مركز أبحاث الأمن القومي: "إسرائيل" تقترب بخطوات كبيرة جداً نحو "معضلة استراتيجية"

الأربعاء 07 سبتمبر 2022 03:25 م / بتوقيت القدس +2GMT
مركز أبحاث الأمن القومي: "إسرائيل" تقترب بخطوات كبيرة جداً نحو "معضلة استراتيجية"



القدس المحتلة/سما/

رأى تقرير إسرائيلي صدر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب اليوم، الأربعاء، أن نمط الممارسات الإسرائيلية الحالية ضد تصاعد العمليات التي ينفذها فلسطينيون في الضفة الغربية تشكل "أرضا خصبة لتعاظم روح المقاومة الفلسطينية".

وأضاف التقرير أن إدارة إسرائيل للصراع وفق مفهوم "قص العشب" يوشك على استنفاد نفسه، "وحتى أنه قد يؤدي إلى انفجار عنف واسع، يشكل التحدي الإستراتيجي الحقيقي الماثل أمام إسرائيل".

وبحسب التقرير، فإن عملية إطلاق النار ومحاولة إشعال حافلة تنقل جنودا إسرائيليين في الشارع رقم 90 في الأغوار، يوم الأحد الماضي، لم تكن مفاجئة من حيث حدوثها وتوقيتها ومنفذيها، ولا بسبب انعدام رد فعل من جانب السلطة الفلسطينية.

واعتبر التقرير أن "هذه العملية كانت شجرة أخرى في غابة الإرهاب الآخذة بالاتساع، وهي فصل آخر في روح المقاومة الفلسطينية الذي يتبلور بنمط الجهاد الإسلامي بالتعاون مع حماس وكتائب الأقصى التابعة لفتح. وهذا كله بتشجيع إيران وحزب الله. وفي الوقت الراهن، ثمة أهمية للنظر إلى الغابة كلها، وليس التركيز على إحدى الأشجار فيها".

وبحسب التقرير، فإن حركة الجهاد الإسلامي هي ذراع إيراني، هدفه التمسك بفكرة المقاومة المسلحة، وضم ناشطين بلا انتماءات فصائلية إلى أنشطته. وأشار إلى أن مركز أنشطة الحركة العسكرية انتقل من جنين إلى نابلس، بسبب عمليات قوات الاحتلال في جنين، "لكنه لم يتلاشى والدليل هو أن منفذي عملية الحافلة جاؤوا من منطقة جنين".

وأشار التقرير إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في منطقة جنين "أدت إلى تصاعد ملحوظ في مستوى الاحتكاك مع السكان المدنيين وفي مستوى اللقاء مع مجموعات المسلحين الفلسطينيين. وعدد هؤلاء بضع مئات، ويبذلون جهدا مقابل قوات الجيش الإسرائيلي ويوثقون الأحداث وينشرونها فورا في الشبكات الاجتماعية".

وأضاف التقرير أنه "بالرغم من عدد المعتقلين البالغ والارتفاع الكبير في عدد القتلى والجرحى الفلسطينيين، فقد تعززت روح المقاومة الفلسطينية وانتشرت في أنحاء يهودا والسامرة".

وتابع التقرير أن حماس تواصل جهودها من أجل تعزيز قوتها، وكتائب شهداء الأقصى تستمر بالنأي بنفسها عن السلطة الفلسطينية، "وتعمقت تقاليد التعاون بين الفصائل في منطقة جنين".

وخلافا للسياسة التي تحاول الحكومة الإسرائيلية اتباعها، رأى التقرير أن "الضائقة الاقتصادية لوحدها ليست عاملا يفسر هذه الظاهرة، وإنما الحديث يدور عن وعي نضالي يتسع، ويتغذى من ارتفاع مستوى الاحتكاك العنيف مع قوات الجيش الإسرائيلي، ومن شعور بالنجاح وخاصة من الفراغ السلطوي للسلطة الفلسطينية".

ووفقا للتقرير، فإن إسرائيل تقترب بخطوات كبيرة جدا نحو "المعضلة الإستراتيجية": من جهة، استئناف مبادرة سياسية باتجاه الانفصال عن الفلسطينيين، حتى لو كانت محدودة في ظل غياب إمكانية التوصل إلى تسوية دائمة في المستقبل المنظور، ولكن مبادرة كهذه ستشير إلى "اعتراف إسرائيلي بالسلطة الفلسطينية كشريكة في عملية التسوية وكذلك تشجيع تقويتها كبديل لقيادة المقاومة المسلحة".

والشق الآخر في "المعضلة الإستراتيجية"، بحسب التقرير، هو عملية عسكرية واسعة، على غرار حملة "السور الواقي" لاجتياح الضفة، في العام 2002، من أجل "تحطيم البنية التحتية للإرهاب الآخذ بالتطور في أنحاء يهودا والسامرة وتمتد إلى بنيامين"، أي منطقة رام الله وشمال القدس.

وأضاف التقرير أن تعامل إسرائيل مع حماس في غزة، "الذي يشمل تسهيلات وفي الوقت نفسه رد فعل عسكري محدود وفي المقابل عملية شديد ضد العمليات الفلسطينية في يهودا والسامرة، يشكل أرضا خصبة لتعاظم روح المقاومة الفلسطينية ويسهم دون قصد بإضعاف السلطة الفلسطينية. وعلى هذه الخلفية تعتبر إجهزة الأمن الفلسطينية كمتعاونة مع إسرائيل على حساب المصلحة الوطنية الفلسطينية".