اسبوعان من الهدوء في الحرم وصلا صباح امس الى منتهاهما وعادت الاضطرابات الى البلدة القديمة. بدأ هذا بجولة شرطية عادية رشقت بالحجارة، استمر بعملية طعن في عطروت وانتهى بـ 21 معتقلا، 9 شرطة مصابين واغلاق نطاق الحرم. أوقفت الشرطة أيضا المسؤول عن ملف القدس في السلطة الفلسطينية حاتم عبدالقادر، المشبوه ضمن امور اخرى بالاعتداء على الشرطة، ورقم 3 في الجناح الشمالي من الحركة الاسلامية علي ابو شيخة. في نهاية الاسبوع اعلنت الشرطة عن انتشار خاص في منطقة البلدة القديمة في أعقاب دعوات من نشطاء الحركة الاسلامية "للوصول لحماية الحرم". اعلان الحركة جاء على خلفية اجتماع مخطط له من "معهد الهيكل" وحاخامين من الصهيونية الدينية عقد في القدس امس. وعند الساعة السابعة والنصف تعرضت سيارة دورية من الشرطة للاعتداء كما بلغت نداءات عن رشق الحجارة على سياح تجولوا في المكان. ولم يكتفِ الشبان برشق الحجارة وصبوا الزيت في الشوارع لجعل وصول الشرطة الى النطاق صعبا. كما القيت زجاجة حارقة وحامض نحو قوات الامن. قوات معززة من الشرطة وحرس الحدود ووحدات خاصة دخلت الى نطاق الحرم لاعتقال المشاغبين واستخدمت قنابل الصوت لتفريقهم. اضافة الى ذلك اغلقت المداخل الى النطاق في وجه الزوار والمصلين الذين تم اخلاؤهم من المكان. في غضون وقت قصير اخليت الساحة باستثناء نحو خمسين شابا اغلقوا على أنفسهم احد المساجد. وحاصرت قوات من الشرطة المكان، ولكنها امتنعت عن الدخول. عند الساعة العاشرة هدأت الخواطر، ولكن ليس لزمن طويل. في ساعات الظهيرة انتقلت اعمال الشغب الى مناطق اخرى في البلدة القديمة واحياء اخرى في القدس. في راس العامود رشق نحو 15 شابا عربيا الحجارة على افراد الشرطة وفرقوا بقنابل الصوت. وفي معبر انطونيا رشق المشاغبون بالحجارة قوات الامن واصابوا صحافية استرالية. في حاجز قلنديا طعن فلسطينية رجل أمن وقف في الحاجز واصابته بجراح متوسطة. وحسب ريفكا أور، المضمدة من نجمة داود الحمراء في القدس، فان الحارس روى انه وصلت الى الحاجز شابة وبعد أن رأى ان حقيبتها موسى طلب اليها الوقوف جانبا لمواصلة الفحص، ولكن ما ان اقترب اليها حتى سحبت سكينا من تحت تنورتها وطعنته. "الاحظ جماعات كبيرة من سكان شرقي القدس وعرب اسرائيل وصلوا الى هنا لتشجيع الحركة الاسلامية التي تضرم النار في الميدان"، قال الرائد شرطة دودي كوهين واشار الى ان الشرطة "ستمارس يدا من حديد ضد كل المشاغبين، المحرضين والمتظاهرين". وجرت الاضطرابات ردا من جانب الاردن ايضا. الناطق بلسان الاردن، نبيل الشريف، طالب اسرائيل بمنع دخول عناصر الامن الى الحرم بدعوى ان الامر يشكل تدنيسا لقدسية الاقصى. ووصف الشريف احداث امس بانها "استفزازية". وبقي نطاق الحرم مغلقا أمس، وفي الشرطة أعلنوا بان المكان سيفتح اليوم كالمعتاد. 26 اكتوبر 2009