بشكل رسمي تمتنع اسرائيل عن الرد على ما ينشر عن الاتفاق المتبلور مع ايران، ولكن خلف الكواليس يتابعون في القدس بقلق وشك. في مثل هذا الاتفاق يرون في اسرائيل ليس اكثر من خطوة تكتيكية ايرانية لكسب المزيد من الوقت ولتخفيف الضغط. القيادة السياسية في اسرائيل لا تصدق بأن ايران ستستجيب للشروط التي تطرحها الولايات المتحدة، روسيا وفرنسا وتقدر بانها ستواصل مساعيها اجتياز الخطوط والتحول الى قوة عظمى نووية. كما أنها تكن لرئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية المشارك في المحادثات، محمد البرادعي، صفر ثقة. دليل على هذا الشك يمكن ان نسمعه من أمور اطلقها رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع باراك امس في لقائهما مع سفيرة الولايات المتحدة الى الامم المتحدة سوزان رايس. وادعى باراك بأن على القوى العظمى ان تواصل متابعة ما يجري في ايران في كل ما يتعلق بمساعيها للتسلح بالسلاح النووي. وقال باراك ان "الايرانيين سبق ان ضللوا الغرب في الماضي" وشدد على انه ينبغي مواصلة الاستعدادات لفرض عقوبات حادة على نظام آيات الله اذا ما تبين في غضون بضعة اشهر بأن الايرانيين لا يتعاونون بشكل كامل مع الاسرة الدولية. واقترح باراك على رايس عدم استبعاد أي بديل – بما في ذلك الهجوم العسكري – اذا ما وقع في نهاية المطاف اتفاق ولكن تبين ان ايران مرة اخرى خدعت الغرب. الجانب الاسرائيلي طرح في المحادثات ايضا منشأة تخصيب اليورانيوم التي انكشفت في قم. وذلك انطلاقا من التقدير – الذي تشارك فيه اسرة الاستخبارات في الولايات المتحدة – بأن هذه المنشآت هي جزء من منظومة أشمل يخفيها الايرانيون. وأضاف باراك بأن اسرائيل في كل الاحوال لا تزيل أي خيار عن الطاولة. ومع ذلك ففي محيط باراك كانوا حذرين أمس من اصدار تصريحات "حماسية" مثلما وصف ذلك احد مستشاري وزير الدفاع. "الايرانيون أذكياء اكثر مما يتركون الاخرين يعتقدون"، قال أمس نائب وزير الدفاع متان فلنائي، "وعلينا ان نتأكد ان الحديث لا يدور عن مناورة ترمي الى التسويف في الوقت. ولكن مجرد حقيقة ان الايرانيين يأتون الى المحادثات وأنه تحقق اتفاق تثبت أن للضغط الدولي أثر. وأنا لا استخف في الاتفاق ولكن يجب تركيز الضغط ومواصلته بكل القوة. هدفنا هو تعطيل قدرة ايران على نيل السلاح النووي".