"مللت". هذه هي الرسالة التي يحاول رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن نقلها الى الرئيس الامريكي براك اوباما الذي يرى فيه الجهة الوحيدة التي يمكنها ان تدفع مسيرة السلام الى الامام. "انا لا ادري ماذا تريدون مني"، قال ابو مازن لاوباما في مكالمتين هاتفيتين اجريتا منذ نهاية الاسبوع. "انتم لا تريدون ان اتوجه الى الانتخابات، لا تريدون أن اشكل حكومة فلسطينية موحدة، تضغطون عليّ الا اوقع على اتفاق مصالحة مع حماس وفي نفس الوقت تعطون اسنادا لنتنياهو لمواصلة سياسته الاستيطانية. على ماذا سأبحث في المفاوضات؟ على كون القدس العاصمة الخالدة لليهود؟". وأضاف ابو مازن منجرفا: "سيدي الرئيس، لم اعد استطيع اكثر. انت، اسرائيل وحتى حماس حشرتموني في الزاوية، لم تتركوا امامي أي مساحة، نحن يائسون من الوضع". في هذه الاثناء مصمم الزعيم الفلسطيني على اجراء الانتخابات في السلطة في الاشهر القريبة القادمة. وقال لمقربيه: "فليذهب الشعب الفلسطيني الى الانتخابات. اذا كان يريد فلينتخب حماس، واذا كان يريد فلينتخب فتح. وليحص ما يحصل، لم يعد هذا من شأني". عزام الاحمد، الرجل رقم اثنين في حركة فتح وأحد المقربين من ابو مازن قال امس لـ "يديعوت احرونوت": "نحن انتخبنا ابو مازن، ولن نتخلى عنه. لن نسمح له باتخاذ قرار شخصي. بدون ابو مازن سيكون هنا وضع صعب للغاية". احد رجال مكتب ابو مازن قال امس بحزن: "ابو مازن مسكين. انشاء الله يساعده الله، لا يوجد احد آخر غيره يمكنه ان يقود الشعب الفلسطيني اليوم". ابو مازن خرج امس ليلا الى المغرب حيث ستجرى مباحثات في مسألة القدس. في مكتبه قالوا ان الرحلة ستساعد ربما في تغيير الاجواء واخراجه من الوضع الصعب. في اسرائيل يتلقون التقارير عن وضع ابو مازن بمشاعر مختلطة. في وزارة الخارجية يعتقدون بان هذه أزمة حقيقية ولكن في مكتب رئيس الوزراء لا يتأثرون. وقال مسؤول كبير في محيط نتنياهو: "سلوكه يثير الاشتباه بان الرجل لا يريد مفاوضات بل يريد أن يملي اوباما على الطرفين تسوية". 27 اكتوبر 2009