القدس المحتلة حذر مسؤولون فلسطينيون من ان المسجد الاقصى سيبقى بؤرة توتر قابلة للتطور بصورة خطيرة طالما استمر المتطرفون اليهود بالدعوة لبناء معبد مكانه في حين تسمح الحكومة الاسرائيلية بادخالهم الى باحاته.وقال مدير اوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب لوكالة فرانس برس "ان وضع الاقصى غير مستتب طالما تسمح الحكومة الاسرائيلية بادخال اليهود المتطرفين الى الحرم, وتكرار المستوطنين اطلاق تصريحاتهم بطرد العرب ومنع ادخال المسلمين الى الاقصى".واعيد فتح باحة المسجد الاقصى في القدس امام المصلين والسياح اليوم الاثنين غداة صدامات بين الفلسطينيين ورجال الشرطة الاسرائيليين اسفرت عن اصابة 24 فلسطينيا بجروح جراء القاء قنابل صوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع, وتسعة من رجال الشرطة جراء رشقهم بالحجارة.ومنذ نهاية ايلول/سبتمبر, يسود التوتر باحة المسجد الاقصى وعددا من الاحياء العربية في القدس حيث تكررت المواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الامن الاسرائيلية في الاسابيع الاخيرة.واضاف عزام الخطيب "ان ابواب المسجد الاقصى مفتوحة للمصلين المسلمين والوضع هادىء. التواجد المكثف للشرطة الاسرائيلية اختفى من المسجد ودخل نحو الف ومئة سائح كما دخل عشرة متطرفين يهود برفقة الشرطة".ودعت جماعات يهودية مساء الاحد الى دخول الاقصى والصلاة فيه وذلك خلال مؤتمر عقد في اكبر كنيس, "هيخال شلومو" (هيكل سليمان), في القدس الغربية وحضره حاخامات واعضاء كنيست من اليمين. وهيكل سليمان هو معبد النبي سليمان الذي يطالب المتطرفون اليهود باعادة بنائه مكان المسجد الاقصى.وطالب المؤتمرون بتصعيد وزيادة التواجد اليهودي داخل المسجد الاقصى وبسرعة توطيد العلاقة بالمكان, بحسب ما ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الاثنين.وشارك في تنظيم هذا المؤتمر "معهد الهيكل" المتخصص بالابحاث حول بناء معبد يهودي مكان المسجد الاقصى.وبدوره, قال محافظ القدس المهندس عدنان الحسيني "انا لا اعتقد ان الوضع في الاقصى او مدينة القدس سيستقر طالما تحاول الحكومة الاسرائيلية تطويع المقدسيين وتستمر محاولات المستوطنين والمتطرفين للسيطرة على الاقصى, وتسمح لهم الحكومة بالدخول الى باحاته".واوضح عدنان الحسيني لوكالة فرانس برس "ان الناس تعي ما يجري وتقوم بالاعتكاف وتدافع عن الاقصى وتحبط هذه المشاريع بالرغم من اعتقالهم وفرض الغرامات الباهظة عليهم".واكد انه "من غير الممكن الاستمرار هكذا", محذرا "من حدوث شىء كبير او مصيبة, لان هناك احتقانا, وطالما تغلق اسرائيل اعينها وتصم اذانها, فستكون هي المسؤولة عما سيحدث".وفي المقابل, يكثف اليهود المتطرفون تصريحاتهم. وخلال المؤتمر في الكنيس الاحد الاحد, اكد عضو الكنيست اوري اورباخ من حزب "البيت اليهودي" الشديد الصلة بجمعيات المستوطنين اليهود ان "حق اليهود في جبل الهيكل ليس موضوع متطرفين وحذرين" بحسب ما نقلت عنه صحيفة معاريف.واكد اورباخ "جبل الهيكل لنا ولا يتطلب ذلك تفكيرا عميقا والامر الاساسي في الموضوع هو انه لنا, وقبل ان ندخل الى جبل الهيكل, يجب ان يضم الينا ويكون بحوزتنا".وكرر البرفسور هلل واس من جامعة بار ايلان دعوته لليهود "الى بناء الهيكل الثالث", وقال ان "احداث الشغب الاسلامية تفرض عليناان نسارع في بنائه فورا".واعتبر الحاخام يوفال شيرلو ان "منع اليهود من زيارة جبل الهيكل مهين", وذلك بسبب منع الوقف الاسلامي لليهود من الصلاة في الاقصى.وعبر عن خيبة امله العميقة من "صمت جماعات حقوق الانسان وتقاعسها عن الدفاع عن حق اليهود في العبادة هناك".وطالب الحاخام يوفال شيرلو "بالمساواة بين العرب واليهود على الاقل في موضوع الزيارة والصلاة".والموقع الذي يضم قبة الصخرة والمسجد الاقصى, هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. ويعتبره اليهود اكثر الاماكن قداسة بالنسبة لهم ويدعوا متطرفوهم الى هدمه لكي يبنوا مكانه الهيكل الذي دمره الرومان في العام 70.وميدانيا, قال الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية في القدس شموليك بن روبي لوكالة فرانس برس ان "الوضع هادىء في المدينة وابواب المسجد مفتوحة للصلاة".واوضح ان "1300 سائح دخلوا باحات الاقصى من السابعة والنصف حتى العشرة صباحا الفترة التي يسمح فيها للسياح بالزيارة".واعتقلت الشرطة الاسرائيلية الاحد 21 فلسطينيا بينهم الوزير الفلسطيني السابق المكلف ملف القدس حاتم عبد القادر, وعلي ابو شيخة وهو من قياديي الحركة الاسلامية العربية داخل اسرائيل, بتهمة "التحريض على العنف".وقال الناطق باسم الشرطة انه تم "اطلاق سراح 14 منهم بشرط عدم الاقتراب من المسجد, وتحديد اماكن الحركة".فقد قررت محكمة الصلح في القدس عصر الاثنين ابعاد عبد القادر عن البلدة القديمة لمدة ثلاثة اسابيع وابعاد علي ابو شيخة عن القدس لمدة اسبوع.وعاد الهدوء الى شوارع البلدة القديمة التي امتدت اليها المواجهات الاحد بين الشبان الفلسطينيين وقوات الامن. ماجدة البطش