أكدت صحيفة عبرية، أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة خرج عن السيطرة، ويظهر أن "إسرائيل" خلصت إلى أنه لا جدوى من التعاون الأمني مع السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس.
وأوضحت "هآرتس" في افتتاحيتها، أن "المواجهات العنيفة بين قوات الجيش الإسرائيلي والمسلحين في مخيم جنين للاجئين الأربعاء والتي قتل فيها 4 فلسطينيين؛ هي الحدث الأقسى الذي سجل في الآونة الأخيرة، لكن لا يمكن أن نرى فيها حدثا شاذا".
وأضافت: "في السنة الأخيرة تطور في الضفة الغربية واقع عسكري (إسرائيلي) صعب؛ حيث قتل عشرات الفلسطينيين، واعتقل المئات وارتفع بشدة عدد الإخطارات بالعمليات".
وأرجعت الصحيفة "هذه التطورات إلى العادة التي اتخذها الجيش الإسرائيلي في اقتحام بيوت الفلسطينيين لمهام هامشية، وإلى الصدامات المنفلتة بين المستوطنين والفلسطينيين وامتناع أجهزة أمن السلطة عن اتخاذ يد قوية ضد المسلحين (المقاومين للاحتلال)".
ورأت أن "هذه النظرة الضيقة تتجاهل العوامل الأساسية التي تحرك الثوران الفلسطيني وهي؛ توسيع المستوطنات، مصادرة الأراضي، نصب مئات الحواجز، المس الخطير بحقوق الإنسان، والتحطيم المنهجي لكل مبادرة لمفاوضات سياسية".
ونوهت إلى أن "إسرائيل افترضت أنها ستتمكن من أن تفرض على السلطة العمل ضد نشطاء الفصائل ومنظماتهم في الوقت الذي هي نفسها تتنكر عن تنفيذ دورها في الاتفاقات التي وقعتها مع السلطة".
وذكرت "هآرتس" أنه "حيال احتدام المواجهات تطرح حلول تكتيكية في أساسها، مثل تخفيض مستوى نشاط الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية أو تنفيذ عمليات موضعية، وسائل قتالية ذكية كالمسيرات أو منشآت إطلاق نار لسلاح مضاد للمظاهرات يتم تشغيلها عن بعد، وأخيرا حملة عسكرية واسعة".
وأكدت أن "هذه الأفكار تثبت بأن إسرائيل توصلت إلى الاستنتاج، أنه لا جدوى من التعاون الأمني مع السلطة، فهي على أي حال ستنهار، وإسرائيل سحبت أيديها من كل محاولة لاستئناف الحوار معها".
ونوهت الصحيفة إلى أن "فرضيات العمل هذه ليست منقطعة عن الواقع، لكنها أيضا غير واجبة الواقع، ومن يدفع نحو حملة عسكرية في جنين، لا يمكنه أن يضمن أن حملة كهذه لن تقيم الضفة وغزة على أقدامهما".
وأشارت إلى أن "من يدفع السلطة إلى الانهيار ليس جاهزا لأن يدير المناطق بدونها، ومن يتمسك بغياب الجدوى السياسية كي يهرب من المفاوضات، سيجد نفسه أمام واقع عسكري سيملي القرارات السياسية بدلا من العكس".
ونبهت "هآرتس"، أن "الاحتلال يظهر مؤشرات فقدان السيطرة، وحتى إذا كانت الانتخابات قريبة، فإن رئيس الوزراء ملزم بأن يكبح الاندفاع العسكري وألا يدع إسرائيل تتدهور لمعركة لا يعرف أحد نتائجها".