أكد المشاركون في منتدى تواصل الأجيال العربية الذي اختتم في مدينة وهران بالجزائر، أن فلسطين هي وطن للفلسطينيين وتمتد جذورهم في هذه الأرض منذ الكنعانيين، وهم ورثة كافة الحضارات التي مرت على هذه الأرض عبر العصور المختلفة.
وشددوا في بيان صدر عن المنتدى المستضاف من "المرصد الوطني للمجتمع المدني" في الجزائر، على أن القدس هي عاصمة دولة فلسطين وللفلسطينيين وحدهم، ومقدساتها هي للمسلمين والمسيحيين، وأن الحائط الغربي للمسجد الأقصى "حائط البراق" هو للمسلمين حسب شواهد التاريخ وقرارات عصبة الأمم ولجان تحقيقها، وأن الحركة الصهيونية حركة عنصرية استعمارية تأخذ من موضوع اليهود لباسا مصطنعا لتبرير وظيفتها وتحقيق أطماعها الاستعمارية.
وأوضح البيان أن كافة الحفريات التي أجراها علماء الآثار الغربيين ومن بعدهم العلماء الايدولوجيين الصهاينة لم يثبت بأي دليل روايتهم المصطنعة حول ما يسمى "الهيكل" في القدس، وأن التزييف اليومي الذي يقوم بها الصهاينة في القدس يطال الحجر والتاريخ والرواية، ووجود الإنسان الفلسطيني لاصطناع تاريخ مزيف. وأن المجازر والانتهاكات المنظمة والخطيرة لقواعد القانون الدولي والتي ارتكبها وما زال يرتكبها المستعمر الصهيوني بحق الفلسطينيين بهدف محو وجودهم، والتي كان آخرها تصنيف سبع مؤسسات من المجتمع المدني الفلسطيني بأنها إرهابية وإغلاقها، وهذا توجه لمحاولة هندسة المجتمع المدني الفلسطيني لوأد دوره، فالاحتلال (قاتل الأطفال) هو الإرهاب بعينه، وسلسلة الجرائم التي مرت حتى اليوم دون مساءلة أو عقاب مما يشجع المستعمر المحتل على الاستمرار في ارتكاب جرائمه الدولية المتمثلة بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لأنه يأمن العقاب، مرتكزا على ثقافة وسياسة الكيل بمكيالين التي يعمل بها المجتمع الدولي.
وأشار إلى أن الاحتلال وباعتراف المجتمع الحقوقي الأهلي على المستوى الدولي وبعض لجان الأمم المتحدة، ذو طبيعة ابرتهايد (فصل عنصري) واستعمار، ما يستدعي العمل على تفكيك منظومته ولا يتحقق ذلك إلا بفرض العقوبات الاقتصادية والتجارية وفرض المقاطعة على الاحتلال بكافة أشكاله، وسحب الاستثمارات من كافة أوجه الاقتصاد لدولة الاحتلال مثل البنوك والشركات والأعمال التجارية المختلفة، وملاحقة مجرمي الحرب ومرتكبي جرائم ضد الإنسانية باستخدام القضاء الوطني للدول والآليات الدولية الأخرى مثل المحكمة الجنائية الدولية، وأن تقوم الدول العربية بتعديل قوانينها الوطنية الخاصة بالعطاءات بحيث تنص على أن المتقدم للعطاء أن يكون سجله خالي من الشراكة في دعم الاحتلال أو الاستثمار في المستعمرات بشكل مباشر أو غير مباشر، وتوسيع مجال المقاطعة على المستوى الشعبي لبضائع ومنتجات الاحتلال، وأن تتضمن المناهج التعليمية العربية تاريخ القضية الفلسطينية، ودعم المجتمع المدني الفلسطيني في مواجهة سياسات تضييق الخناق عليه للقيام بدوره الوطني، التنموي والديمقراطي.
ودعا المشاركون إلى أن تتقدم المجموعة العربية في الأمم المتحدة وبالتشاور مع المجموعات الدولية الأخرى بالدفع لحصول دولة فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة والضغط على الولايات المتحدة بعدم استخدام حق النقض الفيتو في مجلس الأمن.
وتقدمت الوفود المشاركة في المنتدى من غالبية الأقطار العربية، بالشكر والتقدير للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والشعب الجزائري لتنظيمهم واحتضانهم أعمال المنتدى، وتمنوا للجزائر الشعب والدولة الرفعة ودوام التقدم والعطاء وأن تتكلل جهود قيادتها بالنجاح في أعمال تنظيم القمة العربية القادمة، بما تستجيب مخرجاتها لتطلعات الشعوب العربية وآمالها في الحرية والعدالة والاستقلال والتنمية المقبلة، ودعم العمل العربي المشترك للنهوض بالأمة العربية والاسلامية بكل مكوناتها.