قالت قناة عبرية، اليوم الاثنين، إن مجموعة "عرين الأسود" الفلسطينية المسلحة هي أخطر التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل على الساحة الفلسطينية.
جاء ذلك في تحليل للدكتور ميخال ميلشتاين رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز دايان في جامعة تل أبيب، نشرته القناة "12" في التلفزيون الإسرائيلي على موقعها الإلكتروني.
وقال ميلشتاين: "يبرز تحليل صور نشطاء "عرين الأسود" عدة خطوط بارزة. وُلد معظمهم في حوالي عام 2000 (الجيل Z)، مما يعني أنهم يتذكرون الانتفاضة الثانية بطريقة محدودة نسبيا، الراسخة في أذهان جيل آبائهم".
وأضاف: "هؤلاء هم الشباب الذين كانوا قبل 7 سنوات في طليعة انتفاضة السكاكين والآن عندما كبروا، فإنهم "تحسنوا": إنهم يحملون أسلحة نارية، ويشكلون منظمات محلية على أساس معارفهم الشخصية".
واعتبر أنه من السمات البارزة الأخرى لـ "عرين الأسود" عدم الانتماء إلى أي كيان مؤسسي، مشيرا إلى أن شبكة الإنترنت تشمل مساحة وجودية لـ "عرين الأسود"، فعلى الرغم من أن المنظمة لا تضم سوى بضع عشرات من الأعضاء، إلا أنها تتمتع بصدى واسع في الشارع الفلسطيني، وخاصة بين الشباب.
وتابع الخبير الإسرائيلي: "هذا، من بين أمور أخرى، بسبب وجودها العميق في الفضاء على الإنترنت، المليء بمقاطع فيديو التيك توك التي يتم من خلالها نشر الهجمات التي ينفذها أعضاء التنظيم و"أعمال" شهدائها وعلى رأسهم إبراهيم النابلسي الذي قُتل في مواجهة في بداية شهر أغسطس/آب ويعتبر أحد الآباء الروحيين لـ "عرين الأسود".
ومثل عدد غير قليل من أعضاء التنظيم، كان للنابلسي أيضا صلة عامة بحركة فتح، فهو ابن ضابط في جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية، ونشأ على أجنحة قصص عن "شهداء" آخرين من بين عائلته أو مكان إقامته، يقول ميلشتاين.
واعتبر ميلشتاين أن "استمرار نشاط "عرين الأسود" يجسد ثلاثة تهديدات رئيسية، موضحا "الأول، بالطبع استمرار إلحاق الضرر بقوات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين الإسرائيليين في شمال الضفة الغربية".
وأضاف: "التهديد الثاني هو التقليد المحتمل في مراكز أخرى من الضفة الغربية من قبل الشباب الذين يتوقون أيضا إلى "النشاط غير المؤسسي"، وهو الأمر الذي سيعزز التهديد الأمني لإسرائيل، ولكنه سيقوض أولا موقف السلطة الفلسطينية الهش".
ومضى بقوله: "أما التهديد الثالث، والأخطر على الإطلاق، فهو احتمال أن ترعى حماس هذه المنظمات، وتزودها بالمساعدات المالية واللوجستية والعسكرية وتوجه أنشطتها. وهذا سيسمح مرة أخرى لحماس بالترويج للإرهاب والتحريض في الضفة الغربية مع الحفاظ على السلام والاستقرار الاقتصادي في قطاع غزة، وهو ما يشكل في الواقع فرضا للتمييز على إسرائيل بين المنطقتين".
وقال إن "إسرائيل في فخ استراتيجي في ظل التصعيد في الضفة الغربية وعلى الرغم من الواقع السياسي الحساس عشية الانتخابات (البرلمانية المقررة مطلع الشهر المقبل)، يبدو أن الحاجة تتزايد إلى نشاط واسع نسبيا في شمال الضفة للقضاء على البنى التحتية الإرهابية التي تتعزز هناك".
واعتبر أن السلطة الفلسطينية بدأت بالفعل في محاولة لفرض النظام العام في نابلس منذ حوالي شهر، لكن ذلك واجه معارضة شعبية قوية، ومن غير المرجح أن تكون قوية وسريعة بطريقة توفر استجابة مناسبة لتحدي الأمن المتنامي.
وأردف الخبير الإسرائيلي، مؤكدًا أن تحرك واسع لجيش بلاده في شمال الضفة يمكن أن يكون مصحوبا بعدة تحديات.
واستدرك، موضحًا: "احتمال حدوث اضطرابات في مراكز إضافية في الضفة الغربية. إسقاط سلبي على القدس وقطاع غزة. وبالطبع - تفاقم الخطاب السياسي المشحون في إسرائيل منذ البداية، مع خلفية قضية اتفاقية الغاز مع لبنان".
وأمس الأحد، اجتمعت ما تسمى بـ "لجنة رؤساء الخدمات" الإسرائيلية، والتي تضم رؤساء أجهزة الاستخبارات الخارجية (الموساد) والأمن العام (الشاباك)، وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، اجتمعت بمشاركة رئيس الوزراء ووزير الدفاع، لبحث نشاطات "عرين الأسود" في مدينة نابلس.
وقالت القناة "12": "كجزء من هذا التصدي للتنظيم، تقرر اليوم سحب تصاريح دخول لـ 164 من أقارب مقاتلي نابلس، ولا سيما رجال عرين الأسود. هذه ليست عقوبة مالية بسيطة، لكنها تحمل أيضا رسالة ضمنية لأولئك المسلحين، بأن هوياتهم معروفة لدى الأجهزة الإسرائيلية".
وبرز اسم "عرين الأسود" خلال الأيام الأخيرة، على خلفية تنفيذ عناصرها عمليات إطلاق نار ضد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة .
وظهرت المجموعة في نابلس شمالي الضفة، مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي، عبر عرض عسكري لعناصرها المنتمين لمختلف الفصائل الفلسطينية.