اكتشف علماء غربيون أدلة جديدة حول نهر النيل، تدعم نظرية حول كيفية تمكن المصريين القدماء من بناء أهرامات الجيزة الضخمة.
ووفقا لشبكة "سي أن أن" الأمريكية، فإن الباحثين بقيادة الجغرافي هادر شيشا من جامعة "إيكس مرسيليا" الفرنسية، استخدموا أدلة بيئية قديمة للمساعدة في إعادة بناء شكل نهر النيل في مصر على مدى الثمانية آلاف عام الماضية.
وأضاف الباحثون أن مشيدي الأهرام استغلوا على الأرجح ذراع النهر، التي لم تعد موجودة الآن، لنقل مواد البناء لموقع بناء الأهرام.
وكشفت الدراسة أن النتائج التي توصل إليها العلماء تظهر أن شكل النيل ومستويات النهر المرتفعة منذ حوالي 4500 عام سهلت بناء أهرامات الجيزة.
وأوضحت الدراسة أن المباني شيدت على هضبة الجيزة المتاخمة للقاهرة وهي محاطة بالمعابد والمقابر وأماكن العمال، وهي أقدم عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، لافتة إلى أن المهندسين القدماء استخدموا الفيضانات كمصاعد هيدروليكية.
وافترض العلماء أن المصريين القدماء لا بد أنهم قد استغلوا أجزاء سابقة من النيل لنقل أطنان الحجر الجيري والغرانيت اللازمة لبناء الهياكل العملاقة، مؤكدين أن المجاري الحالية للنيل أصبحت بعيدة عن موقع الأهرام.
وقال الباحثون في دراستهم إن مياه الفيضان السنوية كانت تعمل كرافعة هيدروليكية، ما يسمح لها بنقل كتل ضخمة من الحجر إلى موقع البناء.
وباستخدام مجموعة من التقنيات لإعادة بناء السهول الفيضية للنيل القديم، وجد فريق البحث أن المهندسين المصريين كان بإمكانهم استخدام فرع خوفو النهري الذي أصبح جافًا الآن في النيل لنقل مواد البناء إلى موقع أهرامات الجيزة.
ولفتت إلى أنهم قاموا بتحليل الطبقات الصخرية للنوى التي تم حفرها في عام 2019 من السهول الفيضية بالجيزة لتقدير مستويات المياه في منطقة خوفو منذ آلاف السنين.
كما قاموا بفحص حبيبات حبوب اللقاح المتحجرة من رواسب الطين في منطقة خوفو لتحديد المناطق الغنية بالنباتات والتي تدل على ارتفاع مستويات المياه.
وأوضحت الشبكة أن بيانات الباحثين أظهرت أن منطقة خوفو ازدهرت خلال النصف الأول من عصر الدولة القديمة في مصر، من حوالي 2700 إلى 2200 قبل الميلاد، عندما حدث بناء الأهرامات الرئيسية الثلاثة على الأرجح.