت الموقف الفلسطيني. في مكتب رئيس الوزراء اضافوا بان "نتنياهو اتخذ سلسلة خطوات كي يستأنف المسيرة السلمية مثلما هو معروف جيدا للادارة الامريكية. فقد دعا رئيس الوزراء الفلسطينيين لاستئناف المفاوضات فورا دون شروط مسبقة، ولكن الفلسطينيين يتشددون في مواقفهم ويطرحون شروطا مسبقة للمفاوضات لم يكونوا طرحوها من قبل على الحكومات السابقة. خسارة ان الخطوات السياسية المكشوفة التي يتخذونها ترمي الى اغراض سياسية داخلية تثقل على المسيرة السلمية". ونفى مكتب ابو مازن امس ان يكون في نيته الاستقالة. وفي بيان عن الرئاسة الفلسطينية جاء ان "هذه شائعات تستهدف اثارة البلبلة والاحباط في الساحة الفلسطينية وهي جزء من الحملة الاسرائيلية على ابو مازن هدفها مساعدة اسرائيل في التملص من التزاماتها في خريطة الطريق". 27 اكتوبر 2009