انفجرت سيارة مفخخة على جسر القرم الاستراتيجي متسببة بحريق كبير على هذا المعبر الأساسي بين شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها موسكو والبر الروسي، وفق ما نقلت وكالات الأنباء الروسية.
ويستخدم الجسر التي شيّد بكلفة باهظة بأوامر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لنقل تجهيزات عسكرية للقوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين لوكالة ريا نوفوستي إن بوتين أمر بتشكيل لجنة حكومية لكشف الوقائع.
واللافت أن التفجير يأتي بالتزامن مع عيد ميلاد بوتين السبعين، الذي كان يوم أمس.
وأعلنت اللجنة اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب أنه “اليوم في الساعة 06,07 (03,07 ت غ) انفجرت سيارة مفخخة (…) على قسم الطرقات من جسر القرم ما أدى إلى اندلاع الحريق في سبع قاطرات صهاريج على السكك الحديد كانت متوجهة إلى القرم”.
وقالت اللجنة أن الانفجار أدى إلى تضرر مسارين من طرقات الجسر غير أن قوسه لم يتضرر.
واتهم فلاديمير كونستانتينوف رئيس مجلس القرم، البرلمان المحلي الذي نصبته روسيا، “مخربين أوكرانيين” بالوقوف خلف التفجير.
وفي أول تعليق لمسؤول أوكراني على حادث جسر القرم، ألمح ميخائيل بودولياك، مستشار رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، إلى وقوف كييف وراء التفجير الذي وقع في جسر القرم فجر اليوم السبت.
وكتب بودولاك عبر "تويتر": "القرم.. الجسر.. البداية. كل شيء غير قانوني يجب تدميره، كل شيء مسروق يجب إعادته إلى أوكرانيا، كل شيء (له علاقة) بالاحتلال الروسي يجب طرده".
واعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن رد فعل نظام كييف على التفجير الذي وقع في جسر القرم فجر اليوم، يؤكد "الطبيعة الإرهابية" لذلك النظام.
وكتبت زاخاروفا عبر "تلغرام": "رد فعل نظام كييف على تدمير بنية تحتية مدنية يشهد على طبيعته الإرهابية".
وقال رئيس جمهورية القرم سيرغي أكسينوف، إن العمل في ترميم جسر القرم، سيبدأ اليوم السبت فور إنجاز أعمال لجنة التحقيق وجهاز الأمن الفيدرالي الروسي.
وأضاف: "العمل في مجال ترميم الجسر سيجري بدون أية بيروقراطية. سنباشر به اليوم فور انتهاء أعمال أجهزة التحقيق".
وتابع أكسينوف: "سأشارك اليوم في عمل اللجنة الحكومية لتحديد أسباب الحادث على جسر القرم وإزالة العواقب المترتبة على ذلك. سيتم وضع التدابير اللازمة لإزالة الضرر وإعادة إعمار ما تم تدميره. العمل سيبدأ فور انتهاء الأعمال".
وأعلنت لجنة التحقيق الروسية أن ثلاثة أشخاص لقوا مصرعهم، حسب المعلومات الأولية، بتفجير شاحنة على جسر القرم فجر اليوم السبت.
وأوضحت لجنة التحقيق في بيان لها أن الضحايا على الأرجح هم ركاب سيارة كان تمر بجانب الشاحنة التي انفجرت، مضيفة أنه انتشلت من المياه جثتان إحداهما لرجل والأخرى لامرأة، ويجري تحديد هويتهما.
وأشار البيان إلى أن المحققين حددوا بيانات الشاحنة وصاحبها، الذي اتضح أنه من سكان إقليم كراسنودار، وبدأت أعمال تحقيق في منزله. كما تجري دراسة مسار تنقلات الشاحنة والوثائق ذات الصلة.
وأكد كونستانتينوف أن الحادث أدى إلى انهيار جزء من الطريق على الجسر، ما أدى إلى قطع أوصال الجزء الممتد من منطقة تمان إلى القرم، مشيرا إلى أن الجزء الآخر من الطريق آمن وسالك ولم يتضرر.
وأوضح أكسيونوف أنه يتم التحقيق بالحادث وتم تنظيم فريق لخدمة المواطنين العالقين على جانبي الجسر.
وأعلن أكسيونوف عبر قناته على تطبيق تليغرام أن “خدمة العبارات جاهزة للانطلاق وستبدأ العمل من اليوم. سنقوم بالإبلاغ بالجدول الزمني لاحقًا. والآن يتم إنشاء محطات طعام وتدفئة للسائقين عند مدخل الجسر”.
وأعلنت هيئة السكك الحديدية في شبه جزيرة القرم، اليوم السبت، عدم تسجيل أي إصابات جراء اندلاع حريق في خزان وقود فوق جسر القرم.
وأوضحت الهيئة أن النيران اشتعلت في خزان وقود كان في مؤخرة قطار شحن يمر فوق الجسر، مؤكدة عدم تسجيل أي إصابات جراء الحادث.
ولفتت الهيئة إلى أن حركة القطارات فوق الجسر تم تعليقها مؤقتا نتيجة الحادث.