بيت لحم / سما / يعيش المواطن عبد الفتاح عبد ربه (48 عاماً) في كهف صغير داخل أرضه بالقرب من قرية الولجة، بين القدس وبيت لحم، منذ 12 عاماً، خوفاً من أن تصادرها قوات الاحتلال.ويطلق عبد ربه على كهفه الصغير "الـمنزل"، ويأبى مغادرته خوفاً من فقدان أرضه، التي يربي فيها الدجاج والأرانب، ويزرع الزيتون، وسيواجه "سلطات الأبنية" الإسرائيلية في المحكمة، بعد شهر أو شهرين، بتهمة البناء غير المشروع. ويقول عبد ربه الذي هجرته أسرته: "فليقاضوا الطبيعة بدلاً مني، فهي من قام ببناء الكهف، لا أنا".وتملك أسرة عبد ربه قطعة الأرض، التي تطل على مدينة القدس، منذ أيام الحكم العثماني في المنطقة، وكان أجداده وأهله غادروا المنطقة إلى مخيم للاجئين أثناء حرب 1948.وبقيت الأرض غير مسجلة باسم أحد، إلى أن قدمت والدته قبل عشرات السنين أوراق ملكيتها إلى سلطات الاحتلال، التي كانت قد استولت عليها، لكن هذا لم يقنع عبد ربه بأن أرضه قد عادت إليه، فعمد إلى السكن في الكهف الذي يقع في منتصفها، وتبلغ مساحتها 5 هكتارات.ويقول عبد ربه: "أنا الشخص الأكثر عناداً بين إخوتي، وهذه أرضي وأرض أجدادي منذ مئات السنين، لم نبعها في الأمس ولن أتركها اليوم".أما الادعاءات القضائية التي تثار ضده الآن فكانت من أجل غرفة صغيرة أضافها عبد ربه إلى الكهف ووضع عليها بعض الألواح المعدنية.وتعيش زوجة عبد ربه مع أطفالهما الثمانية في مخيم الدهيشة، الذي يبعد 10 كيلومترات عن بيت لحم، ويستطيع عبد ربه الانتقال لرؤية أهله والعودة إلى أرضه لأن جدار الفصل العنصري لا يمر من أمام أرضه بعد، لكن، حسب قوله، حتى لو اكتمل بناء الجدار، وحرم من رؤية أسرته فإنه لن يبتعد عن أرضه.