الامين العام للامم المتحدة بان كي مون شدد في حديث اجراه مع وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بان على اسرائيل أن تشكل لجنة فحص للاحداث المذكورة في تقرير غولدستون فتظهر بذلك بان لا حاجة لمواصلة معالجته في مؤسسات الامم المتحدة. لم يعقب ليبرمان على اقوال بان، ولكن في الفترة الاخيرة يميل وزير الخارجية الى فحص الموضوع بشكل ايجابي. ليببرمان هو الذي اتصل بالامين العام للامم المتحدة ليلة الجمعة الماضية. وفي بيان نشره مكتبه في اعقاب الحديث ظهرت اقوال حادة للغاية من ليبرمان ضد تقرير غولدستون وطلب من الامين العام لمنع نقل التقرير للبحث في مجلس الامن او الجمعية العمومية للامم المتحدة. ومع ذلك، فان مكتب ليبرمان لم ينشر رد الامين العام للامم المتحدة الذي يبدو أنه لم يتأثر بطلب وزير الخارجية الاسرائيلي. واوضح بان لليبرمان بانه لا يمكنه أن يتدخل باي شكل في موضوع مواصلة معالجة التقرير في مؤسسات الامم المتحدة والامر منوط بالدول الاعضاء في الجمعية العمومية ومجلس الامن في الامم المتحدة. "هذا ليس تحت سيطرتي"، قال الامين العام لليبرمان. وبعد ذلك شدد الامين العام امام ليبرمان بان برأيه يوجد حل افضل لموضوع تقرير غولدستون في شكل اقامة لجنة فحص مستقلة في اسرائيل، تفحص الادعاءات التي يذكرها تقرير غولدستون على نحو خاص في كل ما يتعلق بالمس بالابرياء. "من مصلحة اسرائيل اجراء مثل هذا الفحص"، قال بان لليبرمان. في اثناء حديث ليبرمان لم يعقب على اقوال الامين العام في هذا الموضوع. ومع ذلك، حسب مصادر سياسية في القدس، ليبرمان يقتنع بالتدريج بان وجود فحص ما للادعاءات التي في تقرير غولدستون كفيل بان يكون حلا مناسبا يصد جزءا كبيرا من مطالب نقل التقرير الى معالجة مجلس الامن او المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وزارة الخارجية لم تبلور بعد موقفا واضحا في هذا الشأن ولم تكتب ورقة فتوى أقرها المدير العام يوسي غال. ومع ذلك، فان موظفين كبار في وزارة الخارجية قالوا انه في ضوء التلميحات الشديدة التي تصل من الادارة الامريكية ودول في الاتحاد الاوروبي، فان على اسرائيل أن تنظر بالايجاب الى تشكيل لجنة فحص. والى ذلك، في جلسة الحكومة أمس تطرق رئيس شاس ووزير الداخلية ايلي يشاي الى المسألة واقترح بديلا اصيلا. وحسب قوله، بدلا من تشكيل لجنة فحص، ينبغي الكشف عن محاضر جلسات المجلس الوزاري التي تقررت فيها الاجراءات العسكرية في اثناء "رصاص مصبوب" والاثبات بذلك بانه في كل التوجيهات التي اعطيت للجيش، تم تشديد كبير على المس بالحد الادنى للابرياء في غزة. نئمان سيدرس سبل التصدير للتقرير وأمر رئيس الوزراء نتنياهو وزير العدل يعقوب نئمان بتشكيل فريق مهني يرفع في غضون بضعة اسابيع التوصيات للتصدي لتقرير غولدستون وآثاره. وعلى رأس الفريق يقف وزير العدل ويشارك فيه ممثلون من وزارة الخارجية، وزارة الدفاع والجيش الاسرائيلي. في مكتب رئيس الوزراء شددوا أنه من ناحية نتنياهو، لجنة الفحص ليست ممكنة. وقالوا في مكتب رئيس الوزراء ان "انظمة التحقيق والفحص القائمة اليوم في الجيش مناسبة". وزير الدفاع ايهود باراك قال انه لن تتشكل لجنة تحقيق او لجنة فحص يجري فيها التحقيق مع ضابط او جندي من الجيش الاسرائيلي. وقال باراك: "نحن بعثنا بالمقاتلين الى مهمة وهم يستحقون الاسناد المطلق. دولة اسرائيل تعتزم الكفاح ضد شرعية تقرير غولدستون". 26 اكتوبر 2009